قال مديرمركز امتياز رواد الأعمال في البحرين ديفد موزباي إن المركز سيستأنف نشاطه في 28 اكتوبر / تشرين الأول الجاري بعد الدعم الذي قدمته حكومة البحرين والمملكة المتحدة إثر فشل معظم الدول الكبرى في الوفاء بالالتزامات التي قطعتها تجاه هذا المركز الحيوي خلال ندوة أقيمت في البحرين قبل عامين.

وكتب موزباي «نعم شهادة الماجستير في ريادة الأعمال يتم عرضها من جديد في البحرين بعد نقل البرنامج الناجح إلى عمّان ومسقط والكويت وصنعاء مع مشاركة العديد من رواد الأعمال في هذه الدول، وإن مركز امتياز رواد الأعمال في البحرين يتطلع مرة ثانية إلى (تدريب) 25 من رواد الأعمال والتنفيذيين الذين يرغبون في زيادة مؤهلاتهم العملية».

وأضاف أن هذا الفصل التعليمي موجه إلى رواد الأعمال والتنفيذيين وأنه يركز على التواصل بين الحاضرين، «وقد يكون أحد الحاضرين شهد مشكلات هي المشاكل نفسها التي تواجهها أنت الآن، أو لديه نمو بالأمر نفسه الذي ترغب في الحصول عليه».

كما ذكر موزباي أن البرنامج متوفر «بسبب المساندة الحيوية من المملكة المتحدة وحكومة البحرين من خلال بنك البحرين للتنمية وتسهيلاته. هذا البرنامج يساعدك في عملك أو الشركة التي تعمل فيها. المديرون التنفيذيون الذين لا يسعون إلى الربح يمكنهم المشاركة في هذا البرنامج، إذ نحن نعرف أن ريادة الأعمال الإجتماعية مهمة جدا لتطوير المنطقة».

لكن موزباي قال إنه لن يتم قبول متخرجين جدد في البرنامج الذي سيبدأ في 28 اكتوبر، وفي حال الاستكمال الناجح للبرنامج - والذي يتطلب على الأقل 80 في المئة - سيتم منح شهادة من مؤسسة بيستر في جامعة كاليفورنيا سنتياغو التي وقفت مع المركز منذ انطلاقه.

وكان المركز قد أقفل أبوابه في شهر يونيو/حزيران الماضي بعد فشل الدول التي التزمت بتقديم الدعم المادي للمركز بالوفاء بالتزاماتها. لكن موافقة بريطانيا بمد المركز بمساندة مالية وكذلك توفير التسهيلات من بنك البحرين للتنمية ساهم في إعادة الحياة إليه.

وافتتح المركز في المملكة بعد تعهد الدول الثماني – ومن ضمنها الولايات المتحدة الأميركية – بتقديم دعم مادي إلى المركز الذي يقوم بتدريب وتخريج رواد أعمال خلال «منتدى المستقبل» الذي عقد في البحرين في نوفمبر/تشرين الثاني العام 2005. ولم تلتزم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكذلك روسيا بالعهد الذي قطعته على نفسها بتقديم المعونة المالية للمركز.

ونسبت صحيفة محلية إلى المستشار في سفارة بريطانيا في البحرين جاكي بيركنغ قوله «إن بلاده سعيدة بمساندة مركز ريادة الأعمال في البحرين كجزء من مبادرة الدول الثمان ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأضاف أن المركز قام بنشاطات مفيدة في المنطقة وأن بلاده تأمل في أن يواصل نشاطه في تقديم الخدمات في المستقبل». وساعد المركز في تدريب نحو 1500 رائد عمل في البحرين حتى الآن.

وكان الدول الثماني قد أطلقت «منتدى المستقبل» بهدف مساندة مشروعات الاصلاح في منطقة «الشرق الاوسط الموسع وشمال إفريقيا» التي تضم جميع الـدول العربية و«اسرائيل» وإيران وباكستان وأفغانستان. وهدف المنتدى إلى دعم البرامج المتعلقة بالاصلاح في دول المنطقة ومبادئ تفعيلها في الدول التي ترغب في تبني البرامج الاصلاحية.

وكشف في ذلك الوقت مساعد وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشئون الشرق الاوسط سكوت كاربنتر أن الإدارة الأميركية ستساهم في «صندوق المستقبل لرعاية رواد الأعمال» بخمسة وثلاثين مليون دولار أميركي، لتأسيس «مؤسسة المستقبل» لتوفير الدعم المادي لمؤسسات المجتمع المدني.

وكان برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) قد ذكر أنه يسعى إلى نقل برنامج تنمية وتدريب رواد الأعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المعروف بـ (النموذج البحريني) إلى جميع الدول العربية والنامية.

ووقع برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) اتفاقا مع المركز العربي الإقليمي لتدريب وتنمية رواد الأعمال (الآرسيت) لتعميم تجربة البحرين في تنمية رواد الأعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي والنامي. و(الآرسيت) هي الجهة التي تدير وتنفذ (النموذج البحريني) بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة وبنك البحرين للتنمية، و(الآرسيت) مركز تابع لمركز الأمم المتحدة لترويج الاستثمار الصناعي (اليونيدو) ومقره البحرين. وبدأ مكتب (اليونيدو) متمثلا ببرنامج (الآرسيت) عمله في تدريب وتأهيل مدربين في الكثير من الدول العربية والنامية بتمويل من (أجفند).

وهناك أكثر من 15 دولة تسعى إلى نقل برنامج تدريب وتنمية رواد الأعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المعروف بالنموذج البحريني، منها من تطبقه ومنها من وقعت اتفاقا مع (اليونيدو) لتطبيقه على أراضيها كالصين وتايلند، تونس، المغرب، الجزائر، لبنان، اليمن، الإمارات، عمان إلى جانب عدد من الدول. كما تم طبيق النموذج البحريني في العديد من الدول منها الأردن، السودان، الكويت، السعودية، سورية، الأرغواي.