قال المدير العام لشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) عبدالرحمن جواهري، إن الشركة ستستضيف مؤتمر السلامة والصحة والبيئة لصناعة الأسمدة في مارس/ آذار العام 2009، في وقت ينتظر أن تزيد الطاقة الإنتاجية لمادة اليوريا في منطقة الخليج بنسبة 5 في المئة سنويا. وسيبدأ المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام في 14 مارس.
وذكر جواهري، في رد مكتوب أن «جيبك» تنتج في الوقت الحاضر 1200 طن متري يوميا من مادتي الأمونيا والميثانول، بالإضافة إلى إنتاج 1700 طن متري يوميا من مادة اليوريا، وأن الشركة وضعت خططا تطويرية طموحة تهدف لإحلال العمالة الوطنية في مناصب قيادية في الشركة. وتبلغ نسبة البحرنة في الوقت الحاضر في الشركة، التي توظف 474 موظفا، 82 في المئة.
و «جيبك» شركة مساهمة بحرينية تأسست في 1979 كمشروع مشترك بين حكومة مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ممثلة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية، ودولة الكويت ممثلة في شركة صناعة الكيماويات البترولية، بنسب متساوية لكل من المساهمين الثلاثة بهدف استغلال الغاز الطبيعي المتوافر في البحرين لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة للموارد الطبيعية. وتعتبر شركة جيبك أول تعاون خليجي مشترك.
وفيما يأتي الأسئلة والإجابات التي بعثها مكتب جواهري إلى «الوسط»:
ما هي الجهة المنظمة لهذا المؤتمر؟ ولماذا تم اختيار مملكة البحرين؟
- الجهة المنظمة لهذا المؤتمر هي الاتحاد العالمي للأسمدة ومقره باريس بالتعاون مع «جيبك». ويضم الاتحاد في عضويته نحو 525 شركة عالمية متخصصة في شئون الأسمدة وموادها الأولية تمثل نحو 85 دولة من مختلف مناطق العالم. كما أنها منظمة غير ربحية تمثل قطاع صناعة الأسمدة.
ويعقد المؤتمر في الفترة 14 - 18 مارس 2009 في فندق الريتز كارلتون، ولـ «جيبك» علاقة وثيقة ودور فاعل في الاتحاد، إذ تترأس الشركة حاليا ممثلة في المدير العام إحدى أهم لجانه العاملة وهي اللجنة الفنية التي تشرف على الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر بالإضافة إلى مشاركة عدد من العاملين في الشركة في اللجان العاملة الأخرى.
ويأتي اختيار البحرين لعقد المؤتمر العالمي المهم لثقة الاتحاد بكفاءة وخبرة المنشآت في المملكة في إنجاح مثل هذه المؤتمرات بالإضافة إلى أهمية منطقة الخليج العربي ودورها المؤثر في صناعة الأسمدة.
ما مستوى المشاركة من الشركات المتخصصة في هذا المجال؟ وما البرنامج والمواضيع التي سيتناولها المؤتمر؟
- يعقد المؤتمر في فترة تشهد فيها هذه الصناعة متغيرات كثيرة من حيث الاهتمام المتزايد بدورها في إرساء قواعد مناسبة للمحافظة على البيئة وسلامة العاملين في هذا القطاع ودورها في تحقيق الأمن الغذائي للسكان.
وأود التنويه هنا، أن المؤتمر هو الأول من نوعه الذي ينظمه الاتحاد العالمي للأسمدة بشأن السلامة والصحة والبيئة في قطاع صناعة الأسمدة، وقد حرصنا على أن تكون المشاركة فاعلة ومن كل الشركات والجهات ذات الاختصاص والاهتمام بشئون هذه الصناعة، فجاء الإقبال على المشاركة مشجعا للغاية، إذ أكدت كبرى الشركات في العالم حضور المؤتمر ورفعت من مستوى تمثيلها بعدد من القياديين فيها نظرا إلى أهميته ورغبة منهم في الاطلاع على المستجدات وما ستتم مناقشته في المؤتمر من مواضيع ذات صلة مباشرة بهذه الصناعة الحيوية وازدهارها.
