تأهل المنتخب الكرواتي رسميا للدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم للناشئين، وذلك بعد فوزه الصعب على إسبانيا بنتيجة (27-26) في أولى مبارياته في الدور الثاني مع العلم أنه قدم لهذا الدور حاملا معه نقطتين من صدراته للمجموعة الثانية في الوقت الذي انتهت المباراة الأخرى لهذه المجموعة بالتعادل بين الأرجنتين وبولندا بنتيجة (29-29)، وانتهى الشوط الأول من المباراة التي أقيمت على صالة بيت التمويل الخليجي بتقدم الكروات (12-11).
وقدم المنتخبان مباراة طيبة المستوى ولم ترتق للمستوى المؤمول وخصوصا أنهما يعتبران من المنتخبات المنافسة على لقب البطولة وهما من أعتى المنتخبات في أوروبا، وتأثرت المباراة بالشد العصبي والاعتراض على طاقم المباراة الجزائري والبرازيلي اللذين لم يوفقا في إدارة المباراة، وكان منتخب كرواتيا عموما هو الأفضل نسبيا في المباراة لتألق جوران في الهجوم بالإضافة إلى إيفان، وأما المنتخب الإسباني فتألق منه خورخي في الشوط الثاني تحديدا.
الدقائق الأول كانت متكافئة بيمن المنتخبين نتيجة وأداء، والمنتخب الإسباني لعب في الدفاع بطريقة 5/1 بتقدم فرنانديز لمراقبة مانويل سترايك بطريقة رجل لرجل لما يتمتع به الأخير من قدرة فائقة على التصويب من الخط الخلفي، والنتيجة خلال الدقائق العشر الأولى (3-3)، وشهدت تلك الدقائق تألق حارس اسبانيا أدميلا كثيرا، وعاب على أداء الإسبان التسرع في بناء الهجمة وارتكب المنتخب أخطاء هجومية كثيرة أبرزها التمرير غير السليم للكرة، لذلك كانت التسجيل في المباراة قليل جدا لصالح الفريقين، وفي الدقائق التالية بدأ الهجوم في كلا الفريقين يكون أكثر فاعلية على مرمى الآخر بدليل أنهما سجلا 6 أهداف خلال 5 دقائق إذ إن النتيجة في الدقيقة 15 صارت (6-6)، واعتمد المنتخب الإسباني في هجومه على تألق فيليب خمينيز في التصويب من الخط الخلفي في الوقت الذي عاب على دفاع المنتخب الكرواتي ضعف حوائط الصد، وأما المنتخب الكرواتي فركز على الاختراق من عمق الدفاع الإسباني عبر الثنائي ماينغو ومينيجيا. وفي الدقائق الخمس التالية بقت الشباك في كلا الفريقين عذراء على رغم الكروات لعبوا ناقصي العدد لإيقاف ماركو في الدقيقة 17، ولكن الإسبان لم يستغلوا ذلك بسبب الفردية والرغبة في التسجيل من الخط الخلفي في الوقت الذي يلعب كراوتيا ناقص العدد الأمر الذي أفقدهم عددا من فرص التسجيل، أما الكروات فقد كانوا الأفضل في الدفاع بالإضافة إلى الهجوم ولكن تألق الحارس الإسباني آدميلا حال دون تسجيلهم الأهداف، وبعد ذلك بدأ الإسبان يتقدمون في النتيجة (9-8) ثم (10-8) في الدقيقة 25 مستفيدين من ظروف النقص في صفوف الكروات، ولكنهم عادوا بعد ذلك للمباراة من جديد وتعادلوا في النتيجة (11-11)، قبل أن ينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق لهم بنتيجة (12-11) مستفيدا من العشوائية الإسبانية في الهجوم وسوء التمركز في الدفاع.
وفرض المنتخب الكرواتي أفضلية مطلقة على بداية الشوط الثاني وتقدم في النتيجة (16-14) لصلابة دفاعه والفردية في الهجوم الإسباني بالإضافة إلى التميز الهجومي سواء من خلال التصويب من الخط الخلفي عبر جور ان أو لاعب الدائرة المتألق إيفان، والتقدم الأسباني وصل إلى فارق 3 أهداف (17-14) في الدقيقة 7، وتوقفت الانطلاقة الكراوتية مع حصول مدربه سلافكو على عقوبة إيقاف لمدة دقيقتين بسبب احتجاجه على قرارات طاقم المباراة ولعب المنتخب ناقص العدد الأمر الذي مكن الإسبان من تقليص الفارق إلى هدف واحد (17-16) في الدقيقة 9، وبعد اكتمال صفوف المنتخب الكراوتي عادت الأمور الى طبيعتها قبل النقص، تألق كرواتي وعشوائية غسبانية، وعاد الفارق بذلك إلى 3 أهداف (21-17) في الدقيقة 12 لذلك طلب مدرب إسبانيا ديلجادو وقتا مستقطعا لإيقاف التفوق الكرواتي ولإعادة لاعبيه لأجواء المباراة من جديد، وبدل الإسبان طريقتهم الدفاعية إلى 3/2/1 إلى 4/0/2 ولعب في الهجوم بلاعبين على الدائرة بهدف خلق المساحات للتصويب أو الاختراق، وفعلا عاد الإسبان وقلصوا الفارق إلى هدف من جديد (21-20) في الدقيقة 16 وساعدهم في ذلك نقص كرواتيا لإيقاف لاعبها جوران لمدة دقيقتين في الدقيقة 15، وعادل الإسبان النتيجة (21-21) في الدقيقة 17.
وقادت الفردية الإسبانية في الهجوم وتحديدا من جانب لاعب الخط الخلفي خورخي الكروات للعودة للتقدم من جديد (24-22) في الدقيقة 21 وذلك للتكتيك الهجومي المكشوف المعتمد على التصويب من الخط الخلفي إذ أحسن عمق الدفاع الكرواتي التعامل معه عبر الحوائط الصد القوية، ثم صارت النتيجة (26-24) في الدقيقة 23 قبل أن يتعادل الإسبان (26-26) في الدقيقة 27 لتألق خورخي في الهجوم وإضاعة الفرص بالنسبة الى كرواتيا، قبل أن يحسم الأخير النتيجة لصالحه (27-26).
العدد 1789 - الإثنين 30 يوليو 2007م الموافق 15 رجب 1428هـ