موضوع كثر الحديث عنه، ومازال يشغل الرأي الرياضي البحريني... وبعد مضي أكثر من سنتين على بداية التجنيس في المنتخبات الوطنية فإنه مازال غامضا فلا تعلم أنت كمتابع رياضي من هو المسئول الأول عن هذا النوع من التجنيس، هل هي الأندية؟ أم اتحاد كرة القدم؟ أم المؤسسة العامة للشباب والرياضة؟ أم جميع من ذكرناهم؟ ونحن نرى كل جهة ترمي بهذه المسألة على الأخرى... وإلى هذه اللحظة مازلنا نتساءل من هو المسئول الأول عن هذا التجنيس الرياضي؟
وهنا لابد لنا أن نعترف بواقع حصل للكرة البحرينية وهو أنه ومنذ أن بدأت الجهات المسئولة عن هذا التجنيس ونحن نتأخر في نتائجنا الكروية عن بقية الدول المجاورة، ومنذ أن بدأنا التجنيس والذي يعتبره الرياضي البحريني بمثابة (البلاء للكرة البحرينية)، ونحن نرى نتائج مخيبة للكرة البحرينية في الفترة من بعد مباراة ترينيداد وتوباغو وحتى آخر مشاركة في كأس أمم آسيا 2007 ولعل أبرزها الأخيرة أمام اندونيسيا والتي سماها النقاد في الدول الآسيوية بالـ (فضيحة)، إذ إن من جنسوا لخدمة هذا الوطن من خلال المجال الرياضي هم ليسوا بأكفأ من المواهب البحرينية، ويجب أن نعترف بالحقيقة المرة وهو أن الجهات المختصة منذ أن بدأت التجنيس ونحن نقتل مواهب بحرينية واعدة أثبتت جدارتها على الساحة المحلية والعالمية وعلى سبيل المثال لا الحصر محمود العجيمي لاعب نادي الشباب ومحمد عجاج لاعب نادي البسيتين، وعلى عكس زملائهم في برنامج بيبسي العالمي... فالآخرون في الدول الأخرى احتضنتهم بلدانهم وبدأت في صقل مواهبهم لتدعيم منتخباتها الوطنية أمثال الموهوبين من انجلترا والبرازيل، أما نحن فصقلنا مواهب أخرى من دول أخرى تقل أداء فنيا وولاء وطنيا عن مواهبنا البحرينية. مواهب كروية كثيرة تنتجها البحرين على الصعيد الكروي أو على صعيد الألعاب الأخرى، في اليد حققنا بطولات بمواهب بحرينية... وفي الكرة الطائرة حققنا بطولات بفضل السواعد البحرينية وفي كرة السلة حققنا بطولات بلاعبين بحرينيين. وفي التنس وكمال الأجسام بقيادة ابن البلد طارق الفرساني وزملائه، وفي ألعاب القوى فلاتزال الميدالية الذهبية للبطل احمد حمادة باقية في الذاكرة، وكذلك ميداليات العداءة المميزة رقية الغسرة على عكس الذهبيات التي يحققها المجنسون في هذه الرياضة فلا فرحة تذكر تراها في المواطن، وعكس ذلك ترى الفرحة تغمر المواطن البحريني عندما يحقق ابن بلدهم الأصيل ميدالية حتى ولو كانت برونزية. نعم مواهب عدة أنجبتها البحرين في الزمنين السابق والحالي فأنقذوها يا أصحاب الاختصاص... مواهب أمثال محمود العجيمي ومحمد عجاج وسيدعلي سيدعيسى وأسماء كثيرة لو تحدثنا عنها لربما تنتج منتخبا بقوة المنتخب الأول نفسه... وهنا فقط نتحدث ونقول لمن يقول إننا لا نملك المواهب ولهذا لجأنا إلى التجنيس برد بسيط... (وفر للمواطن ما توفره للمجنس وسيأتيك بانجازات أفضل من التي يأتي بها المجنس لفارق واحد وهو أنه بحريني الأصل والمولد وولاؤه سيكون للبحرين فقط على عكس المجنس الذي سيكون ولاؤه لأموال البحرين).
ركلة جزاء
تقرير الفيفا يظهر أننا بحاجة إلى ما يقرب من 5 سنوات مقبلة لنكون قادرين على تحقيق بطولة أولا... والتأهل لكأس العالم ثانيا... وهذا يكون بمنشآت رياضية حديثة (نفتقدها حتى هذا اليوم منذ 50 عاما) والابتعاد عن التجنيس، والاهتمام بالمواهب المحلية البحرينية... وبعض الأمور الأخرى من اختيار مدرب ولاعبين للمنتخب الوطني... فهل سيكون لتقرير الفيفا أهمية من جانب اتحاد الكرة؟
ميثم محمد المنصور
العدد 1824 - الإثنين 03 سبتمبر 2007م الموافق 20 شعبان 1428هـ