يدخل منتخبنا الوطني «الأحمر الصغير» الدور ربع النهائي وهو الأقرب نظريا للتأهل إلى الدور نصف النهائي رفقة المنتخب السويدي متصدر المجموعة الرابعة، وهما اللذان يحملان في جعبتيهما نقطتان من فوزهما على الدنمارك ومصر على التوالي كما هو قانون البطولة.
ووفقا للمعطيات التي تحققت في الأيام الثلاثة الماضية الدور الأول والذي حقق فيه المنتخب 3 انتصارات من 3 مباريات، كان الفوز في أولى المباريات أمام البرازيل هو الأصعب بعد ان تحقق في الدقيقة الأخيرة وبفارق هدف وحيد 29/28 بعد ان كان مستوى المنتخب متذبذبا خلال شوطي المباراة.
لكنه عاد في مباراة تونس الثانية وأثبت أنه عازم على التحدي والمنافسة وليس المشاركة والتنظيم فقط، وحقق فوزا ثمينا بنتيجة 33/30، وحينها قال البعض ان الفريق سيقف عند المركز الثاني وفوزه الثاني، لكن الحماس والروح القتالية كانت صاحبة الكلمة العليا في مباراته الثالثة أمام بطل أوروبا، ليقلب فيها منتخبنا التوقعات بعد ان كان خاسرا الشوط الأول بفارق 5 أهداف 12/7، لكنه فاز في النهاية بفارق 5 أهداف 27/22.
ووسط ذلك فإن منتخبنا يمتلك الكثير من الحظوظ التي تخوله مواصلة مشواره الرائع حتى الآن في هذه البطولة العالمية، وأهمها الفوز على المنتخب المصري في أولى مبارياته بالدور الثاني وفوز المنتخب السويدي على الدنمارك، أي فوز متصدري المجموعة على صاحبي المركز الثاني، وبالتالي التأهل بغض النظر عن نتيجة المباراة المتبقية من مجموعة الدور الثاني التي ستجمع منتخبنا والسويد والدنمارك ومصر.
وللتعرف أكثر على حظوظ منتخبنا الوطني للتأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم للناشئين لكرة اليد، كان لنا هذا الحديث مع مدرب فريق الشباب الوطني عصام عبدالله.
الحالة الأولى:
قال عبدالله: «في حال فوزنا على مصر والسويد على الدنمارك فإن البحرين والسويد ستصعدان إلى الدور المقبل بغض النظر عن نتيجة المباراة المتبقية للمنتخبين».
الحالة الثانية:
وأضاف «أما في حال فوزنا على مصر وفوز الدنمارك على السويد فإن مصير التأهل سيتوقف على نتائج مباريات اليوم التالي، وحينها عندما نخسر من السويد ويفوز الدنمارك على مصر، فإن منتخبات البحرين والسويد والدنمارك ستدخل في حسبة الأهداف فيما بينها فقط وخصوصا أن الفرق الثلاثة ستجمع 4 نقاط»، مضيفا: «سنستفيد بلا أدنى شك من نسبة الأهداف التي سجلها منتخبنا في مرمى الدنمارك وهي 5 أهداف إذ ستنتقل معنا إلى الدور الثاني في حال الدخول في حسبة الأهداف».
الحالة الثالثة:
وتابع «الحالة الثالثة هي فوز مصر على البحرين وفوز الدنمارك على السويد، ومن ثم فوز الدنمارك على مصر والسويد على البحرين فإن السويد والدنمارك هما المتأهلان، أما في حال فوزنا على السويد وخسارتنا من مصر وفوز الدنمارك على مصر والسويد على مصر فإن فارق الأهداف يعود للتدخل في حسابات التأهل».
الحالة الرابعة:
واستطرد «في حال فوز مصر على البحرين وفوز السويد على الدنمارك ثم مصر على الدنمارك والسويد على البحرين فإن المتأهلين هما مصر والسويد».
