كسر الحماس والروح البحريني الأيادي الدنماركية والصافرة البرتغالية في مباراة مجنونة في نهاية الدور الأول للمجموعة الثالثة في بطولة كأس العالم للناشئين، وفاز المنتخب على الدنمارك بنتيجة (27/22)، في الوقت الذي أنهى فيه الدنماركيون الشوط الأول بنتيجة (12/7)، أقيمت المباراة على صالت بيت التمويل الخليجي بحضور جماهيري مخجل لا يتناسب مع قيمة كرة اليد في البحرين، ولا يتناسب مع ما قدمه المنتخب في المباراتين السابقتين، وشاركت هذه الجماهير اللاعبين بعد نهاية المباراة الأفراح داخل الصالة، واستمرت هذه الأفراح في صالة تبديل الملابس وشاركهم هناك رئيس الاتحاد عبدالرحمن بوعلي بقيادة رئيس رابطة الرفاع إبراهيم بوعلي، وسأل الرئيس اللاعبين ماذا تريدون بعد الفوز؟ فأجابوا بصوت واحد (نبي فلوس نبي فلوس) وأخبرهم بصرف 300 دينار كمكافأة فوز ووجبة عشاء خارج الفندق لكل اللاعبين.
ولا يمكن القول إن المنتخب الوطني قدم مباراة رائعة المستوى، بل إن المنتخب واصل تقديم العروض الرائعة في البطولة العالمية، وقدم لاعبو المنتخب الوطني صورة حية عن الغيرة والحماس على علم واسم المملكة، ولعب المنتخب بروح عالية جدا جدا أجبر جميع الحاضرين على التصفيق له احتراما وتقديرا على الأداء الراقي الذي قدمه سواء الأجانب أوالمواطنين، والحماس الذي ظهر عليه اللاعبون أحبط التحامل الكبير الذي أبداه طاقم المباراة البرتغالي تجاه منتخبنا الوطني، فالمنتخب خلال الشوط الأول فقط تعرض لتسع عقوبات تصاعدية (الإيقاف لمدة دقيقتين) وسط استياء الحاضرين من المسئولين واللاعبين، إلا النجوم رفضوا الخروج عن أجواء المباراة وأصروا على الفوز وكان لهم ما أرادوا في دقائق باعتقادنا ستبقى عالقة في أذهان من شاهد المباراة، حتى أن الأنباء توارت من القارة الصفراء أن ما قدمه منتخبنا أمام منتخب الدنمارك مثل صدمة وذهولا، نقل ذلك للمسئولين في كرة اليد أعضاء اللجنة الفنية في الاتحاد الدولي.
بدأ المنتخب المباراة بمثالية، وتميز أداؤه بالأداء الرجولي في الدفاع، والأمور كانت تسيير على ما يرام وفي الطريق الصحيح لمصحلة المنتخب، وتقدم (3/1) في الدقائق الثماني الأولى، وهنا بدأت مسرحية التحكيم البرتغالي بعد أن أجبر المنتخب على اللعب بـ 5 لاعبين منذ الدقيقة 9 حتى الدقيقة 25 بواقع 9 عقوبات إيقاف لمدة دقيقتين تناوب في الحصول عليها غالبية لاعبي المنتخب أهمهم حسن شهاب الذي حصل على عقوبتين، التوتر شاب الصالة بالكامل، ولكن الغريب والعجيب أن اللاعبين لم يفقدوا أعصابهم وحالوا الخروج من هذه المسرحية بأقل الخسائر، وفعلا نجحوا في ذلك، وخرجوا من الشوط الأول بفارق 5 أهداف كان من المفترض أن ينتهي بفارق هدفين على الأقل لولا إضاعة الفرص، ولكن الشوط الثاني صارت الأمور طبيعية من جانب طاقم المباراة الأمر الذي أعطى منتخبنا الفرص لإظهار تألقه الهجومي بعد أن كان موفقا إلى حد كبير في الدفاع على رغم النقص خلال الشوط الأول، وفعلا قاد علي حسين المنتخب هجوميا بكل أناقة بالإضافة إلى جاسم السلاطنة وحسن شهاب على الدائرة خلال الثلثيين الأولين، ولكن الثلث الثالث المجنون كان نجومه آخرين هم أحمد عباس ومحمد المقابي بالإضافة إلى حسام مدن، وتألق في المباراة الحارس محمد عبدالحسين الذي يستحق أن يكون نجم المباراة الأول.
