العدد 1788 - الأحد 29 يوليو 2007م الموافق 14 رجب 1428هـ

«وهم الاحتراف»... و«أمراضنا الرياضية»... وتخاذل اللاعبين وراء الإخفاق

إعلاميون ورياضيون يحللون اخفاق منتخبنا في «ندوة الدوي»

شهد مجلس الدوي بالمحرق الليلة قبل الماضية ندوة رياضية بعنوان «أسباب اخفاق منتخب البحرين في كأس أمم آسيا لكرة القدم» وذلك بحضور ومشاركة مجموعة من الشخصيات الرياضية ورجال الصحافة.

وانتدى الحضور على ساعة ونصف في حديث مفتوح وصريح تناولوا فيه شئون وشجون الواقع الكروي والرياضي البحريني وكشفوا خلاله الكثير من السلبيات والقصور التي تعاني منها الرياضة البحرينية ونجح عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة والحكم الدولي السابق إبراهيم الدوي في تنظيم هذه الندوة الرياضية الاجتماعية والاحتفاء بالحضور.

واستهل أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية محمد علي أبل حديثه الندوة إذ أرجع الاخفاق إلى عدة أسباب أبرزها اللاعبون المحترفون في الاندية الخليجية الذين لعبوا من دون روح ومبالاة وظهروا خائفين على اقدامهم من الاصابات لكي يحتفظوا بعقودهم الاحترافية من دون الاكتراث بوطنهم وجماهيرهم.

وقال أبل: «كما أن المشكلة هو عدم وجود رافد من اللاعبين الشباب لتعويض هؤلاء المحترفين منذ 2004 بالإضافة إلى قلة امكانات وموازنة اتحاد الكرة لتساعد على جلب مدربين متخصصين لفرق القاعدة سواء في الاندية أو المنتخبات على رغم أننا استقدمنا مدربا كفئا ومشهورا مثل ماتشالا.

من جانبه قال رئيس القسم الرياضي بصحيفة «الوقت» محمد لوري إن الاخفاق كانت وراءه أسباب قبل وخلاله البطولة، إذ واجه المنتخب مشكلة تجميع اللاعبين وخصوصا في معسكر النمسا على رغم أن اتحاد الكرة وفر فرصة الاعداد الجيدة في النمسا وماليزيا بالإضافة إلى عدم اختيار الجهاز الإداري المناسب الذي أدى إلى حدوث مشكلات كثيرة داخل أوساط المنتخب.

واستعرض لوري مسيرة مباريات المنتخب في البطولة قائلا: «في المباراة الأولى أمام اندونيسيا سنحت لمنتخبنا فرص كثيرة لكن اللاعبين لم يستثمروها لذلك أحمل اللاعبين مسئولية هذه الخسارة وفي المباراة الثانية أمام كوريا الجنوبية لعب منتخبنا بانضباط تكتيكي وروح عالية واصرار تكلل بالفوز لمن المنتخب فقد توازنه مجددا في لقاء السعودية فجاءت الخسارة الثقيلة التي يتحملها المدرب واللاعبون كما أن تصريحات اللاعبين بعد البطولة يظهر فيها التعالي وعدم المسئولية.

لماذا ندوة الاخفاق؟

أما الزميل ماجد سلطان فقدم مداخلة مثيرة بدأها بالقول إن ما حدث لمنتخبنا لا يستحق عقد مثل هذه الندوة وانه يأتي استمرارا لاخفاقاتنا منذ 50 عاما لم نحقق خلالها أي بطولة.

وقال سلطان: «ما حدث لهذا الجيل للمنتخب هو أن هناك تغييرات حدثت في المملكة في بداية العام 2000 انعكست على جميع الأمور ومن ضمنها منتخب الكرة ويجب أن نعترف أن ما حققناه في الفترة الماضية مجرد اجتهادات وهناك نواقص كثيرة فمثلا كيف تكون موازنة مدرب المنتخب ماتشالا أكبر من موازنة اتحاد الكرة؟».

وأضاف «بالنسبة الى المحترفين فيجب أن نكون واقعيين ولا نركض وراءهم المستوى والتطور إذ إن موجة الاحتراف التي هبت على المنتخب بعد كأس آسيا 2004 ليست لها علاقة بارتفاع مستوى المنتخب إنما لاعتبارات خاصة بدليل أنه لا يوجد لاعب بحريني احترف في السعودية ونجح أو الامارات ونجح هناك».

وأشار سلطان إلى أنه من الواضح أن هناك أولويات أكبر وأهم لدى الحكومة والناس في البحرين من كرة القدم تتركز على الأمور المعيشية وتأمين المستقبل.

الاخفاق أمر طبيعي

واعتبر الدكتور محمود شبر أن ما حدث للمنتخب يعتبر أمرا طبيعيا يتماشى مع واقع الرياضة البحرينية الصعب الذي يعاني من الأركان الأساسية المتمثلة في عدم الاهتمام بالقاعدة وغياب المدربين المتخصصين في فرق الفئات للأندية والمنتخبات وكذلك ضعف البنية التحتية والامكانات وضعف المسابقات المحلية وقلة القاعدة الكروية التي تحتاج إلى اتساع أكبر.

وقال شبر «إننا نفتقد إلى منظومة مترابطة بين اتحاد الكرة والأندية في جميع النواحي».

وشاطر رئيس التربية الرياضية بوزارة التربية غازي المرزوق رأي شبر في أن ما حدث انعكاس حقيقي لواقعنا الرياضي ولو أننا فزنا بكأس آسيا هل سنعقد ندوة تقييمية وبالعكس فإن ما حدث على مرارته أمرا ايجابيا لكي يشعر الجميع من مسئولين ورياضيين اننا نفتقد الكثير من الأمور الأساسية للعملية الرياضية مثل المنشآت والموازنات التي لم تتغير منذ العام 1979، كما أن الرياضة البحرينية تفتقد إلى الكفاءات الإدارية وجلب أضعف المدربين وخصوصا لفرق القاعدة.

لا للتشاؤم

وخرج رئيس نادي البسيتين يحيى المجدمي عن اطار التشاؤم وطالب بابعاد فكر الانهزامية والعمل الجاد نحو النهوض بمستوى الرياضة البحرينية والتطوير نحو الأفضل.

وحمل المجدمي اللاعبين المسئولية لأنهم افتقدوا إلى الروح والحماس والولاء وباتوا يحتاجون إلى اختصاصي نفساني لتهيئتهم قبل المباريات، مشيرا إلى مشكلة عدم حصول اللاعبين الموظفين على التقدير اللازم من جهات عملهم.

فلوس ضائعة

وقال الزميل عبدالله بونوفل «الأيام» ان الجيل الحالي حظي بدعم واهتمام كبير يفوق ما حظيت به الاجيال السابقة وللأسف أن الفلوس أهدرت من دون حساب.

أما الزميل هشام الزياني «الوطن» فأوجز المشكلة إلى عدم وجود رجال أكفاء في المؤسسة العامة للشباب والرياضة واتحاد الكرة ما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة منذ سنوات طويلة.

العدد 1788 - الأحد 29 يوليو 2007م الموافق 14 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً