قال تقرير دولي إن دول اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) التي تضم 13 دولة عربية واصلت تقدمها في نشر خدمات تكنولوجيا المعلومات وتطوير قطاع الاتصالات, وإن خمس دول عربية من ضمنها البحرين استطاعت تجاوز المعدل العالمي.
لكن التقرير ذكر أنه لايزال أمام الدول الكثير من الجهد للحاق بالركب العالمي، وخصوصا أن تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتعزيز تطبيقاته في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية هي من أهم العوامل الداعمة للتكامل الإقليمي في المنطقة وبناء مجتمع المعلومات العربي، كما أنه يعد شرطا جوهريّا للانضمام إلى اقتصاد المعرفة العالمي الجديد ومواكبة عصر العولمة.
وبيّن التقرير أن خمس دول، هي: البحرين والكويت ولبنان وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت تجاوز المعدل العالمي في عدد الخطوط الهاتفية الثابتة، ولكن عند مقارنة الهواتف المحمولة فإن المملكة العربية السعودية تنضم إلى الدول لتصبح ستّا.
وقال التقرير: «تمكنت خمس دول هي البحرين والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من تخطي المعدل العالمي بينما لم يتخطَّ أي بلد في المنطقة المعدل العالمي بالنسبة إلى عدد الحواسيب المضيفة إلى الانترنت».
وتعتبر البحرين واحدة من أكثر الدول التي قامت بتحرير قطاع الاتصالات في المنطقة وفتحه أمام الشركات الأجنبية للمنافسة ما ساهم في تقديم خدمات اتصالات ممتازة بأسعار أقل، وقد بلغ عدد الرخص التي قدمتها «هيئة تنظيم الاتصالات» التي تشرف على قطاع الاتصالات في المملكة أكثر من 130رخصة.
وبسبب صغر حجم سوق الاتصالات البحرينية، عمدت أكبر شركتي اتصالات تعملان في البحرين، هما شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) ومجموعة «زين» إلى التوجه إلى دول الشرق الأوسط وإفريقيا بهدف الاستحواذ على شركات قائمة أو تملك حصص في شركات الاتصالات.
ولدى منطقة الشرق الأوسط أكثر من 25 مليون خط ثابت بالإضافة إلى 80 مليون مشترك في الهاتف الجوال وأن قيمة الاندماجات في قطاع الاتصالات في المنطقة تزيد على 30 مليار دولار.
وذكر تقرير «الإسكوا» أن للاستثمارات في قطاع المعلومات والاتصالات دورا بارزا في تسهيل عملية التكامل الإقليمي إذ إن لهذا القطاع أثرا مهما على أوجه الحياة، ويتيح تطور هذا القطاع إحراز نسب نمو أعلى ويحد من الحواجز التقليدية ويساهم في حفز تجارة الخدمات والسلع التي تعتمد عليها الاقتصادات الحديثة.
وأضاف «إلا أن استثمارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دول الإسكوا، وعلى رغم زيادتها، لم تصل إلى المدى والمستوى المطلوبين، ما يحد من مساهمة قطاع الاتصالات في التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة وغيرها من المناطق».
وقال على رغم ضعف الاستثمارات، فإن شركتي اتصالات عربيتين هما «اتصالات» الإماراتية و«أوجيه تيليكوم» السعودية أحرزتا تطورا ملحوظا في هذا المجال.
من جهة أخرى، أوضح التقرير أن تطوير المحتوى الرقمي العربي هو إحدى الدعائم الأساسية لبناء مجتمع معلومات عربي «إلا أن الخطوات العملية لتطويره مازالت في بداياتها إذ تبلغ نسبة المحتوى الرقمي العربي واحدا من 10 في المئة» من محتوى الانترنت فقط، علما بأن نسبة مستخدمي الانترنت في الدول العربية تشكل 1,4 في المئة من مستخدمي الانترنت في العالم».
وبين التقرير أن ضعف المحتوى الرقمي العربي يعود إلى عدة عوامل منها التطبيق غير الفعال لحقوق الملكية الفكرية في العالم العربي على رغم وجود القوانين المنظمة لها في عدد من الدول العربية».
كما أن إنتاج المحتوى الرقمي العربي غير مجدٍ ماديّا بالنسبة إلى القطاع الخاص لأن المواطن العربي غير معتاد حتى الآن على دفع مبالغ مالية مقابل المعلومات المتوافرة على الانترنت بالإضافة إلى أن الكثير من مستخدمي الانترنت في المنطقة العربية يفضلون استخدام لغات أجنبية في أعمالهم وتعليمهم, ما يضعف الحاجة إلى تطوير محتوى رقمي عربي.
وقال التقرير: «تشير الدراسات إلى أن الدفع باتجاه تطوير المحتوى الرقمي العربي يقع على عاتق الحكومات في المرحلة الراهنة, من خلال إطلاق مشروعات وطنية وعربية وتطوير الخدمات الالكترونية المختلفة مثل الحكومة الالكترونية والصحة الالكترونية والتعليم الالكتروني».
وأضاف «من المؤكد أن إيجاد صناديق لتمويل مشروعات إقليمية مهمة للمحتوى الرقمي سيساهم في دفع تطوير المحتوى الرقمي العربي وخصوصا في المرحلة الأولى ريثما يعتاد المواطن العربي على دفع ثمن المعلومات ذات القيمة».
العدد 1836 - السبت 15 سبتمبر 2007م الموافق 03 رمضان 1428هـ