أكد الألماني بيرند شوستر مدرب نادي ريال مدريد الاسباني لكرة القدم حديثا أن فريقه يحتاج إلى «مايكل بالاك»؛ أي لاعب خط وسط مهاجم يستطيع خلق فرص تهديفية وتسجيل الأهداف.
ولكن عندما ذكر شوستر هذا الأمر لم يكن البرازيلي خوليو بابتسيتا طوع تصرفه. ذلك اللاعب الشاب الذي يلعب في مركز بالاك نفسه وأبدى رغبته في البقاء بصفوف ريال مدريد بعدما أمضى الموسم الماضي في نادي ارسنال الانجليزي على سبيل الإعارة. ومن يدري فربما يكون شوستر وجد فعلا ومن دون توقع «بالاك» الذي يبحث عنه في بابتيستا. وهذا ما ظهر جليا في نهائي دورة تيريسا هيريرا الصيفية الذي خسره ريال مدريد 1/2 من ديبورتيفو لا كورونا، إذ كان بابتيستا أحد لاعبي ريال مدريد القلائل الذين قدموا أداء جيدا في تلك المباراة. وسجل بابتيستا هدفا جيدا من مسافة 25 مترا ليتوج عرضه الرائع بالمباراة.
وصرح بابتيستا لموقع ريال مدريد على الانترنت قائلا: «عندما عدت إلى ريال مدريد كان ذلك من أجل البقاء بالفريق لأنني وجدت أن المدرب لديه ثقة في. لقد أشركني في المباريات وحتى الآن أنا مازلت لاعبا في صفوف الفريق،
وسأحاول الرد على ثقة المدرب في بتقديم أفضل ما يمكنني من أداء». وحاليا لا يدخر أي من المحللين وسعا في الإشادة ببابتيستا ويتساءلون بجدية عن إصرار ريال مدريد على بيعه. ويبني النادي الاسباني قضيته على أساس ارتفاع سعر بابتيستا في سوق اللاعبين والذي يقدره مسئولو ريال مدريد بنحو 20 مليون يورو (3ر27 مليون دولار) ويرون أنه يمكن استغلال هذا المبلغ في عمل استثمارات أخرى طموحة.
ولكن بابتيستا يدافع عن حقه في تحقيق النجاح بريال مدريد. وقدم بابتيستا هذا الصيف بطولة رائعة مع منتخب البرازيل في كأس أميركا الجنوبية «كوبا أميركا» التي جرت بفنزويلا على رغم أنه بدأ هذه البطولة كلاعب بديل. وسجل بابتيستا هدفا في نهائي البطولة الذي فازت به البرازيل 3/ صفر على حساب منافستها اللدودة الأرجنتين.
وبعد حصوله على عطلة صيفية قصيرة عاود بابتيستا الانضمام لصفوف ريال مدريد ليجد شوستر يخبره أنه لن يكون له مكان أساسي بتشكيل الفريق ولكنه شجعه على بذل المزيد من الجهد لحجز مكان لنفسه بالفريق. وقبل بابتيستا التحدي.
ومازال اسم الألماني بالاك يحلق في الوقت الراهن في أروقة ومكاتب ريال مدريد على رغم أن بالاك أوشك على بلوغ 31 عاما بينما لم يتعد عمر بابتيستا 25 عاما.
ويرغب كل من شوستر ومدير الكرة في ريال مدريد بيديا مياتوفيتش في ضم بالاك ولكن ربما يقنعهما أداء بابتيستا الرائع بأن ما يتمنونه موجود لديهما فعلا.
وقال بابتيستا: «لقد تحدثت إلى شوستر وأخبرني أنه يود استغلالي كلاعب خط وسط مهاجم. يوجد الكثير من اللاعبين الذين يتمتعون بالخصائص نفسها وسيكون عليه الاختيار بينهم إذ إن كلا منهم يقدم شيئا مختلفا. ولكن المهم بالنسبة لي هو أن أكسب ثقته». والحقيقة أن بابتيستا لم يحصل على أية فرصة حتى الآن للتألق بريال مدريد. فقد اشتراه النادي الملكي العريق من فريقه السابق اشبيلية قبل عامين مقابل 25 مليون يورو (1ر34 مليون دولار). وفي موسمه الأول مع الفريق واجه بابتيستا مشكلة في اللعب تحت قيادة مواطنه فاندرلي لوكسمبورجو مدرب ريال مدريد آنذاك. والسبب هو أن لوكسمبورجو لم يجد مكانا لبابتسيتا بتشكيل ريال مدريد. ولكن على رغم هذه المشكلات نجح بابتيستا في إثبات امتلاكه الموهبة والقدرة على التهديف وأنهى الموسم محتلا المركز الثاني بقائمة هدافي ريال مدريد برصيد 8 أهداف. وقرر ريال مدريد بعد ذلك إعارة بابتيستا لارسنال في صفقة مبادلة بينه وبين الاسباني خوسيه أنطونيو رييس. ولكن بابتيستا فشل في التأقلم سواء مع فريقه الانجليزي الجديد أو مع الحياة في لندن بصفة عامة وقرر أنه لا يريد الانتقال من ريال مدريد على سبيل الإعارة مجددا. وعلى رغم أن ريال مدريد لا يسهل الأمور على بابتيستا أظهر اللاعب البرازيلي قدرا هائلا من المثابرة والثقة في قدراته. ومع تحسن مستوى أدائه يزداد عدد الدقائق التي يقضيها بابتيستا على أرض الملعب ليصبح اللاعب مشكلة وحلا سهلا في وقت واحد بالنسبة لمدربه شوستر.
العدد 1801 - السبت 11 أغسطس 2007م الموافق 27 رجب 1428هـ