قال الرئيس التنفيذي لشركة البحرين للاتصالات (بتلكو) بيتر كالياروبولوس إن خطة قابلية تغيير مزود خدمة الاتصالات مع الاحتفاظ بأرقام الهواتف من دون تغيير الذي قد تعمل هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة) على إدخاله في البحرين لن تؤدي إلى اضطراب في عدد المشتركين لدى مزودي الخدمة.

وذكر أن نحو 85 في المئة من المشتركين في خدمة الهاتف لديهم خدمات مدفوعة مسبقا، وأن المشتركين في هذه الخدمة يتغيرون بصفة يومية بين «بتلكو» وشركة «ام تي سي فودافون البحرين» وهي المزود الرئيسي الثاني لخدمة الاتصالات في المملكة لأسباب عدة من ضمنها حملات العروض والترويج التي تقوم بها الشركتان. وأبلغ كالياروبولوس «الوسط» ردا على أسئلة «لا يتوقع أن تزيد قابلية تغيير المزود من تقلب عدد المشتركين عن المستويات الحالية التي نشهدها حاليا بسبب أن أهمية المشتركين القصوى قبل تغيير المزود تكمن في عدة أمور من ضمنها انخفاض الرسوم والتغطية واختيار إعادة الشحن وفوق كل ذلك السمعة التي يتحلى بها مزود هذه الخدمة». وأوضح كالياروبولوس أنه في الأسواق المتنافسة فإن المشتركين غير الراضين عن الخدمة التي تقدم إليهم يغيرون بسرعة إلى مزود خدمة جديد. ولكن بعد 3 سنوات من المنافسة فإن الأكثيرية من المشتركين الذين لديهم خدمات مدفوعة الأجر لاحقا لديهم نظرة أكيدة عن مزود الخدمة التي تقدم إليهم ويفضلون الاستمرار إما مع «بتلكو» أو «ام تي سي». ليس هناك تغيير كبير متوقع في ذلك. وكان المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات التي تشرف على قطاع الاتصالات في المملكة ألن هورن ذكر أنه «يجب على الهيئة إزالة العوائق المتبقية التي تحول دون تطوير المنافسة في مختلف قطاعات الاتصالات وذلك من أجل دعم هذا القطاع الحيوي».

وأضاف «إن تقديم خيارات أكبر إلى المستهلكين لخدمات الاتصالات وتمكينهم من التحول بشكل سلس إلى مشغلين آخرين سيدعم عملية التطوير بشكل أكبر من حيث جودة الخدمات وتقديم خدمات مبتكرة بالإضافة إلى تقديم أسعار تنافسية».

وجاء تعليق هورن بعد استطلاع قامت به شركة نيلسون للاستشارات الدولية بتكليف من الهيئة بشأن قطاع الاتصالات في المملكة والذي قالت فيه إن 93 في المئة من القطاع التجاري يعتبرون «أن الاحتفاظ بأرقامهم هو شيء مهم أو مهم جدا عند الإقدام على تغيير مزود خدمات الاتصالات».

الاتصالات الدولية

وأوضح الاستطلاع وهو أول استطلاع يجرى تنفيذه في البحرين أن «معظم المستهلكين على قناعة بجودة وموثوقية خدمات الاتصالات التي يستخدمونها ولكنهم يرون أن أسعار هذه الخدمات مرتفعة, وخصوصا أسعار المكالمات الدولية».

لكن كالياروبولوس قال: «أما بالنسبة إلى أسعار الاتصالات الدولية فإنها استمرت في الهبوط بقوة وخصوصا أن المنافسة في السوق الآن شديدة وهناك خيارات عدة للمشتركين فيما يخص بطاقات الاتصال المدفوع مسبقا ومزودي الخدمة الآخرين».

إن بتلكو استمرت في خفض أسعارها للاتصال الدولي خلال العامين الماضيين وإن دراسة الشركة الاستشارية الدولية أوضحت أن بطاقات الاتصال 123 المملوكة بالكامل لبتلكو هي واحدة من أشهر البطاقات لإجراء اتصالات دولية.

إن بتلكو ستستمر في مراجعة الأسعار وستعرض عروض منافسة أكثر إلى مشتركيها في الاتصال الدولي المباشر (IDD) سواء عن طريق الهاتف الثابت أو الهاتف النقال.

وقدمت هيئة الاتصالات نحو 100 رخصة إلى الكثير من الشركات لتقديم خدمات الاتصالات منذ أن فتحت البحرين أبواب المنافسة في هذا القطاع في نهاية العام 2003، ومعظم الشركات الأخرى التي تعمل تنشط في خدمات الاتصالات الدولية, لكنها تعتمد بشكل رئيسي على بتلكو في تقديم خدماتها.

ومن ضمن هذه الشركات «شبكة اتصالات الأعمال» وهي شركة سعودية جديدة تعمل في البحرين و يرأسها عبدالله الحيدر والتي وضع استطلاع الشركة الاستشارية الدولية شهرتها عند الزبائن بالمستوى نفسه لشهرة 123 التابعة إلى بتلكو في قطاع الاتصالات الدولية. وكشفت بتلكو الأسبوع الماضي عن خطط لخفض أسعار الاتصال الدولي من خلال بطاقة المدفوعة الأجر مسبقا 123 التي تملكها والتي تستخدم بكثرة من قبل العمال الأجانب وغالبيتهم من شبه القارة الهندية.

خدمة الانترنت

وأوضح كالياروبولوس أن الشركة تعرف حاجة المشتركين إلى أسعار منخفضة وسرعة كبيرة لخدمات الانترنت في المملكة وقالت إنها ستقدم عروضا قيمة جديدة للمشتركين في الأشهر القليلة المقبلة كجزء من جهود للمحافظة على حصتها في السوق وخصوصا عند بدء شركة ام تي سي فودافون البحرين تقديم خدمات الهاتف اللاسلكي الشهر المقبل.

وقال: «إن الدراسة التي قامت بها شركة نيلسن للاستشارات العالمية بناء على طلب من هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة) خلصت إلى أن هناك رضا مناسبا من قبل المشتركين في خدمة الانترنت».

وذكر أن بتلكو «تعرف حاجة المشتركين إلى خفض الأسعار وخدمة أسرع وأنها (بتلكو) أدخلت سرعة تصل إلى ميغابايت للمستخدمين في المنازل بأسعار منخفضة جدا العام الماضي».

وأضاف هناك تقنية جديدة يتم توظيفها في شبكة الشركة الجيل الجديد, وسنقوم بخفض الأسعار أكثر ونخطط لتقديم عروض أفضل إلى المشتركين في الأشهر القليلة المقبلة».

وخلصت الدراسة التي كشف عنها الأسبوع الماضي إلى أنه بالنسبة إلى خدمة الانترنت «أوضح الاستطلاع أن شراء المستهلكين لخدمات الانترنت يعتبر بطيئا, وأن أسعار هذه الخدمة لاتزال مرتفعة», وفقا لبيان رسمي من الهيئة التي تشرف على قطاع الاتصالات في البحرين. وأضافت «الأكثر أهمية من ذلك, وجد أن السرعات والأسعار الحالية لهذه الخدمات لن تشجع زيادة الاستخدام الأمثل لهذه الخدمات».

ويستخدم أكثر من 58 ألف زبون خدمات برودباند من بتلكو, وهي المزود الرئيسي لخدمات الاتصالات في المملكة والوحيدة التي تقدم خدمات الانترنت من خلال الهاتف الثابت. ووجدت شركة بتلكو التي استثمرت أكثر من مليار دولار لإقامة واحدة من أفضل شبكات الاتصالات في المنطقة نموها في البحرين يتراجع بعد أن فتحت الأبواب للمنافسة أمام مختلف الشركات العالمية, إذ قال كالياروبولوس إن النمو في الدخل يبلغ الآن 6 في المئة فقط وزادت المصروفات بينما استمر ارتفاع الدخل من وحدات الشركة في منطقة الشرق الأوسط. وتعهدت بتلكو باستمرار الاستثمار في شبكة الاتصالات في المملكة من ضمنها 30 مليون دينار (80 مليون دولار) خلال العام الجاري بعد أن استثمرت 40 مليون دينار خلال العام 2006 بهدف زيادة قدرتها التنافسية وتقديم خدمات أفضل إلى المشتركين. وتملك الحكومة البحرينية 75 في المئة من أسهم الشركة بشكل مباشر وغير مباشر, وباقي الحصة يتم تداولها في سوق البحرين للأوراق المالية.

واستثمرت بتلكو حتى الآن نحو 600 مليون دولار لشراء حصص في شركات في الأردن واليمن والكويت ومصر وإنها تنوي استثمار ما بين 15 و 20 مليون دولار في البنية التحتية لهذه الوحدات خلال العام الجاري. ومنذ أن أشرفت الهيئة على قطاع الاتصالات وهي تسعى إلى كسر احتكار بتلكو لهذه الخدمة التي دامت أكثر من عقدين, ولاتزال تهيمن على بعض القطاعات ما تسبب في علاقة متوترة مع بتلكو التي ترى أن الهيئة لا تنصفها في بعض القرارات الإلزامية كان آخرها إفساح المجال أمام الشركات الجديدة لاستخدام البنية التحتية لقطاع الاتصالات.