خسر منتخبنا الوطني مساء أمس أمام شقيقه المنتخب الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في أولى مباريات منتخبنا الوطني الودية استعدادا لملاقاة المنتخب الماليزي في المرحلة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2010.

وسجل أهداف المنتخب الأردني عبدالله ديب (23 و57) ومهند محارمة (90)، وسجل هدف منتخبنا الوحيد اللاعب الشاب إبراهيم المقلة في الدقيقة (58)، وهو هدفه الأول مع المنتخب الوطني في أول مشاركة له مع المنتخب.

وقدم منتخبنا الوطني في هذه المباراة شوطين متناقضين قياسا بفترة الإعداد البسيطة، ومشاركة مجموعة جديدة من اللاعبين بعضهم يمثل المنتخب للمرة الأولى، إذ قدم أداء سيئا في الشوط الأول، وتحسن أداؤه في الشوط الثاني وكان ندا قويا للمنتخب الأردني القوي الذي خاض المباراة بكامل نجومه.

شوط سيئ

بدأ منتخبنا الشوط الأول بطريقة 4/5/1، إذ مثل منتخبنا في حراسة المرمى عباس احمد وفي الدفاع احمد مطر وإبراهيم العبيدلي وسلمان عيسى في الجهة اليسرى، وحسن خميس في الجهة اليمنى، وفي خط الوسط لعب حمد راكع كلاعب ارتكاز امام المدافعين وأمامه راشد الدوسري وفتاي، وفي الجهة اليمنى احمد حسان واليسرى محمود عبدالرحمن وبدأ ماتشالا بمهاجم واحد صريح وهو جيسي جون.

وبدا واضحا تأثر منتخبنا بغياب لاعبيه الأساسيين وكذلك غياب الانسجام بين المجموعة التي اختارها ماتشالا للمباراة، وخصوصا ان منتخبنا تدرب تدريبا واحدا فقط قبل هذه المباراة.

ولم ينجح منتخبنا في تشكيل أية خطورة على المرمى الأردني بسبب تفكك خطوط منتخبنا وعدم انسجام الفريق، وكل ما قام به منتخبنا في هذا الشوط هو اجتهادات فردية من جانب جيسي جون تارة واحمد حسان ومحمود عبدالرحمن تارة أخرى، لكن الدفاع الأردني تعامل مع هذه المحاولات وأنهى خطورتها بكل سهولة.

وفي الجانب الآخر، كان الأردن أفضل حالا من منتخبنا بسبب تكامل صفوفه وخبرة لاعبيه، وبدأ فنجادا المباراة بتشكيلة مكونة من الحارس لؤي العمايرة، وفي خط الدفاع حاتم عقل وبشار بني ياسين ومنيف عبابنة وفيصل إبراهيم، وفي خط الوسط حسونة الشيخ وحسن عبدالفتاح وعبدالله ديب وخالد سعد وفي الهجوم عوض راغب وعامر ديب.

وسنحت للمنتخب الأردني بعض الفرص في هذا الشوط أبرزها كانت تسديدة فيصل إبراهيم التي مرت بجانب القائم في الدقيقة 14، وتمكن عبدالله ديب من افتتاح التسجيل في الدقيقة 23 بعد ان توغل بالكرة داخل منطقة جزاء منتخبنا وسط الدفاع المفتوح والمفكك وسدد الكرة بسهولة في مرمى عباس احمد.

وفي الدقيقة الأخيرة كاد سلمان عيسى يضيف الهدف الثاني للأردن بكرة رأسية خدعت حارس منتخبنا لكنها مرت إلى جانب القائم الأيمن لينتهي الشوط الأول لصالح الأردن لعبا ونتيجة.

تحسن ملحوظ

وأجرى ماتشالا تبديلا موفقا في بداية الشوط الثاني إذ أشرك المهاجم الشاب إبراهيم المقلة بدلا من جيسي جون، وظهر المقلة بمستوى جيد ونشاط أفضل من جون، ونشط خط هجوم منتخبنا بفضل مشاكسة المقلة المستمرة، وكاد يدرك التعادل لمنتخبنا في الدقيقة 4 بعد ان تابع تسديدة محمود عبدالرحمن لكن كرته ذهبت بجوار القائم الأيسر.

وكان حال منتخبنا في هذا الشوط أفضل مما كان عليه في الشوط الأول، وتمكن من الوصول إلى منطقة المنتخب الأردني أكثر من مرة لكن لم تشكل خطورة حقيقية على المرمى الأردني.

وفي الدقيقة 12 سجل عبدالله ديب هدفا مفاجئا للمنتخب الأردني عندما انبرى لركلة ركنية ولعبها مقوسة خدعت الجميع وسكنت شباك منتخبنا.

وقلص منتخبنا الفارق سريعا في الدقيقة 13 عن طريق البديل إبراهيم المقلة.

