معاناة كبيرة تقلق راحة بعض الأندية، وأخص بالذكر أندية القرى، التي لا تمتلك أبسط المقومات لممارسة دورها كأحد المراكز المتخصصة للشباب والرياضة، إذ لا مقر ولا صالة ولا حتى ملعب صالح للتدريب.

هذه المعاناة تلقي بظلالها على الأندية في كل موسم، وينتظرون الفرج في كل مرة مع الوعود الكثيرة التي تمنح لهم من قبل المسئولين حتى وصل بعضهم إلى مرحلة اليأس من تطور الوضع في أنديتهم.

ومن يحضر تدريبات فرق الكرة الطائرة بنادي بني جمرة، يدرك تماما حجم هذه المعاناة التي أقل ما يمكن وصفها أنها مأسوية.

في تلك الخرابة وتحت أشعة الشمس الحارقة التي لا يبرد لهيبها حتى بعد مغيبها وتحت وطأة زخات العرق الخانقة، يتجمع صغار القرية للتدريب استعدادا للموسم الجديد في هذه الأجواء المأسوية، وقلوب أهلهم وذويهم تدعو لهم بالعودة إلى منازلهم سالمين... هذا لسان حال أهالي اللاعبين الذين بدأ بعضهم يرأف بحال ابنه ويمنعه من الذهاب إلى التدريبات بعد أن شاهد حال ابنه بعد التدريبات.

هذه ليست قصة من نسج الخيال، ولكنه الواقع المر الذي مازالت رياضتنا تعيش فيه، على رغم أننا أصبحنا في القرن الواحد والعشرين وأصبحنا نملك ناطحات السحاب التي باتت من العلامات البارزة في تقدم المملكة وحضارتها، لكن من يشاهد هذه الناطحات ويشاهد أنديتنا بالتأكيد سيعيد التفكير مرة أخرى!

رئيس نادي بني جمرة سلمان البدر ومدير اللعبة في النادي صادق الجمري وبقية أعضاء مجلس الإدارة يحرصون على الوجود الدائم في تدريبات الفريق وقلوبهم على أيديهم خوفا من حدوث مكروه للاعبين الذين هم تحت مسئوليتهم الكاملة خلال فترة وجودهم في النادي.

البدر يناشد المؤسسة والتربية

ومنذ دخولنا تلك الخرابة التي تتدرب فيها فرق النادي، لم يتردد رئيس النادي سلمان البدر في مناشدة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة ووزير التربية بالتدخل رحمة باللاعبين، وحماية لهم من التعرض لضربات الشمس والجفاف الذي قد يودي بحياتهم.

وقال البدر وهو يتصبب عرقا: «خاطبنا المؤسسة من أجل توفير صالة لتدريبات الفريق، إذ أرسل النادي رسالة بتاريخ 31 أبريل/ نيسان الماضي، وبدورها أرسلت المؤسسة خطابا إلى وزارة التربية من أجل الاستعانة بصالة مدرسة محمد بن خليفة الابتدائية الإعدادية، لكن المفاجأة كانت في رفض مدير المدرسة السماح للنادي باستخدام صالة المدرسة».

وأضاف البدر: «منذ ذلك الوقت ونحن ننتظر أن يأتي الفرج، ونأمل أن تعيد المؤسسة مخاطبتها وزارة التربية، ومحاولة إقناع مدير المدرسة بالعدول عن رأيه، وخصوصا أن النادي أبدى استعداده لتقديم كل الضمانات وتحمل مسئولية أي أضرار تحدث في الصالة بسبب تدريبات الفريق».

وتابع البدر حديثه قائلا: «في بداية الإعداد كان لدينا أكثر من 35 لاعبا في فئتي الأشبال والناشئين، وبذل مدرب الفئات حسين الجزيري ومدير اللعبة صادق الحلواجي مجهودا كبيرا في البحث عن اللاعبين، وبعد أسبوع فقط تناقص العدد حتى وصل إلى 15 لاعبا بسبب الحرارة وخوف الأهالي على أبنائهم».

الكرات ضحية أيضا...

ولم يكن اللاعبون هم الضحايا الوحيدون للتدريب في هذه الخرابة، إذ إن الكرات الخاصة بالنادي أصبحت ضحية أيضا إما للسرقة أو الدهس تحت عجلات السيارات!

ويقول البدر: «في بداية الإعداد كان لدينا 25 كرة، أما الآن فأصبحنا نملك 8 كرات فقط! السبب هو عدم وجود سياج لصد الكرات ومنعها من الذهاب إلى خارج أسوار النادي، لذلك فإن الكرة التي تذهب إلى الخارج تكون عرضة إلى السرقة أو تدهسها إحدى السيارات وخصوصا أن مبنى النادي يطل على الشارع من جهتي الغرب والشرق، وللحد من فقدان المزيد الكرات تم تعيين العامل الهندي الذي يعمل في النادي للوقوف خارج النادي والتقاط الكرات التي تذهب إلى الخارج».

وأكد البدر أن موافقة وزارة التربية على منحهم إحدى صالاتها سيخفف عنهم هذه المعاناة، وستوفر مناخا أكثر أمانا للاعبين والمدربين والإداريين. وأوضح البدر أن مشكلات النادي لم تقف عند هذا الحد، إذ إن النادي ليس لديه باص لنقل اللاعبين، بالإضافة إلى المقر البالي والقديم، مؤكدا أن الأهم بالنسبة إليه الآن توفير صالة لتدريبات الفرق الرياضية بالنادي.

دعم رئيس الاتحاد

وأشاد رئيس نادي بني جمرة سلمان البدر بدور رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة الشيخ علي بن محمد آل خليفة ودعمه للنادي، ويكفي أنه كان يرافقنا في بعض الزيارات إلى المؤسسة العامة للشباب والرياضة ودعمنا من خلال إيصال مشكلة النادي إلى المسئولين في المؤسسة ووزارة التربية.

بانتظار الفرج

وبانتظار الفرج، كرر رئيس النادي سلمان البدر مناشدته للمسئولين في المؤسسة العامة للشباب والرياضة ووزارة التربية من أجل سرعة الوصول إلى حل، وإنقاذ فرق النادي، مؤكدا أنه مع مرور الوقت لن يكون هناك أي لاعب يتدرب مع الفريق في ظل الأوضاع البائسة التي يعيشها النادي بسبب عدم وجود مبنى رياضي بإمكانه لم شمل شباب المنطقة.