أكد مدير شركة تكنولوجي جيودينمك انترناشيونال الايطالية نفل سعيد المر المنصوري أن عملية المسح الجيوفيزيائية للتنقيب عن النفط وفق التقنية الحديثة التي تنوي شركته العمل بها في اليمن ستسهم بشكل كبير في تسريع الاكتشافات النفطية نظرا إلى سرعة الإنجاز والكلفة المعقولة مقارنة بالتكنولوجيا التقليدية المعروفة في هذا الجانب والمتمثلة في عملية المسح الزلزالي.
وقال في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) لدى توقيعه اتفاق التوكيل الحصري لشركة منيب للتجارة والاستثمار: «إننا سعداء اليوم بأن جيودينمك انترناشيونال توقع اتفاق فتح فرع لها في الجمهورية اليمنية مع الإخوة في شركة منيب لتعمل وفق تكنولوجيا متخصصة في مجال الهيدروكروبون فتكشن أو المسح الجيوفيزيائي للتنقيب عن مكامن الهيدروكربون»، مشيرا الى أن اليمن واعد في المستقبل باستكشافات نفطية رائعة.
واضاف «نعتقد ان هذه التكنولوجيا ستساهم بشكل كبير في تسريع الاكتشافات النفطية نظرا إلى سرعة الانجاز والكلفة المعقولة في المسح الجيوفيزيائي مقارنة بالتكنولوجيا المعروفة المتمثلة بالـ2D والـ3D أو ما يسمى المسح الزلزالي».
وأكد المنصوري ان تقنية الباسف سايزميك التي تعمل بها شركة جيودينمك لايوجد لها منافس في الوقت الحاضر، منوها إلى أن هذه التكنولوجيا جربت في الكثير من بلدان العالم ومن أهمها أبوظبي وسورية وأميركا والبرازيل وغيرها من الدول المتقدمة، فتكنولوجيا المسح الجيوفيزيائي تعتبر معتمدة في أبوظبي اعتمادا رسميا وتقوم الشركة الآن بمشروعات مسح جيوفيزيائي في الامارات العربية المتحدة وفق هذه التقنية الحديثة.
وقال مدير عام شركة جيودينمك الايطالية التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها ان الجدوى من اتفاق التوكيل الحصري لشركة منيب يتمثل في تقديم هذه التقنية الى قطاع النفط في اليمن ويتم تأسيس فرق عمل للبدء في عملية المسح الجيوفيزيائي التي نأمل أن تكون جاهزة خلال الاشهر القليلة المقبلة، مشيرا الى أن فريق العمل يتشكل من جيوفيزيائيين وجيولوجيين.
والهدف المهم من هذا الاتفاق هو الإسراع في تحديد المكامن النفطية، فالمسح الجيولوجي العادي يأخذ وقتا أطول بينما يأخذ المسح الجيوفيزيائي وقتا أقل ويعطي النتائج بكلف ووقت أقل يستطيع أن يتحملها المستثمر، وأيضا الجهات الرسمية تجد ان الوقت ملائم بدلا من أن تكون جدولة الاستكشافات من ثلاث الى خمس سنوات فقد تطلع بعض النتائج في غضون ثلاثة الى اربعة اشهر، ولو كانت نتائج أولية حتى يأخذ القرار للحفر الذي يحتاج الى الكثير من التمحيص والدراسات، ولكن في التكنولوجيا المعتادة يأخذ فترة أطول، وفي مجال المسح الجيوفيزيائي او الباسف سايزمك وقت أقل وكلفة أقل وسرعة في الإنجاز، ولاشك ان هذه التكنولوجيا ستتم متابعتها من قبل المهتمين بالشئون الاقتصادية وقطاع النفط والصحافة والاعلام لأنها إذا اثبتت وجودها فستغير مسار جدول تطوير حقول النفط في اليمن.
ويعتبر هذا الاتفاق الأول لشركة منيب للتجارة والخدمات النفطية التي من خلالها يتم فتح فرع لشركة جيودينمك الايطالية لتبدأ بموجبه عملية الاستكشاف.
وقال المستثمر المنصوري في سياق تصريحه إن الإخوة في دول الخليج ينظرون إلى فرص مستقبلية في اليمن، فالعيون كما قال كثيرة من الخليج التي تطمح إلى أن يكون لها استثمار في اليمن، موضحا أن شركته تفضل الاستثمار في المجالات التي تكون لها عائدات على قطاعات كثيرة على الاقتصاد والمجتمع وغيرها من القطاعات الأخرى مع الاخذ في الاعتبار مسألة موثوقية النتائج. وفيما يتعلق بالنظرة الاقتصادية لليمن من قبل الإخوة في دول مجلس التعاون الخليجي؛ أكد أن الاخوة في الخليج يتمنون أن تسنح لهم فرصة جيدة للاستثمار في اليمن، فالخليجيون يفضلون الاستثمار في اليمن على الكثير من الأماكن الاستثمارية في العالم.
وأضاف «أرى ان اليمن اليوم أشبه بدول الخليج في السبعينات كل الفرص متوافرة فيها، ففي السبعينات دول الخليج لم يكن فيها شيء وبدأت المراحل حتى أصبحت كما هي اليوم خلال ثلاثة العقود الماضية، فالفرص اليوم جذابة في اليمن والكل يطمح إلى أن يكون له نصيب منها، فلم يكن أحد يعرف في السبعينات ما ستكون عليه دول الخليج في العام 2006م الكل ركض على كل الفرص وهذه طبيعة الحياة، وما نأمله هو ان تكنولوجي جيودينمك تساهم في إحداث نهضة اقتصادية لليمن لأنه إذا تم اكتشاف حقول نفط مستقبلا وبالتالي تطوير الاحتياطي فإن ذلك سيشجع الكثير من المستثمرين على الاستثمار في اليمن في شتى المجالات والفرص المتاحة.
وفي رده على سؤال عن عدم استخدام هذه التكنولوجيا في الاستكشافات النفطية، قال المنصوري: «إن هذه التكنولوجيا بدأت منذ نحو أربع سنوات، وشركة جيودينمك أخذت بعض الوقت الى أن أثبتت نفسها لأن التعامل مع قطاع النفط ليس بالتعامل البسيط إذ يتم اعتماد تكنولوجيا لحفر آبار بملايين الدولارات وهذا الأمر ليس بالأمر السهل بل يجب إعداد ما يوثق هذه المعلومات ويطمئن المستكشف أن هذه المعلومة صحيحة وقابلة لأن يستمر بالحفر بناء على تقارير المسح الجيوفيزيائي»
ونوه بالجهود التي بذلت خلال أربع السنوات الماضية واثبتت نجاح هذا الأمر ونأمل ان الايام المقبلة تثبت هذه النتائج في اليمن أيضا، مضيفا «اليمن كما تعرفون صدق على الكثير من البروتوكولات التي تم توقيعها وبالذات في مجال الاستكشاف النفطي، ولكن أعتقد أن ما تم مسحه جيوزلزاليا لا يشكل ما نسبته 10 في المئة من المساحات التي يقابلها المسح الجيوفيزيائي .. ونأمل من الله عز وجل ان يكون اكتشاف اهم الحقول على ايدي جيودينمك في المستقبل» .
من جانبه أوضح مدير عام شركة منيب للتجارة والخدمات النفطية لبيب محمد عبده ان شركة جيودينمك الايطالية التي حصلت شركته على حق الوكالة الحصرية في أعمال المسح والتنقيب عن النفط تعمل في مجال خدمات حقول النفط من خلال استكشاف المسوحات السايزمية ولكن بتقنية مبتكرة حديثة عالميا وليس بالطرق التقليدية المعروفة، وتعتمد هذه التقنية في الأساس على حساب الموجات الزلزالية الصادرة طبيعيا وليس المفتعلة عبر وسائل مخلقة من الانسان مثل التروديشان روود او الطرق التقليدية المعروفة، مبينا ان الكادر الذي سيكلف العمل من مهندسين وفنيين سيكون في إطار يمننة عمل الشركة فيما عدا رؤساء الفرق فتحرص الشركة على ان يكونوا من الخبراء الايطاليين. وأشار الى ان الشركة ستبدأ بتدريب بعض الكوادر المختصة في مجال الجيوفيزيا الى ان يصير بعد ذلك إدارة جيودينمك ولكن الكادر الفني والهندسي يكون يمنيا 100 في المئة. وفيما إذا كان هناك مواقع محددة للبدء في عملية المسح والاستكشاف، اكد مدير عام شركة منيب للتجارة والخدمات النفطية ان جميع الشركات تعتمد في الأساس في عملية الاستكشاف وتطوير حقول النفط على المسوحات الجيوفيزيائية السايزمية وبما انه هناك الكثير من العقود لدى الشركات والطلب على التكنولوجيا الحديثة التي نحن بصددها فاعتقد أن المستقبل سيكون كبيرا جدا لشركة جيودينمك في الشهور القليلة المقبلة وهناك عقود عمل قادمة سيتم توقيعها وتدشينها في المستقبل القريب.مؤشر ا
العدد 1815 - السبت 25 أغسطس 2007م الموافق 11 شعبان 1428هـ