لم يكن باستطاعة المنتخب القطري أن يحقق ما يهدف إليه وهو الفوز في مباراته ضد المنتخب البولندي، وتلقى الخسارة الثانية له في البطولة العالمية لناشئي كرة اليد، ليودع البطولة في المركز الثالث بعد ان كان محتفظا ببصيص أمل في التأهل إلى الدور الثاني، لكن خسارته أمس بنتيجة 40/28، وفوز المنتخب الإسباني على المنتخب المغربي في المباراة حالا دون تأهله.
بداية قوية شهدها لقاء بولندا وقطر الذي حاول بعثرة أوراق المجموعة الأولى والدخول في حسابات التأهل إلى الدور الثاني، لذلك جاءت المباراة وبدايتها حذرة بشكل كبير، إذ وضح عدم رغبة المنتخبين في المغامرة، وهو ما وضح على تركيزهما الدفاعي الذي كان الغالب طوال الدقائق العشر الأولى التي لم يسجل فيها المنتخبان معا أكثر من 8 أهداف و بالتساوي 4/4، مع اعتمادهما على دفاع المنطقة 6/صفر، مع تغيير بسيط للدفاع القطري إلى 5/1 ناحية صانع اللعب البولندي، حتى جاءت الدقيقة 11 التي كشفت عن أخطاء القطريين في الهجوم، حين توقفوا طوال 7 دقائق كاملة عن التسجيل على رغم تألق حارسهم الذي تصدى لأكثر من تسديدة قوية من لاعبي بولندا الذين استفادوا من الإضاعة الكبيرة للفرص من جانب قطر من خلال التسليم غير الصحيح، أو حتى التسديد غير الدقيق ناحية حارس بولندا الذي كان بالمرصاد للكرات السهلة، ليوسع البولنديون الفارق إلى 4 أهداف 11/7 في الدقيقة 20.
وفشل القطريون في تشديد الخناق على مصدر الخطورة البولندية التي تمثلت في اللاعب ديمان الذي سجل 4 أهداف لفريقه من خلال مروره الناجح دائما في الطرف الأيسر الذي اعتمد عليه البولنديون كثيرا من أجل استغلال التقدم الدفاعي القطري الذي أظهر تأثره الكبير بحالات الإيقاف وخصوصا للاعبه المهم دفاعيا سيدغناوي ما وضع الحمل الكبير على زميله حمد الهاجري الذي تأثر هو الآخر بحالة الرقابة الهجومي وبقائه وحيدا في منتصف الدائرة ما كلفه هو الآخر الإيقاف، ليستغل البولنديون ذلك ويواصلوا تسيدهم مجريات الشوط ورفع الفارق في المقابل حتى نهاية الشوط الأول لصالحهم بنتيجة 18/10.
الشوط الثاني شهد انطلاقة قطرية سريعة في محاولة لاستغلال النقص الحاصل للمنتخب البولندي نتيجة الاستبعاد السريع، وهو ما تحقق مع تواصل التسجيل لمهاجميه وتغيير طريقة الدفاع إلى الضاغط بكل أنحاء الملعب ومع كل لاعب، لكن بمجرد اكتمال العناصر البولندية، لم يتمكن القطريون من استكمال هجومهم الجيد وفقدوا الكثير من الكرات السهلة لصالح البولنديين الذين انطلقوا في هجمات مرتدة سريعة مستغلين العودة البطيئة للمدافعين وعدم تمركزهم الجيد على خط الدائرة وتباعدهم، ما أوجد ثغرات واسعة مكنت المنتخب البولندي من توسيع الفارق.
وعادت الإيقافات من جديد وخصوصا في منتصف الشوط مع إيقاف لاعبين بشكل متتابع لتؤثر على عطاء الفريق البولندي، إذ عجز تماما عن التعامل مع الضغط الدفاعي القطري الذي ضيق الخناق على مهاجمي بولندا، ليستغل ذلك القطريون في تقليص الفارق الذي وصل إلى 5 أهداف في الدقيقة 14، لكن ذلك لم يكن عائقا أمام البولنديين الذين واصلوا نسقهم العالي وهجومهم الكاسح بمجرد اكتمال العدد، ومحاولة تقوية الدفاع لحظة النقص بغية عدم تمكن القطريين من تقليص الفارق أكثر من 5 أهداف، وهو ما تحقق فعلا بنجاح الدفاع والهجوم البولندي في تنفيذ المهمات المطلوبة منهم، حتى نهاية المباراة لصالحهم بنتيجة 40/28.
إسبانيا تكتسح المغرب
حقق المنتخب الإسباني فوزه الثاني في بطولة كأس العالم لكرة اليد للناشئين التي تستضيفها البحرين خلال الفترة من 26 يوليو/تموز الجاري وحتى الثالث من أغسطس/آب المقبل، وذلك على المنتخب المغربي وبنتيجة 33/22 بعد أن أنهى الشوط الأول لصالحه أيضا بنتيجة 18/9، ليعلن نفسه طرفا ثانيا في المجموعة الأولى التي يتصدرها المنتخب البولندي بعد ان حقق هذا الأخير الفوز على المنافس على البطاقة الثانية المنتخب القطري الذي أصبح ثالثا.
وجاء الشوط الأول ضعيفا جدا مع سيطرة كاملة لمنتخب الاسبان الذي حاول قدر الإمكان تسجيل عدد كبير من الأهداف يعود عليهم بالفائدة في حسبة التأهل في المجموعة الأولى تحسبا لفوز غير متوقع لمنتخب قطر على متصدر المجموعة المنتخب البولندي، ليستفيد جديا من دفاعه القوي 6/صفر والارتداد بالكرات الساقطة من مهاجمي المغرب الذين فشلوا في مجمل الشوط باختراقه مع نجاح تام للحراسة الإسبانية التي كفلت لزملائه انتقالا سلسا للهجمات ورفع الفارق بالتالي حتى الدقيقة التاسعة إلى 6/صفر.
في المقابل، لعب المنتخب المغربي بالدفاع نفسه في بداية المباراة، لكنه لقي صعوبة كبيرة في الحد من خطورة لاعبي إسبانيا الذين تمكنوا من خلق الكثير من الثغرات من ناحية الأطراف، أو التسديد من خارج المنطقة في ظل الضعف الواضح للحراسة المغربية، هذا الأمر أجبر المنتخب المغربي على تغيير دفاعه إلى المتقدم وتنويعه بين المراقبة اللصيقة على طول الملعب، أو 3/3، ما أوجد صعوبة بسيطة للاعبي اسبانيا الذين على رغم ذلك واصلوا التسجيل بوتيرة أقل، بينما بدا تسجيل المغرب خجولا بعض الشيء ولم يتمكن من تسجيل أكثر من 6 أهداف قبل 10 دقائق من النهاية التي انتهت لصالح إسبانيا بنتيجة 18/9.
وفي الشوط الثاني واصل المنتخب المغربي تنويع دفاعه المتقدم بغية إرباك الهجوم الإسباني الذي وعلى رغم إضاعته للكثير من الأهداف فإنه واصل مسلسل رفع الفارق.
وحاول المغاربة في المقابل تغيير بعض الأوراق ومنها الحراسة التي بدأت عند استبدالها ببعض من القوة التي استفاد منها الفريق، وبالتالي العمل في المقابل على التسقيط للاعب الدائرة الذي تمكن من تسجيل عدد من الأهداف في غمرة انخفاض مستوى الدفاع الإسباني، غير أن هذه الأخير بدا مستريحا ولعب بأريحية كاملة مستفيدا من فارق الأهداف الذي يفصله عن المغرب إلى 11 هدفا حتى الدقيقة العشرين من الشوط.
ومضى لاعبو إسبانيا يتفننون في التسجيل وإضاعة أكثر من هدف أيضا في مقابل استسلام واضح للاعبي المغرب الذين انخفضت لياقتهم البدنية، ما انعكس على أدائهم العام إذ لم يتمكنوا من تسجيل أكثر من 5 أهداف طوال الدقائق العشر الأخيرة، لينهي الاسبان المباراة بفارق 10 أهداف 33/22.
العدد 1787 - السبت 28 يوليو 2007م الموافق 13 رجب 1428هـ