العدد 1822 - السبت 01 سبتمبر 2007م الموافق 18 شعبان 1428هـ

«النقد الدولي» سيختار مديره المقبل بين مرشحين مثيرين للجدل

يبدو أن صندوق النقد الدولي الذي غالبا ما يتعرض للانتقاد، سيختار مديره العام المقبل بين مرشحين لا يحظى أي منهما بالاجماع. فحتى 22 أغسطس/آب كان الفرنسي دومينيك ستروس وزير المالية السابق والذي يعد من الشخصيات النافذة في الحزب الاشتراكي الفرنسي المرشح الوحيد لهذا المنصب.

وكان من المؤكد انه سيحل مكان الإسباني رودريغو راتو على رأس المؤسسة المالية الدولية لاسيما وأنه يحظى بدعم دول الاتحاد الأوروبي كافة. ومعروف أن الأوروبيين يختارون تقليديا المدير العام لصندوق النقد الدولي، فيما تختار الولايات المتحدة مدير البنك الدولي وفق عرف غير مكتوب.

لكن روسيا قررت الأسبوع الماضي تعيين مرشحها فاختارت الرئيس السابق للبنك المركزي التشيكي والعضو السابق في الحزب الشيوعي شغوزف توسوفسكي.

وحدد صندوق النقد الدولي منتصف ليل الجمعة السبت (السبت الساعة 00،4 بتوقيت غرينتش) موعدا لانتهاء مهلة تقديم الترشيحات لمنصب المدير العام، لكن فرص بروز مرشح آخر كانت ضئيلة. وسيجري الاستماع إلى المرشحين اعتبارا من مطلع سبتمبر/أيلول لكن عملية الاختيار قد تستمر أسابيع عدة. وإذا كان ستروس اعتمد لهجة معتدلة متحفظة فإن روسيا انتقلت إلى الهجوم.

ففي 25 أغسطس شكك المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي لروسيا الكسي موغين بكفاءات وزير المالية الفرنسية السابق في حديث لصحيفة «فايننشال تايمز». وقال موغين «لا يوجد اي شيء في سيرة ستروس يدل بوضوح على انه يملك المؤهلات التقنية للقيام بالعمل». وعادت صحيفة «فايننشال تايمز» مجددا لشن هجوم (الثلثاء) في مقال افتتاحي تميز بلهجة لاذعة. وكتبت الصحيفة «إن صندوق النقد بحاجة لشخص يتمتع بصدقية فكرية على رأسه. لكن أحدا لا يستطيع التأكيد بأن ستروس كان هو المرشح الأكثر أهلية في العالم من حيث تجربته وذكائه أو ثقافته».

وأضافت: «إنه أسوأ مرشح اختير بطريقة سيئة». وفي الواقع فإن طريقة الاختيار تثير الاستياء أكثر فأكثر في البلدان الناشئة التي تريد أن يكون لها صوتها في هذا الصدد بعد أن أبعدت عن عملية الاختيار منذ انشاء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وفي هذا الشأن قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إلفا عمر كوناري «ثمة إصلاحات عميقة ينبغي اجراؤها في هاتين المؤسستين وطبعا يجب التخلص نهائيا من هذه القاعدة التي تقرر احتفاظ هذا البلد أو هذه المنطقة بهذا المنصب لأن ذلك لا يعكس وضع القوى اليوم في العالم».

وهو موقف اعتمدته دول ناشئة أخرى وكذلك روسيا. وأكد وزير المالية الروسي الكسي كودرين أن نظام اختيار المنصب «غير منصف تجاه الدول الكبرى الأخرى في العالم».

وتطمينات الرئيس الحالي لمجموعة الدول الكبرى في منطقة اليورو جان كلود يونكر، لن تكفي على الأرجح لتهدئة الخواطر والمطالب. وقال (الأربعاء) لصحيفة المانية «إن الجميع مدرك أن ستروس سيكون بالتأكيد الأوروبي الاخير الذي سيصبح مديرا لصندوق النقد الدولية في مستقبل منظور».

العدد 1822 - السبت 01 سبتمبر 2007م الموافق 18 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً