شهدت قرية بني جمرة مواجهات عنيفة عصر أمس، بعد أن تدخلت قوات الشرطة لتفريق اعتصام سلمي شارك فيه أكثر من 100 شخص بالقرب من مدخل القرية للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الأحداث الأمنية التي شهدتها البحرين منذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2007 حتى مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
المواجهات بدأت بعد فترة قصيرة من انطلاق الاعتصام الذي شارك فيه مجموعة من النساء وأقارب المعتقلين في القضايا الأمنية المتعلقة بحوداث جدحفص والديه والسنابس وبني جمرة وكرزكان ودمستان.
وتركزت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط القرية، حيث شهدت استخداما كثيفا للطلقات المطاطية ومسيلات الدموع من طرف رجال الأمن والحجارة من طرف المتظاهرين واستمرت عدة ساعات.
منظمو الاعتصام اتهموا رجال الأمن بالتسبب في اندلاع المواجهات، وأكدوا أن المتظاهرين، الذين ضموا نساء وأطفالا، تجمعوا بشكل سلمي للإعراب عن مطالبهم، وأن أيا منهم لم يتعرض لرجال الأمن الذين وصلوا الى الموقع، مكتفين بأن جلس معظمهم على قارعة الطريق لإظهار سلمية الاعتصام، إلا أنهم تفاجأوا بقوات الأمن وهي تنطلق باتجاههم.
من جانبه أشار مصدر أمني إلى أن الاعتصام لم يكن مرخصا، وان قوات الأمن التي وصلت قامت بإنذار المشاركين بأن التجمع غير قانوني، وأعطتهم فرصة لفضه، إلا أن مجموعة من المتظاهرين بادرت بالاعتداء على رجال الأمن أثناء محاولة إعادة النظام إلى المنطقة.
وفي المساء، امتدت المصادمات الأمنية إلى منطقتي السنابس والديه.
إصابة ما لا يقل عن ثلاثة... ومسيلات الدموع تحاصر البشر والقطط
بني جمرة - محرر الشئون المحلية
أصيب ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص خلال مواجهات الأمس في بني جمرة، حيث كان من بين المصابين طفل لم يتجاوز الثامنة من العمر كان قد تعرض لإصابة في الرجل إثر طلق غير معروف استخدمته قوات الأمن. فيما أصيب شابان آخران أحدهما في الرجل وآخر في الظهر إثر تعرضهما لطلقات مطاطية.
وشكى أهالي المنطقة بدورهم من الاستخدام الكثيف لمسيلات الدموع الذي وصفوه بحسب قولهم أنه كان «عقابا جماعيا وعشوائيا تركز إطلاقه على منازل أهالي المنطقة ما سبب حالات اختناق للنساء والأطفال والمسنين داخل المنازل التي تساقطت عليها مسيلات الدموع».
كما أن بعض الأهالي أجبروا على مغادرة منازلهم بعد أن انهالت عليهم مسيلات الدموع التي لم يقتصر أثرها على سكان المنطقة من البشر بل طالت حتى القطط الضالة التي شوهد بعضها في حال إغماء وإعياء شديد.
أهالي المنطقة اعتبروا من جانبهم ان «سياسة العقاب الجماعي لا تجدي نفعا، وإنما تؤجج غضب أهالي المنطقة الذين ليس لهم دخل في النزاع الدائر بين الطرفين».
العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