العدد 1829 - السبت 08 سبتمبر 2007م الموافق 25 شعبان 1428هـ

شبح الموت يخيم على السائقين على رغم التعديلات داخل الحلبة

مونزا حلبة الحوادث التي لا تحمد عقباها

تعتبر مونزا التي تستضيف اليوم (الأحد) جائزة ايطاليا الكبرى، المرحلة الثالثة عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1، «حلبة الحوادث التي لا تحمد عقباها» على رغم التعديلات التي أدخلت عليها منذ إنشائها في يوليو/ تموز عام 1922 من قبل نادي ميلانو للسيارات قبل ان تستضيف أول سباق جائزة كبرى في 10 سبتمبر/ أيلول العام ذاته.

وكان التصميم الأول للحلبة التي بناها 3500 عامل، يتمثل بمسارين الأول شبه بيضاوي يبلغ طوله 5ر4 كلم والثاني عادي شبيه بالطرقات التي تستعمل يوميا.

وسرعان ما تحولت هذه الحلبة إلى مسار يهدد السائقين الذين كان أول ضحاياهم ايميليو ماتيرازي الذي لقي حتفه خلال جائزة ايطاليا عام 1928 إلى جانب 27 متفرجا، وآخرهم احد المراقبين باولو غيسليمبريتي الذي قتل عام 2000 عندما حصل اصطدام جماعي في أول لفة من السباق وتطايرت أجزاء من السيارات وحط احد الإطارات على رأسه ما أدى إلى مصرعه فورا.

ولا يزال هاجس الموت يلاحق السائقين حتى يومنا هذا على رغم التعديلات التي أدخلت على الحلبة التي أصبح طولها 793ر5 كلم في يومنا هذا، إذ أعلنت رابطة السائقين أمس الأول (الجمعة) عبر ممثليها الايطالي يارنو تروللي (تويوتا) والاسترالي مارك ويبر (ريد بول) ان هذه الحلبة مونزا لم ترتق حتى الآن إلى مستوى معايير السلامة المطلوبة، مؤكدة ان القيمين عليها يعملون جاهدا لتحقيق هذا الأمر.

وقال ويبر خلال مؤتمر صحافي انه تساوره بعض الشكوك حول وضع بعض الأمكنة في الحلبة التاريخية، معربا عن تخوفه من حصول حوادث خلال سباق الأحد قد لا تحمد عقباها.

وأضاف ويبر: «مونزا دائما خطرة، نحن نقود هنا بأقصى سرعة ممكنة من دون أدنى شك. من الصعب جدا علينا ان نحقق بعض التقدم (في ما يخص معايير السلامة) لان الاتحاد الدولي «فيا» والقيمين على الحلبة يفعلون كل ما باستطاعتهم لتحسين الوضع».

وواصل: «إننا نخوض على الأرجح اخطر أول لفة في البطولة وخصوصا عندما نصل إلى المنعطف الثاني (ديللا روجيا)، وهذا الواقع في غياب الأمطار (كيف الحال لو كانت الحلبة مبتلة)، المنعطف الأول ليس سيئا لكن الثاني خطر جدا».

وكان السائقون أعربوا في وقت سابق عن ارتياحهم للتعديلات التي أدخلت على المنعطف الثاني، وجاء هذا الارتياح نتيجة الاختبارات التي أجرتها الفرق الأسبوع الماضي على الحلبة الايطالية التي شهدت تعديلات على هذا المنعطف باستبدال الحصى الذي يحيط به بالإسفلت ما يعزز عامل السلامة فيبقى السائقون داخل السباق في حال خروجهم عن المسار.

ورضخ القيمون على الحلبة لطلبات رابطة السائقين التي عبرت عن سخطها العام الماضي لعدم إجراء أي تعديل على هذا المنعطف.

