جاكرتا - ا ف ب
سحب العرب البساط من تحت عمالقة شرق آسيا وفرضوا أحقيتهم في السباق على عرش الكرة الآسيوية الذي بات على بعد خطوة من احد المنتخبين السعودي والعراقي اللذين يلتقيان اليوم (الأحد) في جاكرتا في المباراة النهائية لكأس آسيا الرابعة عشرة لكرة القدم.
وهي المرة الثانية التي تجمع فيها المباراة النهائية للبطولة الآسيوية منتخبين عربيين بعد الدورة الحادية عشرة عام 1996 في الإمارات حين فازت السعودية على أصحاب الأرض 4/2 بركلات الترجيح اثر تعادلهما صفر/صفر.
مباراة القمة بين السعودية والعراق تعتبر حدثا بحد ذاتها لان أيا من الطرفين لم يكن يتوقع الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من البطولة والمنافسة على لقبها، أو على الأقل لم يعلن احدهما بوضوح قبل انطلاقها انه جاهز تماما للقب.
فشعار المنتخب السعودي كان محو آثار المشاركة السيئة في الدورة الماضية في الصين عام 2004 بخروجه من الدور الأول، وخصوصا انه يشارك بتشكيلة شبه جديدة يبلغ متوسط أعمار لاعبيها الثانية والعشرين.
والمنتخب العراقي وضع حدا لطموحاته بالوصول إلى ربع النهائي أو الدور الذي يليه على ابعد تقدير بحسب ما أوضح مدربه البرازيلي جورفان فييرا مرارا.
وستضفي النتيجة على الحدث طعما آخر، ففوز السعودية يجعلها تنفرد بالرقم القياسي برصيد 4 ألقاب، وفوز العراق يدخله قائمة الكبار الذين دونوا أسماءهم في سجل شرف البطولة.
عامل الخبرة والانجازات في البطولات الآسيوية يصب في مصلحة المنتخب السعودي الذي توج بطلا أعوام 1984 و1988 و1996، وخسر النهائي مرتين عامي 1992 و2000، في حين ان المنتخب العراقي حقق في النسخة الحالية انجازا تاريخيا بتأهله إلى المباراة النهائية للمرة الأولى.
وللمصادفة، فان المنتخبين اللذين يخوضان مباراة القمة غدا، التقيا في الدور الأول في الدورة الماضية في الصين قبل ثلاثة أعوام، وكانت مواجهتهما حاسمة حينها في الجولة الثالثة من الدور الأول لتحديد المتأهل منهما إلى ربع النهائي إلى جانب أوزبكستان.
وحسم المنتخب العراقي النتيجة بهدفين لنجميه المشاركين في البطولة الحالية أيضا نشأت أكرم ويونس محمود، مقابل هدف لحمد المنتشري الذي قرر المدرب البرازيلي هيليو سيزار دوس انجوس التخلي عنه مفضلا عليه وليد عبدربه قبيل انطلاق المنافسات.
الوضع مختلف الآن، فإذا كان المنتخب العراقي شهد تغييرات محدودة مقارنة بالتشكيلة التي شاركت في الصين، فان المنتخب السعودي يخوض غمار البطولة الحالية بدماء جديدة إذ طال التغيير معظم عناصره، ويضم فقط ثلاثة لاعبين ممن شاركوا في الصين هم ياسر القحطاني ورضا تكر وسعود كريري.
المنتخبان عبرا الدور الأول بعد تصدرهما مجموعتيهما القويتين، فالسعودي تصدر مجموعة الموت بتعادله مع كوريا الجنوبية 1/1 وفوزه على اندونيسيا 2/1 والبحرين 4/صفر، والعراقي تعادل مع تايلند 1/1 وحقق فوزا لافتا على استراليا 3/1 قبل ان يتعادل مجددا مع عمان صفر/صفر.
وحصل كل من المنتخبين العربيين على أفضلية بقائه في موقعه في ربع النهائي، فالتقت السعودية في جاكرتا مع أوزبكستان القوية لكنها تغلبت عليها 2/1 بعد مباراة مثيرة شهدت أخطاء دفاعية لافتة للسعوديين، في حين كان محطة العراق أسهل في بانكوك باستقباله فيتنام لكنه أنهى تقدمها في البطولة بفوزه بهدفين نظيفين لقائده يونس محمود.
ازدادت المهمة صعوبة للطرفين في نصف النهائي، فتحملا متاعب السفر إذ توجه المنتخب السعودي إلى فيتنام للقاء اليابان بطلة الدورتين الماضيتين، والعراقي إلى كوالالمبور لمواجهة كوريا الجنوبية.
وعلى رغم طول الرحلتين والإجهاد الذي لحق باللاعبين، نجح المنتخب السعودي في الارتقاء إلى مستوى التحدي وتفوق على اليابانيين بثلاثة أهداف لمهاجميه ياسر القحطاني ومالك معاذ (2) مقابل هدفين، بينما كان المنتخب العراقي سبقه إلى لقاء القمة بتخطيه كوريا الجنوبية 4/3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلبا في الوقتين الأصلي والإضافي.
ويملك المنتخب السعودي أفضلية خوض المباراة على استاد «جيلورا بونغ كارنو» في جاكرتا إذ سبق ان خاض عليه أربع مباريات وبات معتادا عليه.
لا شك في ان المدربين انجوس وفييرا يعرفان تماما الآن ماذا ينتظرهما في المباراة النهائية، وكل منهما تابع مباريات خصمه ولاحظ مكامن القوة والضعف لديه، وبالتالي فان مواجهة تكتيكية بنكهة برازيلية ستفرض نفسها غدا.
يعتمد أنجوس على مجموعة من اللاعبين الذين اختارهم بنفسه لتشكيل المنتخب في البطولة وهم فضلا عن ياسر القحطاني ومالك معاذ، لاعب الوسط المميز عبدالرحمن القحطاني الذي نجح في لعب دور المايسترو وخصوصا في الجهة اليسرى، وتيسير الجاسم وسعود كريري وخالد عزيز واحمد البحري وأسامة هوساوي ورضا تكر ووليد عبدربه واحمد الموسى وشقيق كامل ومن خلفهم الحارس تيسير المسيليم.
ابرز نقاط القوة في المنتخب السعودي تتمثل بالهجمات المرتدة السريعة التي يكون محورها معاذ وياسر وعبدالرحمن والجاسم، وجاءت معظم اهداف السعودية حتى الآن من هذه الانطلاقات.
وينافس ياسر القحطاني على لقب الهداف إذ يتساوى مع الياباني ناوهيرو تاكاهارا برصيد 4 أهداف لكل منهما.
في المقابل، يبرز عدد من لاعبي المنتخب العراقي وفي مقدمتهم قائده يونس محمود الذي سجل 3 أهداف حتى الآن، والى جانبه في خط الهجوم هوار محمد، ومن ثم نشأت أكرم وباسم عباس وجاسم محمد غلام وحيدر كرار جاسم ومهدي كريم والحارس نور صبري.
يلعب المنتخب العراقي بروح قتالية حتى الصافرة النهائية، وهي من أهم العوامل التي ساعدته في بلوغ المباراة النهائية.
يحترف عدد لا بأس به من لاعبي المنتخب العراقي في أندية خليجية وعربية وإيرانية، ومنهم من يلعب في قبرص أيضا، بينما لا يوجد أي محترف سعودي حتى الآن.
لاعب الوسط السعودي سعود كريري اعتبر ان ما تحقق حتى الآن «هو نتاج عمل شاق على الصعيدين الإداري والفني وخصوصا من اللاعبين الذين كانوا كأسرة واحدة منذ بداية البطولة».
وتابع: «أعلنا منذ البداية أننا نسعى إلى إعادة الهيبة إلى المنتخب السعودي، فحققنا النجاح تلو الآخر حتى وصلنا إلى المباراة النهائية التي تعتبر الخطوة الأهم في مشوارنا ونأمل ان ننجزها بنجاح».
من جهته، اعتبر هوار محمد ان «الحلم العراقي بإحراز اللقب الأول يقترب»، مضيفا: «يجب ان نحافظ على تركيزنا حتى الثواني الأخيرة، فما حققناه حتى الآن يعتبر انجازا، ولكننا نملك فرصة إحراز اللقب ويجب ان نستفيد منها جيدا من اجل نبقي الفرحة على وجوه الشعب العراقي الذي يتابعنا».
العدد 1787 - السبت 28 يوليو 2007م الموافق 13 رجب 1428هـ