ويذكر أن جميع شركات الأسمدة الكيماوية الخليجية مثل الشركة السعودية للصناعات الأساسية، شركة صناعة الكيماويات البترولية بدولة الكويت، شركة قطر للأسمدة الكيماوية (قافكو)، شركة صناعات الأسمدة بالرويس (فرتيل) والشركة العمانية الهندية للسماد (أوميفكو) ستشارك بوفود تضم عددا من المسئولين.
وسيتناول المؤتمر عدة موضوعات بشأن السلامة والصحة والبيئة لإتاحة الفرصة للمشاركين لإبداء آرائهم وتبادل خبراتهم من خلال إقامة المحاضرات وورش العمل لتعم الفائدة على الجميع. كما يشتمل برنامج المؤتمر أيضا على زيارات إلى بعض المعالم في المملكة للتعريف بها ومدى ما وصلت إليه من تقدم ورقي وخاصة في المجالات التي تهم المشاركين.
ما هو مستقبل صناعة الأسمدة في منطقة الخليج؟ وما مدى الاستفادة من مثل هذه المؤتمرات؟
- إن صناعة الأسمدة تعتمد بشكل كبير وأساسي على الغاز الطبيعي لإنتاج مختلف أنواع الأسمدة ومشتقاتها، ومنطقة الخليج من أهم مناطق العالم لتوافر كميات هائلة من الغاز الطبيعي فيها، إذ يشكل مخزون الغاز في المنطقة أكثر من 40 في المئة من المخزون العالمي الذي يقدر بنحو 175 مليار متر مكعب، ومن هنا تتضح لنا أهمية منطقة الخليج ودورها الريادي في صناعة الأسمدة.
لذلك شهدت المنطقة ازدهارا في صناعة الأسمدة لتصبح من أكثر المناطق توسعا وخاصة بالنسبة إلى سماد اليوريا، إذ من المؤمل زيادة الطاقات الإنتاجية فيها بمعدل 5 في المئة سنويا. ويبلغ إنتاج اليوريا في دول مجلس التعاون 9.9 ملايين طن والأمونيا 8.5 ملايين طن.
ويأتي انعقاد المؤتمر في مملكة البحرين كونها مركزا إقليميا يمثل المنطقة واعترافا بما وصلت إليه من مكانة بفضل حرص وتشجيع القيادة السياسية في المملكة على توفير كل السبل لضمان نجاح مثل هذه الفعاليات ولإبراز دور مملكة البحرين ودول الخليج عامة في مثل هذه المحافل وقدرتها على استضافة وتنظيم مثل هذه المناسبات وإظهارها بالصورة التي تتناسب مع حجم وأهمية هذا الحدث.
ونود التنويه بأن دور الشركة في الاتحاد العالمي للأسمدة فعال على رغم صغر حجم الشركة مقارنة مع الشركات العالمية الأخرى، ما أكسبها ثقة الأعضاء في الاتحادات والمنظمات العالمية التي هي عضو فيها، وإن رئاسة اللجنة الفنية التي تعتبر من أهم اللجان العاملة في الاتحاد العالمي للأسمدة خير دليل على ذلك.
كما أن للشركة وبالتعاون مع الشركات الخليجية دورا مشهودا في أنشطة الاتحاد العربي للأسمدة ومقره القاهرة، وتشارك بفاعلية في جميع الأنشطة التي ينظمها الاتحاد العربي سعيا منه إلى تطوير هذه الصناعة والإسهام في ازدهارها لتصل إلى أفضل المستويات.