وأوضح عبدالله أن المنتخب بحاجة ماسة للوصول إلى النقطة الرابعة وخصوصا أنه يمتلك الآن في جعبته نقطتين من الفوز على الدنمارك، مبينا أن فوز البحرين على الدنمارك بفارق 5 أهداف يعد إضافة قوية للمنتخب في طريق تأهله إلى نصف النهائي ما يجعل الفرصة في التأهل كبيرة، وخصوصا أن المنتخب يمتلك قدرة كبيرة في الفوز على المنتخب المصري الشقيق وسط الحماس العالي من اللاعبين والجماهير المفترض وجودها في الملعب يوم المباراة.
وقال: «لكننا يجب أن نخطط جيدا للفوز على المنتخب المصري منذ الآن، لاسيما ان الأخير يدخل الدور الثاني من دون نقاط إلى جانب خسارتهم بفارق كبير من السويد، وهذا ما يجعلهم أقل فرصا من المنتخب البحريني الذي يمتلك أفضلية قبل الدخول في الدور الثاني».
وعن قدرة المنتخب في تجاوز المنتخبين المصري والسويدي المترشحين من المجموعة الرابعة، أكد عبدالله أن المنتخب عندما يكون بمستوى الشوط الثاني الذي لعب به أمام الدنمارك فإن إمكان الفوز على مصر واردة بشكل كبير مع الروح القتالية التي كانت موجودة عند اللاعبين، مشيرا إلى أنه يجب على المنتخب وجهازه الفني ولاعبيه أن يكونوا واقعيين، لا سيما ان ما حدث في مباراة الدنمارك ربما لا يتكرر من الحماس وسرعة تسجيل الأهداف وقلب معطيات المباراة.
وأضاف «اعتقد أن المنتخب المصري أفضل من التونسي ولكنه أضعف من الدنمرك، وبالتالي ما هي فرصتنا للفوز، ومن هنا يجب علينا تحديد الطريقة التي سنلعب بها في المباراة، وخصوصا أن المنتخب المصري يعرف التعامل مع الدفاع المتقدم على عكس المنتخبات الأوروبية، ومن هنا يجب علينا أن نركز في طريقة الدفاع المصري، فإذا كان 6/صفر يجب أن تعمل الأطراف والدائرة والتسديدات، وإذا كان دفاعا متقدما فما هي الحلول إذا؟ وبالتالي فإن مباراتنا مع مصر لن تكون سهلة بتاتا».
وقال: «المنتخب المصري أفضل بكثير من تونس، فالبنية الجسمانية والنضج الكروي والتكتيك الجيد يجعل مصر تتفوق على تونس».
وقال: «مباراة مصر تأتي في طريق التأهل إلى الدور نصف النهائي، وأنا عندما كنت أدرب المنتخب كان التركيز هو التأهل إلى الدور الثاني، ولكن الفرصة الآن متاحة ويجب استغلالها والتعامل معها بشكل جيد، وهذا الفريق بني على لعب طريقة الدفاع المتقدم، بعد ان عملنا على تغيير بعض لوائح المسابقات السنية، ولذلك فإن ما حققناه اليوم يعد نتاج العمل المتواصل لهذه الخطة الطويلة»، مبينا أنه يجب على المنتخب أن يفكر فقط بالفوز على مصر مع وضع احتمالات فوز السويد على الدنمارك وبالتالي التأهل منذ الجولة الأولى إلى الدور نصف النهائي.
وأوضح عبدالله أن نسبة تأهل منتخبنا إلى الدور المقبل ستكون 50 في المئة، ونحن يجب أن نفكر كمدرب بهذه الطريقة وعدم ترجيح الفوز على الخسارة أو العكس واللعب بالتالي حتى النهاية.
