العدد 1813 - الخميس 23 أغسطس 2007م الموافق 09 شعبان 1428هـ

العيون الطبيعية بدأت بأسطورة وانتهت بأسوار مغلقة

أجدادنا كانوا يضحكون فيها ونحن بكينا عليها

كان أجدادنا يسمعون ضحكات آبائنا وهم يلعبون في الماء وخصوصا في العيون الطبيعية التي كانت مليئة بالماء في السنين السابقة، إلا أنها الآن أصبحت مليئة بالتراب الذي غطى ملامح الماء وأخفى معالم العيون العذبة لتصبح الآن مجرد عيون اصطناعية بعد أن كانت طبيعية. وقبل التحدث عن العيون الطبيعية يجب العودة إلى جوهر اسم البحرين الذي ربطه البعض بتفسيرين أولهما موقع البحرين كفاصل بين بحر عمان و بحر فارس، أما التفسير الآخر فيشير إلى وجود العيون العذبة وسط البحر المالح والتي تسمى بـ»الكواكب» وهذه العيون التي تتوسط البحر كانت ملاذا للبحارة ذلك لتزود بالماء العذب وسط البحر،ومن المشار إليه أن مياه هذه العيون تعتبر من المياه النقية والعذبة، لخلو المياه من الأتربة والملوثات الصغيرة.

العيون العذبة قبل الاندثار

لكل عين طبيعية في البحرين قصة مختلفة إلا ان هناك رابطا مشتركا بينها هو ملازمة أجدادنا وآبائنا لها.

نبدأ بقصة عين عذاري التي تعتبر من أشهر العيون التي يعتقد البعض بأنها مقترنة مع اسم البحرين، وتشير قصة عذاري إلى انها قديما كانت مياه العين تصل إلى أماكن بعيدة في الوقت الذي كان فيه المزارعون القريبون من العين يضطرون الى استسقاء مياه العين لذلك ضرب عليها مثل «عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب»، وبالنسبة إلى الأساطير التي تروى عن العين فهناك أسطورة تشير إلى أن العين كانت تلتهم كل سنة بعضا ممن يسبحون في مياهها.

أما عين أم السجور التي تقع في الجزء الغربي الشمالي لقرية الدراز لا أنكر بأني ضحكت كثيرا عندما سمعت عنها فحكايتها لا أعتقد أن الجميع يعرفها، فهي تشير إلى أن عمرها يعود إلى أيام الخلافة الأموية عندما قام عبدالملك بن مروان أمر بردمها.

وتشير القصة إلى أن عبدالملك بن مروان ذهب ليطلب يد فتاة من القرية إلا أن طلبه قوبل بالرفض فما كان منه إلا ان امر بردم عيون القرية.

ويشار إلى أن عين أم السجور كانت تسقي وتغذي الناس من قرية رأس رمان إلى الدراز أي ما يقارب 10 كيلومترات مربعة.

ولم تقتصر العيون الطبيعية في البحرين على عين عذاري وأم السجور، إذ إن هناك الكثير منها كعين أبو زيدان وعين أم الشعوم وعين مهزة وعين أم السرحان، بيد انه لم يستن لنا معرفة أخبار او قصص كل منها.

العيون الطبيعية تحتضر...

ان العيون التي كانت تنظر إلى الماء نابعا أشاحت قبل سنين نظرها عنها... والنتيجة انها اندثرت وأصبحت مجرد تراب كأنها قبر مهجور ظل صاحبه وحيدا ولا يزوره لا قريب ولا بعيد.

وعلى رغم أن هذه العيون أصبحت كالقبر فإن المجالس البلدية استجابت لنداء بعض المواطنين بإعادة إعمار بعض العيون كعين عذاري وعين أم شعوم في الوقت الذي قامت فيه بإحاطة باقي العيون المهملة بسياج لا يستطيع أحد اختراقه في الوقت الذي صرف الناس نظرهم عنها في الأساس

العدد 1813 - الخميس 23 أغسطس 2007م الموافق 09 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً