علمت «الوسط» من مصادر مطلعة أن الموعد الذي حدده وزير التربية والتعليم لانتخابات برلمان الشباب في نهاية العام الجاري من أجل إحياء المشروع - إذا ما أُريد ذلك - سيؤجل إلى نهاية العام الدراسي الجاري.
وبحسب المصادر فإن الأسباب التي تستدعي التأجيل انشغال الفئة التي ستشارك في المشروع وهي الطلبة والطالبات من سن 14 -20 عاما في امتحانات منتصف ونهاية الفصل الدراسي التي ستتخللها إجازات الأعياد المقبلة.
وفي هذا الجانب، أبدى عدد من مترشحي «برلمان الشباب البحريني» الذي تكرر تأجيله 7 مرات متفرقة خلال 4 أعوام بعد تدشينه في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 استياءهم من ذلك، بعد أن كانوا علقوا آمالهم على تنفيذه في نهاية العام الجاري.
ففي هذا الجانب، قال المترشح السابق لبرلمان الشباب محمد عبدالعال ان «مصير مشروع برلمان الشباب لا يزال غير معروف، خصوصا بعد أن تم تأجيله لأكثر من 6 مرات على مدى أكثر من 3 سنوات، الأمر الذي أثار إحباط واستياء المترشحين الشباب».
وأضاف عبدالعال أن «الصمت يلف حول المشروع من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة والجهات المسئولة عنه»، مشيرا إلى أن «فكرة إنشاء برلمان الشباب بدأت بعد عقد المجلس الوطني في العام 2003، وتبع ذلك تنفيذ ورش عمل وتشكيل وفد زار المملكة المتحدة، ومن ثم الإعلان عن المشروع تحت مظلة المؤسسة العامة للشباب والرياضة، الذي كان في السابع من شهر فبراير/ شباط من العام 2004، إلا أن التأجيل في موعد الانتخابات بدأ منذ العام 2005 وحتى الآن».
وبحسب عبدالعال «إننا نترقب سماع خبر إلغاء المشروع أو تأجيله كالمعتاد، أو إجراء الانتخابات»، مؤكدا أن «الشباب الذين تطوعوا للعمل من أجل المشروع بينوا أهدافهم من ذلك، وأن ما يؤسف هو الحال الذي وصل إليه المشروع بعد أن كانت البحرين بدأت بهذه المبادرة قبل غيرها من الدول التي بدأت لاحقا وسبقتها»، ولافتا إلى «تشكيل مجموعة من الشباب زارت الأردن في العام الماضي بهدف التعرف على تجربتهم الشبابية والاستفادة منها خلال برلمان الشباب إلا أن عددا منا تجاوز السن القانونية للترشح، بسبب المماطلة في تطبيق المشروع».
وذكر عبدالعال أنه «لا يوجد سبب مقنع للتأجيل المستمر، خصوصا وأن جزءا من الموازنة أنفق على ورش العمل»، موجها تساؤلا لوزير التربية والتعليم ماجد النعيمي عن الأسباب التي تحول دون الإعلان عن موعد الانتخابات منذ الآن إذا ما كانت ستعقد في نهاية العام الجاري، لافتا إلى أن «الشباب في برلمانهم لن يقوموا بمحاسبة وزراء أو التحدث في موضوعات تمس الأمن الوطني أو ما شابه ذلك».
وأمل عبدالعال من جلالة الملك التدخل وإصدار أمر بإجراء الانتخابات البرلمانية الشبابية في أسرع وقت، وخصوصا أن دول أخرى بدأت في تنفيذ مشروعات البرلمان للشباب وأنها بصدد تجربة المجالس البلدية الشبابية، التي يقوم بالتعاون مع مجموعة من الشباب على إعداد ورقة تعريفية عنه بالاستعانة بأحد أعضاء المجالس البلدية.
من جانبه، قال رئيس اللجنة التنسيقية لمترشحي برلمان شباب البحرين نواف المسقطي ان «اللجنة بدأت أعمالها منذ شهر أبريل/ نيسان التي تمثلت في تنفيذ موقع الكتروني للتصويت، ومؤتمر تحديات برلمان الشباب الذي حضره عدد من المترشحين والجمعيات الشبابية بينما تغيب عنه الجانب الرسمي، بالإضافة إلى إعداد مسودة لائحة داخلية للبرلمان، إلا أننا توقفنا عن ذلك خلال الفترة الأخيرة»، ومؤكدا أنه «سيتم الاستمرار في الخطوة الأخيرة؛ لأننا نبني أعمالها على مبدأ وجود الفكرة وتطبيقها، في ظل عدم وجود إلغاء رسمي من قبل المسئولين للمشروع».
ونوه المسقطي الى أن «الهدف الرئيسي من تشكيل اللجنة هو الضغط على تطبيق المشروع»، مضيفا أن «الكثير من الأفكار نود تطبيقها إلا أننا لا نزال ننتظر تحديد الوقت».
أما المترشحة كريمة جميل قالت ان «مشروع برلمان الشباب أصبح بالنسبة إلي مجرد وهم؛ إذ انه يبدو أنها قصة مفتعلة لم يكن الهدف من وجودها سوى تسليط أضواء زائفة لنيل قصب السبق في المنطقة».
وبحسب المترشحة فإن «المضحك المبكي في الأمر أن هذا المشروع الورقي ذاع صيته بينما أصبح بناء بلا أساس، وأن الحديث عن تاريخه ليس سوى مضيعة للوقت كما ضاعت قبله جهودنا وأحلامنا»، مضيفة أن «ما يثير استغرابي أن المشروع لاقى ما يليق به من الاحتفاء والقبول من قبل كل الجهات الرسمية والأهلية المهتمة بالشأن الشبابي لأنه كان نقلة نوعية في الأنشطة الشبابية في المملكة، إلا أن ما يؤسف أنه لم يؤخذ بالجدية اللازمة».
وأكدت كريمة متابعتها لتأجيل المشروع رغبة منها في معرفة نهايته التي استمرت نحو 3 أعوام، الذي عقد عليه الشباب الكثير من الطموح والأحلام مذ لحظة تدشينه، آملة من الجهات المعنية بالأمر أن تدرس المشروع مجددا لكي تضمن للشباب الجدد الذين سيبهرهم المشروع حقيقة تنفيذه، حتى لا يبقى معلقا إلى أجل غير مسمى.
العدد 1838 - الإثنين 17 سبتمبر 2007م الموافق 05 رمضان 1428هـ