نجا المنتخب البولندي من خسارة كانت أقرب إليه عندما فشل الأرجنتين في استغلال الكرة الأخيرة التي اتيحت له بتسجيل هدف الفوز، ليصدها الحارس البولندي قبل صافرة النهاية التي انطلقت قبل أن يسجل لاعب الأرجنتين بابلو الهدف، لتنتهي المباراة بنتيجة التعادل 29/29، بعد ان كان الأرجنتين متقدما مع نهاية الشوط الأول بفارق 5أهداف 17/12.
بداية جيدة لمنتخب الأرجنتين الذي انتهج اللعب بطريقة الدفاع المتقدم 4/2 وتتحول إلى 3/3 ما أوجدت صعوبة لمهاجمي بولندا الذين عجزوا عن فك شفرة الدفاع الأرجنتيني الذي على ما يبدو فاجأ البولنديين بلعب هذه الطريقة التي لم يلعب بها في الدور الأول، واستفاد من ضعف تعامل المنتخبات الأوروبية الواضح مع الأساليب الدفاعية المتقدمة، لينجح الأرجنتين في المقابل بالتعامل الأكثر من رائع مع الدفاع البولندي الذي لعب بطريقة 6/صفر التي سمحت وأعطت مجالا كبير للأرجنتيني بفتح أكثر من ثغرة من خلال فتح اللعب على الأطراف ما أوجد ضعفا في منتصف الدائرة مع الضعف الواضح أيضا في الحراسة البولندي على رغم استبدالها، مكنت الأرجنتين من مواصلة تسجيل الأهداف بل ورفعه إلى فارق 4 أهداف 7/3.
إثر ذلك عجل مدرب بولندا سكوتنك بطلب وقت مستقطع عاجل في الدقيقة 12 لتصحيح الأوضاع، ليبادل هو الآخر في إشراك أفضل لاعبيه بويتر الذي فضل وضعه على دكة الاحتياط في البداية، لكن مع التقدم الأرجنتيني أعاد البولنديون خطتهم بإشراك بويتر، لكن الفريق واصل عجزه التام عن التعامل مع الدفاع المتقدم الأرجنتيني ليعجز في أحيان كثيرة في تسجيل الأهداف.
ولم يتحسن وضع لاعبي بولندا الذي غلب عليهم طابع الفردية في أدائهم الهجومي والدفاعي، ما صعب مهمة الفريق في الناحيتين، على عكس الأرجنتينيين الذين استغلوا هذه الناحية وبدت جماعيتهم هي المسيطرة من خلال تنويع الهجمات ومراكز التسجيل بين جميع اللاعبين، ليوسعوا الفارق بشكل كبير حتى وصل في الدقيقة 23 إلى فارق 7 أهداف 15/8، ليبادر مدرب بولندا بتغييرات على مستوى الدفاع وخصوصا في العمق من خلال إيجاد لاعبين طوال القامة وصاحبي بنية جسمانية كبيرة لإيقاف المد الأرجنتيني في هذه المنطقة، وبتغيير لطريقة اللعب الدفاعية إلى 5/1 ومراقبة أبرز لاعبي الأرجنتين ومحوره ديغو، لكن الأرجنتين واصل التسجيل مستفيدا من فرديات لاعبيه الجيدة التي تمكنت من إنهاء أي مشكلة، أو حتى وضع لاعبين على الدائرة في محاولة لاستغلال الثغرات التي يفتحها دفاع بولندا المتقدم.
لكن رويدا رويدا بدأ البولنديون بتطبيق الدفاع المتقدم بشكل جيد، ما أوجد لأول مرة صعوبة عند لاعبي الأرجنتين الذين توقفوا عن التسجيل، وخصوصا مع نقصهم الواضح نتيجة استبعاد لاعبين في ظرف دقيقتين، ليتمكن البولنديون من تقليص أكثر للفارق حتى نهاية الشوط الأول لصالح الأرجنتين بنتيجة 17/12.
التحسن البولندي الذي كان عليه في نهاية الشوط الأول تواصل مع بداية قوية في الشوط الثاني مكنته من تقليص الفارق سريعا وفي ظرف 3 دقائق إلى هدفين ومن ثم إلى هدف فقط 17/16 مع فشل الأرجنتين المكتمل في التعامل مع دفاع بولندا المتقدم على خط دائرة التسع أمتار، وضاعت منه الكثير من الكرات التي سقطت أمام لاعبي بولندا الذين استفادوا من هذه الكرات في الارتداد سريعا عبر هجمات مرتدة سريعة ناحية المرمى الأرجنتيني ومواصلة تقليص الفارق، في ظل التواضع الهجومي للأرجنتين الذي لم يتمكن من تسجيل أكثر من هدف في الدقائق السبع الأولى.
لكن الأرجنتينيين لم يطولوا الغياب، حتى تمكنوا من إعادة الفارق لصالحهم وعملوا على توسيعه من جديد من خلال نجاحهم المتواضع في الاختراق وخصوصا من قبل ديغو، غير أن هذا النجاح غاب تدريجيا مع تغيير بولندا لطريقة 4/2 ومراقبة أبرز لاعبين أرجنتينيين، ليستفيد بولندا من ذلك ومن تألق حارسه استيبن من صد مجموعة من التسديدات الأرجنتينية التي ارتد من خلالها لتسجيل الأهداف التي تعادلت في الدقيقة 17 بعد إن تعادل بولندا لأول مرة في المباراة بنتيجة 23/23، لتسير المباراة في سلسلة طويلة، وفيها حققت بولندا أول تقدم لها طوال المباراة في الدقيقة 22 وبنتيجة 26/25. وساد الاستعجال الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة التي كان فيها التضييع كثيرا أو الانضباط التكتيكي ليخسر الفريقان الكثير من الأهداف، حتى لاحت للأرجنتين الفرصة الأخيرة قبل ثوان من النهاية فشل في استغلالها عندما تصد الحارس البولندي لكرة الأرجنتيني بابلو، لتنطلق الصافرة قبل أن يصوب لاعب الأرجنتين الكرة في المرمى، لكن طاقم التسجيل والميقاتي أكد عدم صحة الهدف وسط احتجاجات لاعبي الأرجنتين، لتنتهي المباراة بالتعادل بنتيجة 29/29.
العدد 1789 - الإثنين 30 يوليو 2007م الموافق 15 رجب 1428هـ