فئة مهمشة، إذا اردت ان تقول عنها «أكل عليها الدهر وشرب»، فإنها أقرب للتشبيه بذلك، ولكنها تستحق لقب المناضلة، وكل التقدير والاحترام لكل سنوات الكفاح والجهاد المضنية التي عملت خلالها في مواضع عملها سابقا. هذه الفئة هي فئة المتقاعدين الذين وقع عليهم غبن الزمن وعسير الأيام، فعلى رغم تحملهم كثيرا من تبعات الدهر، فإنهم لم ينالوا شيئا سوى الآذان الصماء، وأرادوا أن ينقلوا شيئا من هذا التجاهل والاهمال الذي يطول شأنهم الى المعنيين والمسئولين في الدولة للنظر بعين الرحمة والانسانية في حال هذه الفئة التي لم تنل شيئا من الزيادات التي يعلن عنها بين فترة واخرى داخل طيات الصحف، والتي تطول كل الفئات العاملة في القطاع الحكومي باستثنائها، ولكأنها هي فئة ماتت بفعل انتهاء فترة عملها!
اين نحن من هذه الزيادة؟ ولكأن الزيادة لا نستحقها بما أننا فئة مهمشة انعزلت عن صميم العمل، لكنها في الاساس تعيش في صلب الحياة ويعانون مشكلاتها من الغلاء المعيشي المكلف الباهظ... فنحن على رغم كبر سننا مازلنا نعول اسرا تتكون من افراد في مختلف المراحل، يحتاجون الى مدخول يؤمن لها حياة معيشية كريمة، الأمر الذي لا يتأتى غلا بمال الزيادة التي ترسي على بقية الفئات العاملة باستثنائنا، بحكم انتهاء فترة العمر الافتراضي لبقائنا ربما ايضا على قيد الحياة! أهذا هو نصيب من تسري علية مشيئة الله وقدره في السريان بالعمر، يقبل على حافة الكهولة ومن ثم ينتهي نصيبه من مميزات الحياة وترفها ويبقى قدره محكوما عليه بالآخرة التي تريدون ايصالها إلى كل متقاعد أفنى جل عمره في خدمة وطنه بسنين من حياة الصبر والكفاح؟! ألا يعي المسئولون هذه الحكمة والغاية ويدركوا حاجتنا الملحة الى هذا الزيادة حالنا حال بقية الفئات العاملة في قطاعات الدولة؟!
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 1840 - الأربعاء 19 سبتمبر 2007م الموافق 07 رمضان 1428هـ