بداية موفقة للأحمر ولكن ...
بدأ منتخبنا الوطني بتشكيلة مكونة من محمد عبدالحسين في الحراسة بالإضافة إلى تميم عبدالله، فيصل محمد، علي ميرزا، حسين الصياد، محمد المقابي وأكبر المرزوق، وفي الدفاع يدخل جاسم السلاطنة بدلا من المرزوق، ولعب المنتخب في الدفاع بطريقة 4/0/2 بتقدم الصياد والمرزوق لمراقبة العملاق ماركسون وجبسن في الخط الخلفي، وتقدم المنتخب (2/0) في أول 3 دقائق من بداية الشوط، وسجل الصياد أول أهداف المنتخب، وقدم المنتخب أداء طيبا في الدفاع، لعب وكان قمة في التركيز، ويجب الإشارة إلى أن بيتر سول اختار التكتيك المناسب لمواجهة القوة الهجومية في الدنمارك، وعانى المنتخب من مشكلة في الهجوم تتمحور في فارق البنية الجسمانية بين منتخبنا ونظيره الدنماركي وكانت مسألة الاختراق بالنسبة لهم صعبة، وصار الحل الوحيد هو التصويب من الخط الخلفي الذي لم يكن موفقا تماما لقوة الحراسة الدنماركية وحوائط الصد... تقدم المنتخب مع الدقيقة 7 (3/1)، إلا أن إيقاف لاعب منتخبنا علي ميرزا في الدقيقة 8 أعطت الفرصة للدنماركيين لتقليص الفارق إلى هدف ثم التعادل (3/3) في الدقيقة 10، وتعرض المنتخب في هذه الدقيقة كذلك للنقص لإيقاف تميم عبدالله.
الإيقافات المتعددة تؤثر على المنتخب
وتواصل مسلسل المنتخب للنقص للمرة الثالثة خلال 13 دقيقة فقط من بداية المباراة، حين أوقف حسين الصياد، وأثر ذلك على قدرة المنتخب على مجاراة الدنمارك القوي الذي عرف كيف يتعامل مع نقص منتخبنا وتقدم لأول مرة في المباراة (4/3) في الدقيقة 14 ثم (5/3) في الدقيقة 15، في الوقت الذي توقف منتخبنا عن التسجيل لأكثر من 5 دقائق متتالية، ويبدو منطقيا قياسا بظروف النقص في صفوف الفريق، ولتنشيط الجانب الهجومي قام المدرب بيتر سول بإشراك أحمد عباس بدلا من علي حسين الذي دخل في وقت سابق بدلا من السلاطنة، ولكن لم نشهد تطورا ملفتا على الأرض، وفي المقابل تطورت ظروف الإيقاف وأوقف حسن شهاب من جانب منتخبنا وهو الإيقاف الرابع في الدقيقة 18، وبعد توقف دام 10 دقائق عن التسجيل سجل أحمد عباس الهدف الرابع من مجهود فردي رائع، وتوصل مسلسل الإيقافات في صفوف المنتخب بإيقاف جديد لحسن شهاب في الدقيقة 20 وصارت النتيجة مع هذه الدقيقة (7/4)، والملفت أن المنتخب على رغم ظروف النقص إلا أنه كان كما يجب في الدفاع وواصل أداءه القوي الذي بدأ به المباراة.
الطاقم البرتغالي
والدنماركيون يتفوقون على منتخبنا
وواصل المنتخب الدنماركي تفوقه المطلق في المباراة، ورفع الفارق إلى 5 أهداف في الدقيقة 22، وطلب حينها بيتر سول وقتا مستقطعا لإيقاف التفوق الدنماركي وإعادة لاعبي المنتخب لأجواء المباراة، وفي تلك الأثناء أوقف علي حسين الإيقاف السادس في هذا الشوط في تحامل واضح من قبل طاقم المباراة على لاعبينا، في الوقت الذي تساهل الطاقم أمام الخشونة الدنماركية في الدفاع، الإيقاف الثامن طال أكبر المرزوق في الدقيقة 24، ثم الإيقاف التاسع لمحمد المقابي في الدقيق ذاتها، لذلك استثمر الدنماركيون الهدايا المجانية( المتكررة ) من طاقم المباراة البرتغالي المتحامل ورفع الفارق إلى 7 أهداف (12/5) في الدقيقة 26، ولعب المنتخب كامل العدد في هذه الدقيقة بعد أن ظل طوال الـ 18 دقيقة الماضية يلعب بخمسة لاعبين وأحيانا أخرى بأربعة، وقلص المنتخب الفارق بفضل الروح القتالية والحماس مع اكتمال الصفوف إلى 5 أهداف (12/7) قبل نهاية المباراة بدقيقتين وأضاع علي ميرزا رمية 6 أمتار كانت كفيلة بتقليص الفارق إلى أقل من ذلك وتبعه المقابي أيضا ومن ثم أكبر المرزوق، لينتهى الشوط الأول بعد ذلك دنماركيا بنتيجة (12/7).
منتخبنا يعود للمباراة ويعادل النتيجة
وفي الشوط الثاني، لعب المنتخب في الدفاع بطريقة 3/3 من منتصف الملعب بهدف الضغط على الدنماركيين في الهجوم، واشرك السلاطنة لتفعيل التصويبات من الخط الخلفي، ونتيجة للأداء الهجومي القوي والتمركز الدفاعي السليم وتألق حسن شهاب بالإضافة إلى علي ميرزا قلص المنتخب الفارق إلى 3 أهداف مع الدقيقة 4 (13/10) ثم (14/11) في الدقيقة 6، وبعد ذلك إلى فارق هدفين (14/12)، وأوقف لاعب الدنمارك بيسكو لمدة دقيقتين الا ان منتخبنا لم يستغل ذلك في الهجوم بسبب الاستعجال في الوقت الذي حافظ فيه على شباكه نظيفة، وأوقف بعد ذلك السلاطنة للمرة العاشرة من منتخبنا في الدقيقة 9، ولكنه حافظ على الفارق في النتيجة في دلالة واضحة على مدى الترابط الدفاعي لمنتخبنا منذ أول ثواني المباراة، لعب الدنمارك بسبعة لاعبين في الهجوم في تكتيك مفاجئ إلا أن لاعبينا تعاملوا بإيجابية معه، وقلص الفارق إلى هدف (15/14) في الدقيقة 13 قبل أن يشعل أحمد عباس الصالة بهدف التعادل في الدقيقة 15 لتعود المباراة فعليا إلى نقطة البداية، ووقدم أحمد عباس الذي شارك بدلا السلاطنة في الدقائق الماضية أداء مميزا بالتعاون زميله علي حسين. وفي الدقائق التالية، أثرت إضاعة الفرص على موقف المنتخب في المباراة، الامر الذي أعطى الدنمارك الفرصة للعودة للتقدم من جديد وبفارق هدفين (19/17) في الدقيقة 19، وبمجهود فردي رائع من حسام مدن في مركز الجناح الأيسر عادل النتيجة (19/19)، وساهم في ذلك التألق الملفت للحارس محمد عبدالحسين الذي كان نجم هذه الدقائق، وقدم المنتخب أداء دفاعيا راقيا على رغم فارق البنية الجسمانية والعدد وخصوصا أن الدنمارك بداية من منتصف هذا الشوط كان يلعب بسبعة لاعبين في الهجوم، ولكن منتخبنا عرف كيف يتعامل معه، لذلك طلب مدربهم وقتا مستقطعا في الدقيقة 23 لفك طلاسم الدفاع الأحمر، قبل أن يشعل حسن شهاب هذه المرة صالة بيت التمويل بهدف التقدم لأول مرة منذ 40 دقيقة من زمن المباراة ثم عمق العملاق محمد عبدالحسين الفارق بهدف ذكي لمح خروج الحارس الدنماركي ليتقدم المنتخب بفارق هدفين (22/20) في الدقيقة 25، ثم المقابي رفع الفارق إلى 3 أهداف، ثم يكرر المقابي ثانية رفع الفارق إلى 4 أهداف أيضا (24/20) في الدقيقة 27، قبل أن تنتهي المباراة بحرينية بنتيجة (27/22)، وبعد دقائق مجنونة جدا تألق فيها محمد عبدالحسين وكل النجوم.
فوز البرازيل
وفي المباراة الثاني ضمن المجموعة نفسها فازت البرازيل على تونس بنتيجة 22 / 21 .
العدد 1787 - السبت 28 يوليو 2007م الموافق 13 رجب 1428هـ