وتنسكب الدموع جمرا تلهب الأعماق، وتتمزق الأفئدة حسرة ولوعة على طموحنا المقتول بأرماح القهر والأحزان، فكيف بطالبات الصف الثالث ثانوي اللواتي استقبلن عامهن الأخير بكل لهفةٍ وسرور راجيات أن يحققن المأمول برفع معدلاتهن لتحقيق نسبة تبيض لها الوجوه، إذ طالما سمعن بسهولة العام الأخير في كل المسارات، فإذا بهن يصطدمن بمقرر» انج 291» الذي يفوق مستواه مستوى عقولهن، كما أن اللغة المستخدمة فيه أكبر من أن تستوعبها عقول هؤلاء الطالبات.
فما المغزى من دراسة الشعر والنثر والدراما باللغة الإنجليزية وهن متيقنات من انهن لن ينتهجوها في حياتهن العملية، وان حصل فسيكون باللغة العربية وليس الإنجليزية؟! ما يأخذهن إلى السؤال عن المغزى من إدراج هذا المقرر وباللغة الانجليزية بالذات للمرحلة التوجيهية، وبمعدل 4 ساعات أسبوعيا، على رغم ان من يستوعبنه قلائل بينهن، فهل هي خطة من أجل الهبوط بمعدلاتهن النهائية؟ ام ان الذي قام بإقراره قد أتى من عالم ثان ليست له علاقة بماهية التدريس في مملكة البحرين؟! لقد كتبنا عن هذا المقرر المأسوي عندما رأينا استحالة النجاح فيه، وحتى إذا نجحت إحدانا فإن درجاتها لن تتعدى السبعين، لذلك نرجو من المسئولين عن المناهج في وزارة التربية والتعليم أن يخففوا عنا بحذفه او استبداله بمقرر آخر أكثر فائدة للدارسين والدارسات، أما اذا استحال حصول أي من ذلك... فعطفا... عطفا بنا يا وزارة التربية في امتحاناته، فإن العين قد أقرحها السهر والعقل دامٍ، وأين المفر من هذا القدر المقرر؟!
مجموعة من طالبات الثانوية
العدد 1859 - الإثنين 08 أكتوبر 2007م الموافق 26 رمضان 1428هـ