وارتفعت وتيرة المباراة بعد الهدفين السريعين وتحسن أداء منتخبنا كثيرا وأصبح يشكل خطورة فعلية على مرمى الأردن، وسبب المقلة ومحمود عباس وعبدالرحمن مبارك الذين استعان بهم ماتشالا في هذا الشوط إزعاجا مستمرا لدفاع الأردن، لكن قلة خبرة هؤلاء اللاعبين لم تمكنهم من استثمار الفرص الكثيرة التي سنحت لهم بشكل جيد.

أما المنتخب الأردني فاعتمد على الهجمات المرتدة السريعة بعد أن بدأ منتخبنا يسيطر على مجريات المباراة، وكاد يصل إلى شباك منتخبنا في أكثر من مناسبة بسبب هشاشة خط دفاع منتخبنا لكن تألق الحارس عباس أحمد حال دون ذلك.

ومنع عباس احمد هدفا ثالثا للمنتخب الأردني بعد ان تصدى ببراعة لركلة جزاء سددها حاتم عقل في الدقيقة 34.

وحاول لاعبو منتخبنا تكثيف الضغط على المرمى الأردني في الدقائق الأخيرة وكاد عبدالرحمن مبارك يدرك التعادل لمنتخبنا في الدقيقة 45 عندما توغل بالكرة من الجهة اليسرى وسدد كرة قوية لامست القائم الأيمن وذهبت إلى خارج الملعب.

وقبل نهاية المباراة بثوان قليلة وعلى عكس مجريات اللعب شن المنتخب الأردني هجمة مرتدة سريعة انفرد على إثرها المهاجم الأردني مهند محارمة بحارس منتخبنا عباس أحمد ومر منه قبل ان يضع الكرة في المرمى الخالي محرزا هدف فريقه الثالث، ليعلن بعدها الحكم علي السماهيجي نهاية المباراة بفوز المنتخب الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

ماتشالا: قدمنا شوطين مختلفين... والتجربة كانت مفيدة

أكد مدرب منتخبنا الوطني ميلان ماتشالا أنه استفاد كثيرا من تجربته الأولى أمام المنتخب الأردني بغض النظر عن نتيجتها، إذ أتاحت له هذه المباراة استكشاف وتجربة وجوه جديدة للاستعانة بها في المباريات المقبلة للمنتخب الوطني ضمن خطته الرامية لتجديد دماء الفريق وصنع منتخب مزيج من الخبرة والشباب للمنافسات المقبلة.

وقال ماتشالا ان الجميع يعرف أن المنتخب بدأ إعداده قبل يومين فقط، لذلك من الطبيعي أن تكون هناك أخطاء كثيرة وخصوصا أن عناصر المنتخب تلعب مع بعضها للمرة الأولى.

وأضاف ماتشالا أن المنتخب قدم وجهين مختلفين في هذه المباراة، إذ لم يقدم في الشوط الأول أي شيء يذكر باستثناء ركلة ركنية واحدة وتسديدة واحدة، لكن الأمور تغيرت في الشوط الثاني وصار المنتخب البحريني يقاتل داخل الملعب وخلق الكثير من الفرص. وعن سبب استبداله جيسي جون مع بداية الشوط الثاني قال ماتشالا ان جون لم يكن موفقا في الشوط الأول ووضح غياب حساسيته على الكرة بسبب عدم انتظامه في التدريب خلال الأيام الماضية، كما أنه فضل منح المهاجم الشاب إبراهيم المقلة الفرصة للوقوف على إمكاناته.

وعن الثغرات الكثيرة في خط الدفاع قال ماتشالا: «من الطبيعي أن تحدث مثل هذه الثغرات، وخصوصا أن رباعي خط الظهر يلعب مع بعضه بعضا للمرة الأولى، ويواجه فريق قوي بحجم المنتخب الأردني صاحب الخبرة، لذلك فان هذه الأخطاء كانت متوقعة لكن الأهم إننا تعرفنا على إمكانات اللاعبين الجدد في جميع المراكز».

وبخصوص حارس المرمى عباس أحمد الذي يلعب لأول مباراة كاملة مع المنتخب الوطني قال ماتشالا: «أعتقد أنه سيكون الحارس الأول في المنتخب الوطني، إذ حرص على التدريبات وتطوير نفسه، قدم مباراة جيدة وتمكن من صد الكثير من الكرات بالإضافة إلى ركلة جزاء، وسيكون وجوده مع الأهلي مناسبا بالنسبة له بسبب توفر مدرب حراس جيد هناك بالإضافة إلى أن الأهلي فريق كبير وسيرتفع مستوى الحارس أيضا مع هذا الفريق».

وفي ختام حديثه، أكد ماتشالا أنه راض عن أداء معظم اللاعبين في مباراة الأمس، موضحا أن الأخطاء التي حدثت كانت طبيعية ومتوقعة في ظل قصر فترة الإعداد والتشكيلة الجديدة للمنتخب