نبأ عاجل أورده حصريا، وعلى هذه الأسطر أخطه بقلمي. لكن السؤال يسبق الجواب «ما هذا الاستقبال؟»، «أين الوعود؟».
في كل عام، ومع بداية فتح المدارس وعودة الطلبة والمعلمين، تنشر الصحف أخبارا بأن وزارة التربية قامت بصرف المبالغ الطائلة على المدارس، وأصبحت المدارس جاهزة لاستقبال الطلبة والمعلمين. ولكننا في النهاية نحن الطلبة نفاجأ قبل كل من حولنا بهذه التجهيزات. ولعلني بسردي هذه القصة أوفي وأستوفي ما لاقيناه من هذه المفاجآت، وهو جزء من مفاجآت كثيرة، وهذا بالنيابة عن زميلاتي الطالبات. في سنتنا هذه، وخصوصا خلال الأيام القلائل الماضية، عشنا نحن طلبة المرحلة الثانوية في سنتنا الأخيرة لنا في مدرستنا، جوا مزدانا بزخات العرق، ولا تنفك الواحدة منا عن قول كلمة «ما هذا الحر؟!» فمنذ أن دخلنا «علبة الطماطم المصفحة»... أوه لقد نسيت «الصفوف الخشبية» إذ تكثر الروائح ويرقص الصف عند المشي على أرضيته، رأينا مكيفين، أحدهما يعمل بإدخال الهواء الذي هو بعيد عن معنى البرودة، والمكيف الآخر إنتقل إلى رحمة الله فلا يوجد إلا غطاؤه، فهو يخرج الهواء الذي يدخله علينا زميله. وهنا قامت التعليقات من الطالبات والمعلمات إذ تقول إحداهن: «سيأتي المكيف بالتقسيط، الغطاء، ثم المروحة، ثم باقي الأجزاء، ولن يكتمل إلا آخر العام». أما أخرى فتقول: «إنه فتحة للتهوية!». ولا أخفي عليكم أن التفكير بالجو البارد اتجه بنا إلى تشغيل المراوح، إذ انتشرت المراوح في كل زاوية من زوايا الصف - أي أربع مراوح - إحدى هذه المراوح سقطت ذبيحة، أما الأخريات فهن بالكاد يعملن.
وسط هذه الظروف، بدأت الطالبات بإيجاد حل، فبدأن بمطالبة المشرفات بمكيف. وكم صبرنا على عهود ووعود المشرفات بإحضاره في اليوم التالي، ونحن نترقب هذا الحدث المهم الذي سيسجل في مذكراتنا اليومية لأهميته. لكننا، وسط هذا اللهيب الدنيوي الحار لم نستطع الاحتمال، فبتنا نطالب بصف آخر مهيأ لتلقي التعليم وصالح صحيا. وسط إلحاحنا على المشرفات، وافقت إحداهن على إعطائنا أحد الصفوف الخشبية المجهزة والمخصصة لمادة الزراعة. «ويا فرحة ما تمت» إذ طلبت منا أن ننتقل إليه مع حمل حقائبنا والكراسي والطاولات معنا، وتم ذلك. ولكم أن تتصورا منظرنا المخزي بعد أن حملنا ما طلبت مسافة مبنيين والشمس الحارقة فوق رؤوسنا، ومدى إستيائها منا لبطئنا الشديد في الحركة. وتكاد المسرحية تنتهي ها هنا، لكنها بالكاد بدأت فصلا آخر، فما إن استقر بنا المقام في الصف وليوم واحد فقط، حتى طالبت المعلمات المسئولات عن لجنة الزراعة بالصف، ونحن نرفض ترك الصف.
أليس من حق الطالب أن يحصل على بيئة صالحة للتعليم، وأليس من حقنا أن تخفف أثقال الحقيبة المدرسية. وكما لنا الحق بالمطالبة بمكيف، أيريدوننا أن ندرس في ساحة المدرسة في وسط الحر ولهيب الشمس الحارقة؟! من حقنا الحصول على صف يجمعنا. ألا يجب أن يوفروا لنا السبل لرفع مستوى تعليمنا لنرفع من شأن بلادنا ونرتقي فوق الأمم. أليست هذه أبسط حقوقنا؟!
هذا جانب، أما الجانب الآخر، فهو أليس ما تقوم المدرسة بتعليمنا إياه في الكتب يفضي إلى أن الوعود يجب أن تنفذ، وأننا كوننا مجتمعا إسلاميا يجب أن يقوم بأفعال لا أقوال، وأن من صفات المسلمين الوفاء بالوعد... فأين وعد الوزارة لنا بتجهيزات المدارس؟! أين وعود المشرفات بإحضار المكيف؟! وأين... وأين... وأين؟!
مجموعة طالبات إحدى المدارس الثانوية
العدد 1840 - الأربعاء 19 سبتمبر 2007م الموافق 07 رمضان 1428هـ