لم يكن أشد المتفائلين بالمنتخب الوطني للناشئين لكرة اليد يتوقع أن يصل هذا المنتخب إلى الدور الثاني من بطولة كأس العالم المقامة حاليا في المملكة، وأن يكون من ضمن أفضل 8 منتخبات على مستوى العالم، ولكن كلام الجرائد والمكاتب شيء، وكلام نجوم الأحمر البحريني في الدور التمهيدي من البطولة شيء آخر.
لقد كتب هؤلاء النجوم صفحات ناصعة في تاريخ كرة اليد البحرينية، وعلى الجميع أن يتذكر أن أول فوز للبحرين في بطولات كأس العالم كان في السادس والعشرين من يوليو من عام 2007، وأول هدف بحريني في تلك البطولة سجله محمد جاسم المقابي.
ولابد أن يكتب في أرشيف البطولات العالمية أن نجوم كرة اليد البحرينية الذين أبهروا الجميع هم علي ميرزا، حسن شهاب، تميم عبدالله، علي حسين، ياسر الملاح، السيدأمين الدعام، محمد عباس، محمد عبدالحسين، حسن عيسى، أكبر المرزوق، أحمد عباس، محمد جاسم المقابي، حسام مدن، جاسم السلاطنة، حسين الصياد بالإضافة إلى فيصل محمد. ويجب ألا ينسى التاريخ أن يذكر أحمد الشيخ (مدير المنتخب)، والتشيكي بيتر سول (مدرب المنتخب) وعقيل الحواج (مساعد مدرب المنتخب).
والتشاؤم الذي ساد الوسط الرياضي البحريني وبالأخص المتتبع للعبة كرة اليد جاء نتيجة لضعف الإعداد لهذه البطولة العالمية، والكل يتفق على أن الإعداد لم يكن مثاليا ألبتة، إذ مر بظروف صعبة جدا، بدءا بالتعاقد مع مدرب أجنبي جاء ليتعرف عن كثب على إمكانات لاعبي المنتخب فوجد صعوبة في إقامة التدريبات لعدم توافر الصالات، ثم تواصلت المصاعب بعد ذلك حين بدأ الدوري المضغوط ولم يجد سول فرصة لتدريب لاعبيه، إلى أن جاء قرار تفريغ لاعبي المنتخب الذي كسرته الأندية بيد من حديد بعد أن أقره مجلس الإدارة، ما حرم سول خدمات لاعبيه وقت ما يشاء، ناهيك عن ظروف اللاعبين الدراسية، وحتى المعسكر الخارجي الذي أقامه في التشيك اصطدم ببعض المعوقات أهمها تأخر انضمام محمد المقابي وعلي حسين بالإضافة إلى حرمان إدارة الجوازات محمد الحدي من مرافقة المنتخب.
ولكن أثبت لاعبو المنتخب من دون استثناء أنهم على قدر المسئولية، وأكدوا عمليا أنهم تجاوزوا كل تلك الظروف والمصاعب وتحملوا عناء الموسم الماضي وظروفه من أجل تمثيل كرة اليد البحرينية في بطولة كأس العالم التي تقام على أرض المملكة. وبالتأكيد فإن هؤلاء اللاعبين بمجرد الوصول للدور الثاني كسبوا الرهان، ورضا المسئولين عن الرياضة في البحرين بالإضافة إلى الشارع الرياضي والصحافة والإعلام، وكتبوا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ كرة اليد البحرينية. وما تبقى ما هو إلا فرصة لهم لتأكيد جدارتهم، وفرصة للوصول إلى أبعد من المركز الثامن وكتابة مجد أكبر في تاريخهم وفي تاريخ كرة اليد البحرينية، فهل سيكتفي نجومنا بالمركز الثامن أم ان الطموح يتعدى أكثر من ذلك؟ هذا سؤال إجابته داخل معسكر الأحمر في اليت سويتس.
العدد 1788 - الأحد 29 يوليو 2007م الموافق 14 رجب 1428هـ