تستنزف الحوادث المرورية من الممتلكات العامّة أو الخاصة في مختلف بلدان العالم موارد الدولة عموما سواء أكانت هذه الموارد بشرية،أم مادية، أم معنوية. فكثير من الحوادث تخطف الأرواح البشرية والتي تعتبر الخسارة العظمى، أو نرى هذه الحوادث تجلب بعض الخسائر المادية بالملحقات العامّة والخاصة أيضا.
إنّ مثل هذه الحوادث لا نشاهدها في نشرات الأخبار أو نسمع عنها من خلال الأحاديث التي تدور بين الأصدقاء، ولكنها باتت حوادث يومية يشهدها كلّ فرد في المجتمع، في أي مكان وفي أي وقت.
تعتبر الحوادث المرورية من أكثر أسباب الوفيات بالدول وخصوصا بين فئة الشباب، وقد يعتقد البعض أنّ السبب الرئيسي هي رداءة الطرق أو عدم صلاحية المركبات، ولكن اتضح أن هذا المنطق بعيد كل البعد عن السبب الرئيسي للحوادث. فالسبب هو سلوك الأفراد أثناء قيادة المركبة وكيفية استخدامهم لقوانين وأنظمة المرور هما مصدر اختلاق هذه الحوادث.
إن الكثير من الحوادث المرورية التي تشهدها الطرقات تكون بسبب انشغال قائد المركبة في أمور أخرى بحيث تشغله عن الانتباه لحركة المرور. ومن أهم الأمور التي تشغل السائق عن الانتباه أثناء القيادة هي الأطفال أو التحدث مع الركاب الآخرين أو قراءة الصحف، ولعل الملهي الأكثر شدا لانتباه السائق عن الطريق هو التحدّث بالهاتف النقال والعبث بالراديو أو المسجل. وفي أكثر الأحيان، فإن الشعور بالنعاس والتعب قد يكون أيضا من أحد هذه العوامل التي تؤدي إلى الحوادث المفاجأة وخصوصا أثناء السفر بالسيارة، إذ إن الحادث يقع في لحظة.
سجلت الإحصاءات أن لحزام الأمان آثار إيجابية في حالة الحوادث، فالتوقف المفاجأ للمركبة بسبب الحادث يعرض الركاب للاندفاع داخل المركبة بسرعة مساوية لسرعة المركبة وزيادة وزنة ثلاثة أضعاف أثناء الاندفاع، وقد صمم حزام الأمان ليحد من حركة الركاب داخل المركبة أثناء الحادث، حيث يتمدد حزام الأمان ويمتص الصدمة والاندفاع، ما يقلل كثيرا من مخاطر الاصطدام، يساعد حزام الأمان على جلوس السائق بوضع صحيح أثناء قيادة المركبة ويريح العمود الفقري.
ومع الدور الفعّال الذي يلعبه حزام الأمان فإننا نرى الكثير من سائقي المركبات لا يأبهون بوضع حزام الأمان إلاّ في حالة رؤية دورية المرور تاركين وراءهم أهمية هذا الحزام ونجاتهم من الحوادث.
بالإضافة إلى العوامل السابقة، تجاوز الإشارة الحمراء أيضا يعتبر من هذه العوامل المؤدية إلى الحوادث وقد تكون حوادث بليغة، إذ إن غالبية الحالات تكون كلتا السيارتين قادمتين بسرعة كبيرة، ما يزيد من خطر الإصابات. وخطورة تجاوز الإشارة الحمراء هي أنّ الآخرين في الجانب الآخر من الطريق يكونون على اعتقاد أنّ المسار مفتوح لهم من بعد ظهور الضوء الأخضر لذلك فعند وجود المركبة الثانية القادمة من الاتجاه المعاكس يكون التوقف المفاجئ صعبا جدا على السائق.
إنّ من أهم أساليب السياقة التي يجب على السائق إتباعها هي تخفيف السرعة والانتباه عند المرور في المناطق السكنية بالإضافة إلى المستشفيات والحدائق والمدارس؛ لأن غالبا ما تكون هذه الأماكن مكتظة بالناس من أطفال وكبار السن. وهناك أمر في غاية الأهمية يجب توضيحه هنا، فالسرعة ليست بالضرورة أنْ تكون سرعة زائدة وإنما القيادة بسرعة بطيئة جدا تعتبر أيضا عامل خطورة. فعند سياقة المركبة بسرعة بطيئة أقل من الحد اللازم قد يؤدي إلى التوقف المفاجئ للسيارات الأخرى من جراء هذا البطء، وفي بعض الأحيان فقد تؤدي إلى محاولات الاجتياز أو إفلات أعصاب بعض السائقين مما يؤدي إلى الحوادث.
لذلك على جميع مستخدمي الطرق أو المشاة أنْ يلتزموا بأصول القيادة السليمة وذلك من باب احترام حقوق الغير والمحافظة على الأرواح والممتلكات الخاصة.
الاتحاد البحريني للسيارات
العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