اعترف مدير مصرف «دويتشه بنك»، أكبر مصارف ألمانيا، بارتكاب مصرفه أخطاء بشأن قروض عقارية يتحتم عليه الآن مراجعتها، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن تفاؤله بسرعة انحسار الأزمة.

«دويتشه بنك ارتكب أيضا بعض الأخطاء في هذه الأزمة»، هذا ما أعلنه مدير المصرف لقناة ZDF الألمانية يوزف أكرمان ، قاصدا أزمة القروض العالمية.

وأوضح أركمان أن المصرف انخرط مطلع العام الجاري في حمى منح القروض العقارية، لكن قيمتها اليوم انخفضت بسبب الأزمة الحالية، ما يعني تحتم إعادة تقييمها، وبذلك تكون أزمة القروض العالمية وصلت إلى أبواب أكبر مصارف ألمانيا.

النتيجة التي تنبأ بها أكرمان هي أن أرباح الربع الثالث لهذا العام ستتأثر بشكل مباشر بالأزمة. وعلى رغم أنه لم يذكر أرقاما تفصيلية، فإن أكرمان قال إن قيمة القروض التي ينبغي إعادة تقييمها تبلغ 29 مليار يورو، مضيفا أن المصرف سيعيد تقويم وعود القروض المتوقعة خلال التسعة أشهر المقبلة.

المخاطر المستقبلية للقروض

أكرمان اعترف بأن مصرفه لم ينبه زبائنه بشكل كاف إلى المخاطر المستقبلية للقروض. أما بخصوص الاتهامات الموجهة إلى مصرفه بشأن استغلال أزمة مصرف IKB الزبون لديه حديثا من أجل تحقيق أرباح، قال أكرمان إن مصرفه لا يستطيع أن يحذر زبائنه من المصارف، كما يفعل مع زبائنه من الأفراد، من الصعوبات الاقتصادية التي يمكن أن يقع فيها، مضيفا أن في كل مصرف مجلس إدارة وظيفته بحث الأخطار.

يذكر أن أزمة القروض العالمية أصابت بشدة مصرفي IKB وساكسن ال بي SachsenLB في ألمانيا، واضطرتهما إلى طلب سيولة عاجلة.

الاستغناء عن تشغيل موظفين جدد مصرف «دويتشه بنك» يشارك في تمويل نقل ملكية سلسلة صيدليات اليانس بوت Alliance Boot البريطانية، والتي تقدر بمبلغ 16 مليار يورو، غير أن هذه الصفقة لاتزال تراوح مكانها بسبب تراجع المستثمرين، إذ أدت أزمة القروض العقارية العالمية إلى إحجام المستثمرين على مستوى العالم عن شراء قروض، والنتيجة أن اتفاقات عدة لنقل ملكيات شركات عالمية توقفت. على صعيد آخر، تجلت نتائج أزمة القروض العقارية العالمية على مصرف «دويتشه بنك» في قراره الاستغناء عن تشغيل موظفين جدد. إذ كان من المقرر رفع عدد العاملين في المصرف من 76 ألفا إلى 80 ألفا بحلول نهاية العام الجاري، لكن المصرف قرر صرف النظر عن هذه الخطط، بحسب ما أعلن مديره أكرمان.

الأزمة في طريقها إلى الانحسار

وأعرب أكرمان عن تفاؤله حيال أزمة القروض العقارية الحالية واعتقاده بأنها في طريقها إلى الانحسار، مشيرا إلى أنه لا يتوقع أن تصيب الأزمة مصارف ألمانية أخرى، كذلك أعرب أكرمان عن ثقته بعودة المستثمرين القريبة إلى سوق القروض، وعندها «ستتجه الأمور إلى الأفضل».