تنطلق مساء اليوم «الجمعة» في مأتم السماكين بالمنامة ندوة «المنامة تحتضر» عند الساعة الثامنة مساء، بتنظيم جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية، وبمشاركة وزارة الداخلية ومحافظة العاصمة ومجلس بلدي المنامة، لتسلط الأضواء على ظاهرة «سكن العزّاب» في أحياء العاصمة.
من جهته، أكد رئيس اللجنة الاجتماعية بجمعية العاصمة للثقافة الإسلامية محسن الساعاتي أن الندوة ستركز على ظاهرة «سكن العزّاب» باعتبارها ظاهرة خطيرة على المجتمعات المحلية، لاسيما مع تحول بعض المنازل إلى أوكار للدعارة أو معاقرة الخمور.
وقال الساعاتي: «كما أننا نهدف إلى وضع الحلول المناسبة لهذه الظاهرة من خلال مشاركة المسئولين، كل من موقع عمله، كالمجلس البلدي أو وزارة الداخلية أو المحافظة، تأكيدا لأهمية الحفاظ على النسيج داخل المجتمع من خلال خطوات عملية يتم اتخاذها وفقا للتوصيات التي سيخرج بها المشاركون في الندوة، والقضاء على ظاهرة سكن العزّاب، وإعادة إعمار المنطقة من جديد، سعيا إلى عودة أهالي العاصمة الذين هجروها بسبب وجود العمال العزّاب».
وأضاف أن «أهالي العاصمة طرحوا مشكلة سكن العزّاب وطالبوا مرارا وتكرارا بالقضاء على السلوكيات البعيدة عن أخلاقيات المجتمع البحريني المحافظ، واتخاذ تدابير أمنية مشددة لوضع حد لانتشار أوكار الدعارة ومواقع صنع الخمر المحلي».
وسيعرض على هامش الندوة فيلم وثائقي عن الوضع المأسوي الذي تعيشه العاصمة جراء تزايد أعداد العزّاب في العاصمة.
«العزّاب» المشكلة
الأولى في العاصمة
من جانبه، أكد رئيس لجنة البيوت الآيلة إلى السقوط بمجلس بلدي العاصمة صادق رحمة أن «أزمة العزّاب باتت من أخطر المشكلات التي تعاني منها المملكة، وخصوصا بعد تسجيل القرى والمناطق التي تتمركز فيها العمالة العازبة حوادث دخيلة على المجتمع البحريني».
وتطرق رحمة إلى سوء الظروف التي يعيشها العمال العزّاب، قائلا: «بعض المنازل في منطقة النعيم يسكنها حوالي 70 شخصا في المنزل الواحد، بمعدل 10 أشخاص في غرفة واحدة. ويتم التأجير بطرق لا قانونية، وتجد في المنزل تزاحما كبيرا على استخدام المرافق العامة، وعلى الغرف، وذلك يولّد أيضا كثافة الأوساخ التي يخرجونها من المنزل، عوضا عن أن ذلك يؤثر على استخدام الطاقة، مما يؤدي إلى انقطاع المياه عن الساكنين»، مشيرا إلى أنه «في كثير من المنازل قام الملاك بإضافة غرف جديدة من دون أخد رخصة بذلك».
العمالة الأجنبية والتأثيرات الثقافية
وعن التأثيرات الثقافية للعزّاب يقول رحمة: «العمالة الأجنبية الرخيصة، هي ظاهرة مألوفة خليجيا وبحرينيا، ولكن تأثيراتها الثقافية والمجتمعية، أصبحت مصدرا لكثير من الأزمات والظواهر السلبية، ويتمركز الجزء الأكبر من العمالة الأجنبية - الآسيوية تحديدا - في قلب العاصمة وضواحيها، كالنعيم والقضيبية والحورة والمنامة القديمة وغيرها». ويضيف «بدأت هذه العمالة تغزو هذه المناطق وتتمركز فيها. ولأن هذه العمالة رخيصة وفي أسفل الهرم الاجتماعي سكنيا وعماليا، فإنها تقبل دائما واضطرارا العيش تحت أقسى الظروف وأدناها، مما يعني انتفاء شروط الحياة الصحية المناسبة، واحتمال حدوث أمراض بين ساكني وقاطني المنطقة».
ويواصل «يقبل هؤلاء العيش في أردى المنازل وأكثرها عرضة للأخطار، ويقبلون أيضا السكن في أمتارٍ بسيطة وبكثافة سكانية عالية جدا. ولذلك بكل تأكيد تداعيات اجتماعية كبيرة، فهذه العمالة لها تقاليد وأعراف وقيم ثقافية مختلفة، ووجودهم وبكثافة بين الأهالي سببّ ويسبّب الكثير من المشكلات، ولذلك بدأ الأهالي منذ سنوات يجأرون بالشكوى، لاسيما في العاصمة، وهي المتضرّر الأكبر من المشكلة، على رغم أن القانون لا يجيز بناء سكن للعمال في العاصمة ماعدا على شارع الشيخ سلمان».
ويشير رحمة إلى ازدياد المشكلات واستفحالها في المناطق التي يوجد فيها هؤلاء العمال من جنسيات مختلفة، كأن تتحوّل بعض المنازل إلى أوكار للدعارة، أو تصنيع الخمور، فضلا عن كثرة الشجار فيما بين هؤلاء أنفسهم ولذي يصل إلى حد الجرح العنيف والقتل والانتحار. ثم أنه من جهةٍ أخرى وجدنا أن هؤلاء فئة مسلوبة الحقوق، ويسكنون في منازل متهالكة وبأعداد كبيرة.
وقال: «وهناك الكثير من التجاوزات، إضافة إلى السلوكيات التي تصدر عن هؤلاء القاطنين، وهي مخالفة لعادات وتقاليد وقيم الأهالي، والمشكلات التي بدأت تتفاقم، ما دفعنا إلى التحرك من أجل تطبيق القانون الذي ينظم لذلك لإنهاء المشكلات الناتجة عن سكن العمال»
العدد 1813 - الخميس 23 أغسطس 2007م الموافق 09 شعبان 1428هـ