إضافة إلى ذلك، فإن للشركة تواجدا في جميع المحافل الدولية وهي عضو عامل أيضا في العديد من الاتحادات الأخرى كعضويتها في الاتحاد الاسترالي للأسمدة والاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات وغيرها من الاتحادات.
إن اهتمام الشركة بالمشاركة في هذا الكمِّ من الاتحادات يأتي انطلاقا من إيمانها بأهمية صقل وتطوير المهارات العملية للعاملين في الشركة لتواكب التطورات التي يشهدها العالم ولتضع بصمتها في كل ما من شأنه النهوض بهذه الصناعة.
ما هي البرامج المتاحة لهذه الشركات للتعرف على مملكة البحرين؟
- بالنسبة إلى المشاركين في المؤتمر فقد قمنا بإعداد برامج من شأنها أن تبرز الصورة المشرقة لما وصلت إليه مملكة البحرين انطلاقا من إيماننا بضرورة أن تلعب الشركة دورها في التعريف بمعالم المملكة الحضارية وخططها المستقبلية التي تهدف لتنويع مصادر الدخل القومي. لقد قمنا بالإعداد لزيارة المشاركين إلى مجمع الشركة الكائن في منطقة سترة متخذين من ذلك نموذجا عمليا لما وصلت إليه الصناعة في المملكة. وسيتم تقديم شرح مفصل عن الإجراءات التي تتتبعها وتطبقها الشركة في سعيها إلى تحقيق أهدافها التي وضعها مجلس الإدارة برئاسة مستشار سمو رئيس الوزراء للشئون الصناعية والنفطية ورئيس مجلس الإدارة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وأعضاء مجلس الإدارة.
كما أننا بصدد الإعداد لزيارة لمعالم المملكة المختلفة ومنها زيارة لمتحف البحرين الوطني لاطلاعهم على تاريخ البحرين وزيارة حلبة البحرين الدولية لسباقات الفورمولا واحد التي تعد أحد واجهات المملكة إلى العالم. أما على الصعيد الرسمي، فإننا نقوم بالترتيب للقاء الرؤساء التنفيذيين من مختلف الشركات الحاضرين لهذا المؤتمر مع وزير النفط والغاز رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا لتبادل وجهات النظر وبحث سبل التعاون في مجال الصناعة القائمة على الغاز الطبيعي والنفط والتوجهات المستقبلية.
ما هي الهيئات والمؤسسات العالمية التي تتعاون معها الشركة في المجال الصح والبيئة؟
- إن روزنامة شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات حافلة بالعديد من الأنشطة والفعاليات ومن أهمها تلك المتعلقة بالسلامة والصحة والبيئة والتي تنظمها الشركة للموظفين سواء داخل مجمع الشركة أو خارجه، كما أنها تنظم عددا من البرامج التدريبية لجميع الموظفين من خلال إقامة المحاضرات والندوات وورش العمل لتأهيلهم ليس على التعامل مع المخاطر فحسب، بل كيفية اكتشافها مسبقا وأخذ الإجراءات الاحترازية قبل حدوثها.
وتقيم الشركة برامج تثقيفية وترفيهية لأبناء الموظفين وعائلاتهم من خلال المسابقات التي تقام بشكل دوري في نادي الشركة. وللشركة علاقة وثيقة وتعاون مستمر مع مؤسسات الدولة مثل الإدارة العامة للمرور ووزارة الصحة وهيئة حماية البيئة على مدار السنة وتقوم بالتنسيق لها لجنة تم تشكيلها من العاملين في الشركة.
كما أن للشركة علاقات وثيقة ممتدة منذ زمن بعيد مع المؤسسات الدولية خارج المملكة، وذلك للاستفادة من خبراتها في مجال السلامة والصحة والبيئة حتى تتمكن من الاطلاع عن قرب لما يستجد من أمور ذات صلة ليتسنى لنا دراستها وإمكانية تطبيقها في الشركة.
ومن بين هذه المؤسسات المجلس البريطاني للسلامة المهتم بشئون السلامة والصحة والبيئة، إذ فازت الشركة بالعديد من الجوائز والشهادات في مجال السلامة والصحة والبيئة وكان آخرها فوز الشركة بإحدى جوائزها للعام 2008 كأحسن شركة في العالم في مجال السلامة والصحة والبيئة، وكذلك عضويتها في الاتحاد الوطني للسلامة ومقره في الولايات المتحدة الأميركية.
ما دور الهيئة الوطنية للنفط والغاز للاستفادة من مثل هذه المؤتمرات لتطوير قطاع الصناعة؟
- إن شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات هي إحدى الشركات التي تعمل تحت مظلة الهيئة الوطنية للنفط والغاز والتي يرأسها الوزير ميرزا. ودأبت الهيئة على تقديم الدعم وتسخير كل الإمكانات لجميع الشركات الوطنية في سعيها إلى تطوير أعمالها والنهوض بالقطاع الصناعي إلى المستويات العالمية لتحوز على استحسان ورضا جميع الجهات المتعاملين معها، وإن رعاية الوزير لهذا المؤتمر خير دليل على ذلك إلى جانب العديد من الإسهامات التي قدمها.
في ظل ارتفاع أسعار النفط، هل يمكن استغلال هذه الطفرة في دعم الاستثمارات في قطاع الزراعة؟
- إن عائدات النفط التي تضاعفت خلال الفترة الأخيرة يمكن أن تعلب دورا مهما في تنويع مصادر الدخل للدول المنتجة للنفط من خلال استغلال هذه الفرصة للاستثمار وفي صناعات تحويلية أخرى كالتوسع في صناعة الأسمدة والبتروكيماويات وهي فرصة سانحة أيضا لدخول الاستثمارات الأجنبية في الدول النفطية وخاصة الشركات العالمية الكبرى وذلك للاستفادة من خبراتها في هذه الصناعات وكذلك الاستفادة من التقنيات الحديثة المتوافرة لديهم فيما يساعد على زيادة القيمة المضافة للموارد الطبيعية.
كيف يتم نقل هذه المنتجات إلى وجهاتها النهائية؟
- كما تعلمون أن العملية التسويقية للمنتجات بشكل عام هي سلسلة من الأنشطة المترابطة بشكل وثيق بدءا من إعداد دراسات الجدوى وانتهاء بالإنتاج وبيع المنتجات في الأسواق، ما يعني أن تحديات النقل وإيجاد الأسواق المستهلكة قد أخذت في الاعتبار وخاصة إذا علمنا أن الاستهلاك من الأسمدة في منطقة الخليج منخفض مقارنة بحجم الطاقات الإنتاجية القائمة. وكمثال على ذلك، قامت بعض شركات الأسمدة بالإيعاز لشركات النقل المحلية لشراء أو بناء السفن لاستئجارها من قبل الشركات المنتجة للأسمدة لمدد طويلة بحسب جداول الشحن المتفق عليها لتحقيق المخزون الآمن في خزانات وعنابر التخزين، ما يساعد على عمل المصانع بكامل طاقاتها من دون توقف من جهة وكذلك الوفاء بالتزاماتها التعاقدية من جهة أخرى. كما يتم التنسيق مع بعض الزبائن للاستفادة من بعض البواخر التي تتواجد من فترة إلى أخرى في المنطقة بعد تفريغ حمولتها من المنتجات الأخرى كالحبوب والفحم ومادة الألومينا، إذ يتم استئجارها بعد التأكد من مطابقتها لجميع الاشتراطات والمتطلبات التي تنص عليها أنظمة السلامة المتبعة، إذ إننا نسعى إلى أن تكون هذه الأنظمة موحدة فيما بين الشركات المنتجة في المنطقة لضمان النقل الآمن للمنتجات.
العدد 2267 - الأربعاء 19 نوفمبر 2008م الموافق 20 ذي القعدة 1429هـ