أعلنت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي أمس تدشين الخطة الوطنية لحماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال، برسالة مفادها «أن يترعرع أطفال البحرين في بيئة أسرية آمنة وخالية من العنف ومجتمع قادر على توفير الحماية عند الحاجة»، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للطفل، واليوم العالمي لحمايته من العنف والاستغلال الذي يصادف 19 و20 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.
وأشارت الوزيرة إلى أن الخطة الوطنية لحماية الطفل «انبثقت بعد العديد من المشاورات والحوارات، إذ شارك فيها جميع العاملين في مركز البحرين لحماية الطفل التابع لوزارة التنمية الاجتماعية ومجلس إدارة المركز ووحدة حماية الطفل في مجمع السلمانية الطبي ولجنة حماية الطفل في الرعاية الصحية الأولية واللجنة الوطنية للطفولة مع مشاركة مجموعة من الأطفال».
وقالت البلوشي في كلمة لها بالمناسبة: «ممّا لاشك فيه إن ظاهرة العنف ضد الأطفال من أكثر القضايا الحساسة التي مازالت خفيّة إلى حدٍ كبير، ما يفاقم معاناة الأطفال وتعرض حياتهم للخطر، إلا أن التطور الاجتماعي والسياسي للمجتمعات حوّل الأمر إلى الواجهة، باعتراف العالم أجمع من خلال الانضمام لاتفاقية حقوق الطفل على أن إيذاء الأطفال ليس شأنا خاصا بل شأنا عاما يخص المجتمع برمته، فإيذاء الأطفال يشكل انتهاكا لخصوصية الطفل وجسده وكيانه وانتهاكا لأبسط حقوقه الإنسانية وهو الحق في الحياة والسلامة الجسدية والنفسية». وأضافت «تمّ صوغ أهداف الخطة بعد وقفة ومراجعة للوضع الراهن وتحدياته، واستنادا إلى المرتكزات الثقافية والوطنية لشعبنا والمتمثلة في التعاليم الدينية السمحة وعلى دستور مملكة البحرين(...) وعلى المرتكزات النابعة من التزاماتنا الدولية بانضمام البحرين لاتفاقية حقوق الطفل العام 1992 والبروتوكولين الملحقين بهما العام 2004، والانضمام الى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية العام 2006، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) العام 2002».
وقالت: «إن ضحايا الاعتداء والاستغلال الجنسي مشمولين برعاية مركز البحرين لحماية الطفل منذُ افتتاحه بالوزارة في مايو/ أيار 2007 وحتى الآن، والذي يقدم وينسق خدمات الاستماع والتقييم والتحقيق والعلاج والمتابعة للأطفال ضحايا الإيذاء الجسدي والإهمال والاعتداءات الجنسية، مع حماية الطفل من الإيذاء المركب، هذا بالإضافة إلى حماية المجتمع من المعتدي وتحميله المسئولية مع وضع الاعتبار الأول لمصالح الطفل الفضلى. وقدم المركز خلال عام واحد (مايو 2007 - مايو 2008) خدماته لما يربو على 144 حالة إيذاء. وتم تقييم جميع هذه الحالات من الناحية الاجتماعية والنفسية والطبية مع تقديم الخدمات العلاجية المطلوبة والتحويل للجهات المعنية بحسب كل حالة».
أما عن إنجازات الوزارة ومشاريعها في مجال الطفولة فبينت البلوشي أن الوزارة متمثلة في إدارة تنمية الأسرة والطفولة قدمت خلال العامين الماضيين «2006/ 2007» مجموعة من الأنشطة والبرامج في الإجازات الصيفية، وفي العام 2007 استطاعت الوزارة تحقيق نجاح كبير إذ تم تنفيذ ما يقارب 29 برنامجا في الصيف استفاد منها 3041 طفلا مشاركا من جميع أنحاء المملكة وكان أهمها برنامج «المبتكرون الصغار» الذي أُعد بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتطوير «GTZ» في صيف 2007 وحقق نجاحا بارزا في شأن تنمية المواهب والإبداع والابتكار لشريحة كبيرة من الأطفال قاربت 500 طفل.
وبينت وزير التنمية الاجتماعية في كلمتها أن أنشطة صيف 2008 شملت نحو 47 برنامجا متنوعا تستهدف الأطفال من سن السادسة حتى 18 سنة من الجنسين، واستفاد منها خلال شهري الصيف فقط ما يقارب 7000 طفل وطفلة من جميع محافظات المملكة
العدد 2266 - الثلثاء 18 نوفمبر 2008م الموافق 19 ذي القعدة 1429هـ