ورأى ويبر ان التعديل الذي ادخل على هذا المنعطف ليس سيئا لان ذلك يجنب السائقين الخروج من السباق في حال خرجوا عن المسار هناك، مضيفا: «لكن يبقى همنا أيضا منعطف اسكاري (السابع) وبارابوليكا أيضا (الثامن) لأنه في حال الخروج عن المسار هناك فمن المرجح ان تتعرض لحادث قوي».

أما تروللي فكان أكثر ايجابية من ويبر بشأن الأعمال التي قام بها المنظمون منذ العام الماضي، مضيفا: «لقد أعربت في السابق عن ارتياحي للعمل الايجابي الذي قاموا به على الحلبة. من الواضح، وكما قال مارك (ويبر)، نحن نقود بسرعة عالية جدا وبالتالي أنها ليست بالحلبة الآمنة مقارنة مع الحلبات الأخرى، وهذا الواقع مرتبط بالسرعة وليس بـ»مساحة الأمان» التي تحيط بالحلبة. اعتقد ان (القيمين) مونزا تعمل بجهد في كل مرة (من اجل تحسين السلامة) ونحن الآن اسعد بكثير من العام الماضي».

يذكر ان جائزة ايطاليا الكبرى غابت عن حلبة مونزا في مناسبة واحدة منذ عام 1950 عندما استضافت حلبة ايمولا هذا السباق عام 1980.

ولم تشهد الحلبة تعديلات كثيرة منذ دخولها إلى الروزنامة العالمية (بالصيغة الحديثة) وبقيت الأسرع (السرعة القصوى 368 كلم/ساعة) على رغم إضافة بعض المنعطفات عليها (10 منعطفات حاليا: 4 إلى اليسار و6 إلى اليمين) اعتبارا من السبعينات.

وشهد عام 1955 أول حادث مأسوي في مونزا (بعد انطلاق البطولة العالمية بصيغتها الحديثة عام 1950 بسباق سيلفرستون) عندما تعرض بطل العالم الايطالي البرتو اسكاري (لانسيا حينها) لحادث مروع خلال تجارب خاصة ما أدى إلى مصرعه، وذلك بعد 4 أيام على تعرضه لحادث مروع آخر في سباق موناكو عندما فقد السيطرة على سيارته بعد خروجه من النفق الشهير ما أدى إلى خروجه عن المسار وسقوطه في البحر، إلا ان فرق الإنقاذ تمكنت من انتشاله من المياه ليلقى مصرعه بعد 4 ايام فقط.

ثم تكررت المأساة عام 1961 عندما اصطدم الألماني وولفغانغ فان تريبس سائق فيراري بسيارة لوتس الخاصة بالاسكتلندي جيم كلارك فخرج عن المسار بعنف واصطدم بالمتفرجين ما ادى الى مصرعه، فيما لقي 14 متفرجا حتفهم.

وفي عام 1970 لقي الألماني يوشين ريندت (لوتس) مصرعه خلال التجارب التأهيلية، ثم لحق به السائق السويدي روني بيترسون (لوتس) عام 1978 بعد حادث شمل 10 سائقين، ما أدى إلى احتراق سيارته فحاصرته النيران قبل ان يساعده السائقون على الخروج من السيارة، لكنه فارق الحياة في المستشفى في ما بعد متأثرا بالكسور التي تعرض لها في ساقيه (7 كسور في احداها و3 في الأخرى) والتي تسببت بمضاعفات طالت معظم أعضائه الحيوية وصولا إلى الانسداد الوريدي (امبوليزم) الذي كان سبب الوفاة.

إلا ان الوفيات التي حصلت على هذه الحلبة خارج فورمولا 1 (بصيغتها الحديثة) كانت اكبر بكثير (12 وفاة) بدأت عام 1924 مع البولندي-الألماني لويس زوبوروفسكي الذي توفي عندما اصطدمت سيارته مرسيدس بشجرة ففارق الحياة عن عمر 29 عاما.

العدد 1829 - السبت 08 سبتمبر 2007م الموافق 25 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً