أظهرت تقارير رسمية حديثة أن نشاط مؤسسات وبرامج التمويل الأصغر العاملة في اليمن لا يغطي سوى 5 في المئة من الاحتياج على رغم الفرص الكبيرة لتوسيع نشاطها والمتمثلة في اتساع رقعة الفقر، فيما يؤكد خبراء اقتصاد أن التمويل الأصغر الأداة الفاعلة للحد من الفقر وامتصاص البطالة المتزايدة.
وعلى رغم أن المؤشرات بحسب النتائج الأولية لمسح موازنة الأسرة تشير إلى انخفاض نسبة الفقر من 41 في المئة العام 98 إلى 35 في المئة، فإن هذه النسبة برأي اقتصاديين تعد كبيرة، وهو ما يحتم توسيع قاعدة قطاع المنشآت الصغيرة وتنشيط عملها لتدعيم ركائز التنمية الاقتصادية.
وتوضح البيانات أن عدد القروض الصغيرة المقدمة من مؤسسات التمويل الأصغر في اليمن والبالغة 11 مؤسسة وبرنامجا التي تقدم خدماتها في أكثر من منطقة رئيسية في مختلف محافظات الجمهورية بلغ أكثر من 180 ألف قرض بكلفة استثمارية تتجاوز 48 مليار ريال.
ويعتبر عدد من الأكاديميين أن نشاط التمويل الأصغر في اليمن لايزال يواجه الكثير من التحديات التي مازالت تحول دون اتساع نشاطه على رغم رقعة الفقر الكبيرة التي تعد أهم حافز لانتشار وتوسع نشاط مؤسسات وبرامج التمويل الأصغر، عازين ذلك إلى عدم الوعي بأهمية هذه الصناعة في التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي الأمر الذي أسهم بشكل كبير في إضعاف الوعي لدى الفئات المستهدفة فيما يتعلق بثقافة السداد وسياسات التمويل الأصغر ناهيك عن المعتقدات الدينية الخاصة برسوم الخدمة التي يعتبرها الكثير ربا حتى وإن كانت بالنظام الإسلامي، إضافة إلى انتشار الأمية وعدم وجود تشريعات كافية لمؤسسات وبرامج التمويل الأصغر. وتؤكد الدراسات أن هذه الصناعة في اليمن لاتزال من ناحية البناء المؤسسي تواجه الكثير من الصعوبات نظرا إلى حداثة التمويل الأصغر، موضحة أن باستطاعة التمويل الأصغر مساعدة الفقراء والمحتاجين على زيادة دخولهم وتنمية مشروعاتهم وبالتالي الحد من نسبة تأثرهم بالصدمات الخارجية وبذلك يمكن اعتبار التمويل الأصغر وسيلة فعالة من وسائل تمكين الفقراء وخصوصا النساء من الاعتماد على النفس وإحداث التغيير الاقتصادي المرجوّ. ويشير مختصون إلى أن التمويل الأصغر يلعب دورا مهمّا للقضاء على كثير من أوجه الفقر، إذ إن الدخل الذي يدرّه أحد المشروعات لا يساعد فقط على تطوير هذا المشروع بذاته بل يساعد أيضا على زيادة دخل أسرة بكاملها بما ينعكس على أمور أخرى حيوية مثل ضمان الأمن الغذائي وتربية الأطفال وتعليمهم، وكذلك يتولد لدى المرأة العاملة مع مؤسسات التمويل الأصغر الرسمية ثقة بالنفس وقدرة على التفاعل مع المجتمع بعد أن كانت في السابق محرومة من هذه الصفات.
العدد 1836 - السبت 15 سبتمبر 2007م الموافق 03 رمضان 1428هـ