توقع اقتصاديون سعوديون أن تزداد حدة الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وبمساعدة من صندوق النقد الدولي لتحميل دول الفوائض (الصين والهند والدول المنتجة للنفط، السعودية ودول الخليج)، أعباء الاختلال في ميزان التجارة العالمية، الذي ينتظر أن يتفاقم بفعل الأزمة التي تعصف بسوق الإسكان والرهن الأميركي.
ويعتقد الاقتصاديون أن الهوة بين المدخرين والمقترضين، ستزيد بفعل تراجع معدل النمو في قطاع الإسكان الأميركي، وهذا سيؤدي إلى انخفاض في الإنفاق الاستهلاكي الذي يشكل نسبة 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في أميركا، ما يعني مزيدا من العجز، يقابله ارتفاع في حجم الصادرات للصين ولعوائد النفط في الخليج. وأضاف الخبراء «ستحدث الأزمة بالتأكيد تباطؤا في الاقتصاد الأميركي، بفعل أزمة السيولة التي نتجت عن الرهن العقاري».
ونقلت صحيفة «الاقتصادية» السعودية المتخصصة أمس (السبت) عن مطشر المرشد، اقتصادي سعودي قوله: «إن على دول الفوائض وخصوصا الخليج التي تعتمد على النفط وليس تصدير المنتجات في تحقيق الفوائض، اتخاذ سياسات أكثر واقعية وبعيدا عن المجاملة». وقال: «لدينا مجاملة واسعة لمستشار صندوق النقد الدولي، ونغفل أن هذه المؤسسة فقدت حياديتها، نحن جزء مهم في الاقتصاد العالمي وفي منظمة التجارة العالمية، وعلينا أن نكون لاعبين مهرة، فهو صراع صحي اقتصادي ولكن يجب أن نديره بامتياز».
وتابع «علينا أن نبتعد بسياستنا الاقتصادية عن الدبلوماسية السياسية مع أميركا إذا أردنا العبور نحو الأفضل».
وكان صندوق النقد الدولي أطلق في السنة الماضية ما سمي باستشارات متعددة الأصعدة لإقناع اللاعبين الرئيسيين في الاقتصاد العالمي، بالانتباه نحو الاختلال التوازني في التجارة العالمية، والناتج من الفراغات الموجودة في الموازنة الأميركية والفوائض الهائلة في آسيا والدول المنتجة للنفط.
العدد 1815 - السبت 25 أغسطس 2007م الموافق 11 شعبان 1428هـ