بوش يستخدم الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية
إدارة بوش لا تتردد في التلاعب بالتخويف لأجل الحصول على مكاسب سياسية، هذا ما استنتجته إحدى الصحف الأميركية من توقيت التقرير الذي قدمته الاستخبارات القومية عن التهديد الإرهابي للأراضي الأميركية، وأكدت أخرى أن على واشنطن أن تضغط على «إسرائيل» لحملها على القبول بتنازلات كبيرة في مؤتمر السلام الذي دعت له.
سياسات التخويف
قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن البيت الأبيض تعرض أمس لمخاطر سياسية جديدة تمثلت في تداعيات تقييم استخباراتي جديد يبعث على التساؤل الملح بشأن نجاح استراتيجية مكافحة الإرهاب الحالية ويشكك في مبرر جعل العراق مركز تلك الاستراتيجية.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأميركي جورج بوش ومعاونيه لجأوا، كما يفعلون كلما واجهتهم انتقادات حادة, إلى إبراز أجزاء التقرير التي يرون أنها تخدم سياساتهم، خصوصا ما أشير إليه من حاجة لمواجهة المتشددين الإسلاميين على الأرض في العراق.
وأضافت أن بوش ركز على فقرة واحدة في ذلك التقييم تضع العدو في العراق في السياق الأوسع للإرهاب العالمي.
واتفقت صحيفة «نيويورك تايمز» معها في هذا التحليل, فقالت في افتتاحيتها إن عنوان التقرير الذي صدر أمس عن مدير الاستخبارات «التهديد الإرهابي للأراضي الأميركية» يساعد سياسيا بوش.
وأضافت أن مستشارة بوش للأمن الداخلي فران تاونسند أجرت مؤتمرا صحافيا للتطبيل لما جاء في التقرير، وكانت رسالتها كما في الماضي «ليستتب الخوف الشديد في نفوسكم ولا تسألوا الرئيس عما يفعل». وقالت الصحيفة إن الذي يقرأ هذا التقرير بطريقة صادقة سيجد أنه توبيخ وتعنيف للطريقة التي يدير بها بوش الحرب على الإرهاب، كما أنه يبرئ أولئك الذين يقولون إن الحرب على العراق صرفت الجهود الأميركية عن الحرب الحقيقية على الإرهاب التي لا تدار بطريقة ملائمة. وأضافت «نيويورك تايمز» أن هذه الإدارة لم تتردد قط في اللعب على وتيرة الخوف من أجل تحقيق مكاسب سياسية.
طلب سحب القوات
قالت صحيفة «يو أس أيه توداي» إن قرارا بسحب غالبية القوات الأميركية من العراق بحلول أبريل/ نيسان المقبل قد يفشل إذا قدم أمام مجلس الشيوخ حتى لو حصل على الغالبية.
وأضافت أن مؤيدي هذا الإجراء يحتاجون لـ60 صوتا للتغلب على المعارضين للإجراء.
وعلقت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» على دعوات الانسحاب قائلة إن المؤيدين لهذا الانسحاب ليست لديهم خطة للتعامل مع العنف الذي يتوقع أن ينتج عنه.
وقالت الصحيفة إنها توصلت لهذه النتيجة بعد إجراء مقابلات مع ما يزيد على الـ20 من الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين الداعين لهذا الإجراء.
وأضافت أن كثيرا منهم يعترفون بأن العراق قد يغرق في اقتتال طائفي وحشي يشبه التطهير العرقي الذي شهدته البوسنة قبل 10 سنوات، لكنهم يقولون إنهم يرفضون أن يستخدم الجنود الأميركيون لوقف ذلك الاقتتال.
تنازلات كبيرة
قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» في افتتاحيتها إن على واشنطن أن تمارس ضغوطا كبيرة على «إسرائيل» لحملها على القبول بتنازلات كبيرة، خصوصا بشأن القدس وتفكيك مستوطنات الضفة الغربية أثناء مؤتمر السلام الذي دعا له بوش.
وقالت الصحيفة إن مثل هذه التنازلات سيكون لها وقع إيجابي كبير حتى بين مؤيدي حركة حماس.
وأضافت أنه لو نجح بوش في إنشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع الدولة العبرية فإنه بذلك سيكون قد حقق خطوة تاريخية ستحمي الولايات المتحدة من الهجمات الإرهابية أكثر من أي شيء آخر فعله منذ حوادث 11 سبتمبر/ أيلول حتى الآن.
وشددت على أن هدف بوش في نشر الديمقراطية في المنطقة غدا بعيدا في ظل القلاقل التي يعيشها العراق وحصول تنظيم القاعدة على ملجأ جديد له في باكستان.
وقالت إن «إسرائيل» لا يمكنها أن تظل تتخذ من ضعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس سياسيا ذريعة للتملص من مثل هذه التنازلات، بل عليها أن تقترحها لكسب قلوب كثير من الفلسطينيين، وإلا فإن حماس ستكسب مزيدا من القوة السياسية.
العدد 1788 - الأحد 29 يوليو 2007م الموافق 14 رجب 1428هـ