عيسى سويد... رجل يعمل خلف الكواليس
إذا كان هناك أناس يعملون أمام الملأ، فإن في البطولة جنودا مجهولين عملهم في غاية الأهمية، مهمة ترتيب الأوراق المبعثرة، وحل المشكلات الصغيرة والكبيرة، وأكبر هؤلاء هو مدير الاتحاد عيسى سويد المنسق العام للبطولة، ويبذل سويد جهودا مضنية تحت الستار في التنسيق للمواصلات وصالات التدريب وحتى أثناء سير المباريات في البطولة.
بالتأكيد هذا العمل ليس ظاهرا للعيان، ورأينا أنه من الواجب إيضاح ذلك للرأي العام. وأشار سويد في حديث لـ «الوسط الرياضي» أن العمل سار بحسب متطلبات الاتحاد الدولي وأن اللجنة التنظيمية بادرت بتوفير هذه المتطلبات من غرفة عمليات للجنة الفنية وغرفة للمؤتمرات الصحافية بالإضافة إلى مقر للاجتماعات بالفندق المخصص للجنة وللحكام، وأكد أن وجود أعضاء اللجنة التنظيمية الدائم في موقع الحدث ساهم في تقليص المشكلات والسلبيات التي تحل في وقتها.
أحمد عاشور... إبداع على حسب الإمكانات
لا شك في أن عملية النقل التلفزيوني لفعاليات البطولة بحاجة إلى عمل شاق قياسا بعدد المباريات المقامة خلال الأيام الثلاثة الماضية والبالغة 8 مباريات منذ الساعة الثانية ظهرا حتى العاشرة مساء، وذلك بالإضافة إلى التحليل الفني لكل مباراة، والكل يعلم الإمكانات المتاحة للقناة الرياضية، ولكنها بقيادة أحمد عاشور والحق يقال تألقت وقامت بالدور المناط بها على أكمل وجه. واننا نظن أن اللجنة التنظيمية العليا للبطولة راضية عما قدمته القناة لحد الآن، وبدورنا نقدم الشكر الجزيل إلى كل العاملين في البطولة من كوادر القناة الرياضية. أحمد عاشور تحدث لـ «الوسط الرياضي» مؤكدا أن القناة الرياضية لأول مرة تقوم بعمل كهذا، 8 مباريات في اليوم ومباراتان في الوقت ذاته، مضيفا «ذلك بحاجة إلى فريقي عمل، ولكن الحق يقال ان شباب القناة كلهم مرتاحون من العمل على رغم كثافته، أعتقد أن التجربة مفيدة بالنسبة لهم، ولحد الآن قاموا بالمهمة كما يجب، وأنا مرتاح من عملهم».
الجوهرة... نجومية في الملعب وفي مدرجات الصالة
النجم الدولي السابق ولاعب النادي الأهلي سعيد جوهر، لازم مباريات المنتخب، وكان من الحاضرين في الصالة وبقوة، وشوهد في أكثر من مرة يتحدث مع اللاعبين ويشد أزرهم من أجل تقديم الأفضل، حتى أنه بعد الفوز على البرازيل نزل إلى غرفة الملابس وشارك اللاعبين فرحة الفوز في المباراة. الجوهرة قبل البطولة وعبر «الوسط الرياضي» حث اللاعبين على اللعب بروح قتالية وبدافع الفوز لا غيره، وطالبهم بأن يثقوا في قدراتهم وأن يتركوا الخوف جانبا لأنه لا كبير في الرياضة، ولا شك في أن هذا الوجود اللافت للجوهرة يعزز من مكانة هذا النجم لدى اللاعبين، ويؤكد أن النجومية ليست في الملعب فقط بل خارج الملعب وفي مختلف المواضع والمهمات. واليوم يدخل المنتخب مباراة مفصلية وتاريخية، ونطالب نجوم المنتخب الكبار بالوجود اللافت لدعم المنتخب لعبور محطة الفراعنة الصعبة لنكون من ضمن أفضل 4 منتخبات على مستوى العالم.
العدد 1788 - الأحد 29 يوليو 2007م الموافق 14 رجب 1428هـ