أشارت إحصاءات اقتصادية إلى أن الزيادة في قطاع صناعة البتروكيماويات في المنطقة يقابله نقص حاد في مجال توافر اليد العاملة المؤهلة في دول مجلس التعاون الخليجي، وهوموضوع سيصبح أساسيا في المستقبل القريب نظرا إلى التراجع في العمال المهرة في المنطقة وهو ما سيتفاقم في العامين المقبلين 2008 و 2009.

وأصبح الطلب على البتروكيماويات ينمو بصورة أسرع من إجمالي الناتج المحلي مع احتياطاتها الكبيرة من النفط والغاز ما سيجعل دول مجلس التعاون الخليجي المورد الرئيسي للطاقة إلى بقية أقطار العالم.

وعبّر خبراء اقتصاديون متخصصون في صناعة الكيماويات والبتروكيماويات عن مخاوفهم من تقلص أعداد الكوادر المؤهلة، إذ من المقرر أن يكون هذا الموضوع مطروحا بقوة في اجتماع الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات في الاجتماع الذي تستضيفه دبي في ديسمبر/ كانون الأول من العام الجاري.

ويقدر عدد شركات البتروكيماويات في المنطقة بأكثر من 2000 شركة، ويبلغ حجم الاستثمارات فيها نحو70 مليار دولار، أما إجمالي الاستثمار في القطاع الصناعي فيبلغ نحو 118 مليار دولار واستثمارات السوق قرابة 60 في المئة في مجال البتروكيماويات.

ويستوعب قطاع البتروكيماويات في دول الخليج أكثر من 163 ألف عامل والنمو على مدى السنوات الست الماضية كان بحدود 5 في المئة سنويا ومن المتوقع ان يتغير هذا المعدل بالزيادة في الآونة المقبلة، وخصوصا أن الكثير من دول الخليج لديها الرغبة في تنشيط هذا الجانب.

وأدى التوسع الهائل في الطاقة الإنتاجية في منطقة الخليج، نظرا إلى قرار دول المنطقة تنويع اقتصادها من خلال استغلال مواردها الهيدروكربونية وإضافة قيمة إليها مثل البتروكيماويات، والنمو الاقتصادي الموازي في دول آسيا الذي خلق نموا متسارعا في الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وساهم هذان العاملان تدريجيا في تحريك مركز ثقل صناعة البتروكيماويات العالمي شرقا.

وزير شئون النفط والغاز رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا أشار في تصريحات له الى أن الربع الأخير من القرن الماضي شهد تطوير صناعات البتروكيماويات والأسمدة في المنطقة، وقبل خمسة وعشرين عاما مضت كانت النظرية الاقتصادية التقليدية في ذلك الوقت تشير الى أن احتياطات منطقة الخليج من الغاز توجد في منطقة بعيدة جدا من الأسواق الرئيسية في العالم وبالتالي فإن هذه الاحتياطات كانت تعتبر معطلة.

وأضاف ميرزا في تصريحاته أن تطور الأسواق الآسيوية تزامن مع تطوير إنتاج البتروكيماويات والأسمدة في منطقة الخليج.

يذكر أن الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات تأسس من منطلق غير ربحي في مارس /آذار في العام 2006، وتضم قائمة أعضاء الاتحاد المؤسسين أسماء بارزة، هي الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركة «ايكويت» للبتروكيماويات ـ الكويت وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات ـ البحرين وشركة صناعة الكيماويات البترولية ـ الكويت وشركة قطر للبتروكيماويات المحدودة وشركة قطر للفينيل المحدودة وشركة التصنيع الوطنية (تصنيع) ـ السعودية وشركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة (بروج).