قتل نحو 40 شخصا وجرح 60 آخرون جراء انفجار حافلة صغيرة أمس (الثلثاء) في مرآب للسيارات في ساحة الخلاني (وسط بغداد)، فيما لقي 22 شخصا مصرعهم وجرح نحو 20 آخرين في بيجي (شمال العراق). وفي تطور آخر لقيت سيدتان حتفهما بنيران شركة حماية أمنية فيما خطف مجهولون مدير مطار البصرة الدولي عبدالرزاق قاسم أثناء عودته من عمله مساء. من جانبها، انتقدت جبهة التوافق العراقية تصريحات الأمين العام لهيئة علماء المسلمين حارث الضاري.
وقال شهود عيان إن حصيلة قتلى ساحة الخلاني مرشحة للزيادة نظرا إلى شدة الإصابات ووقوع الانفجار في مكان مكتظ يضم مسجدا كبيرا للشيعة والكثير من المحلات التجارية. وحاصرت قوات من الجيش والشرطة العراقية المكان وأغلقته بالكامل.
وفي وقت سابق، قتل ثلاثة أشخاص وجرح تسعة آخرون في انفجارين وقعا ظهر أمس في حيين بشمال بغداد وجنوبها. وقال مصدر في الشرطة العراقية إن مدنيا قتل وأصيب خمسة آخرون جراء انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة جانب الطريق في حي الشعب (شمال شرقي بغداد). وأوضح المصدر أن القتيل يعمل بائعا متجولا، مشيرا إلى أن الانفجار أدى أيضا إلى إلحاق أضرار بعدد من السيارات المدنية وتدمير بعض العربات التي تخص باعة متجولين في المنطقة. وفي حادث آخر، أفاد شهود عيان أن رجلا وامرأة قتلا وجرح أربعة آخرون أمس جراء انفجار عبوة ناسفة في حي بجنوب بغداد.
على صعيد متصل، قالت الشرطة العراقية إن 22 شخصا على الأقل قتلوا وجرح بين 20 و30 آخرين أمس في تفجيرين بسيارتين مفخختين في بلدة بيجي استهدفا قائد شرطة البلدة وزعيما عشائريا سنيا يتعاون مع القوات الأميركية في مواجهة مقاتلي «القاعدة». وقال مسئولون إن قائد شرطة بيجي أصيب ولم تتضح حال الزعيم العشائري. وقال شاب وهو يمسك مصحفا ممزقا ملوثا بالدماء: «انظر... هل هذا مقبول؟ هل هذا يرضي الله؟».
إلى ذلك، قالت الحكومة العراقية والشرطة إن حراسا يعملون لدى شركة أمنية خاصة ويرافقون قافلة تتألف من أربع سيارات في وسط بغداد أطلقوا النار على سيارة فقتلوا امرأتين. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن حادثا وقع هو هجوم على مدنيين أسفر عن مقتل امرأتين. وأضاف أن تحقيقا يجرى لمعرفة أي شركة أمنية تلك التي أطلق موظفوها النار.
من جانبه، أعلن الجيش الأميركي أمس مقتل احد جنود مشاة البحرية «المارينز» بعمليات قتالية بمحافظة الانبار (غرب العراق). وقال الجيش الأميركي إن «جنديا من مشاة البحرية (المارينز) قتل في عمليات قتالية بالانبار أمس الأول (الإثنين)».
وفي واشنطن، أفاد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش لا يرى مشكلة في الخفض الكبير في عديد القوات البريطانية في العراق. وردا على سؤال بشأن إذا ما كانت الولايات المتحدة تشعر بخيبة الأمل من الخطوة البريطانية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو: «لا؛ لأن هذه الخطوة تتماشى مع ما كنا نعلم أنهم سيعلنونه». وأعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس الأول انه سيخفض عديد القوات البريطانية في العراق إلى النصف بحلول ربيع 2008 ليصل عددهم إلى 2500 جندي.
من جهة أخرى، أكد الدباغ أمس أن ما ورد من أنباء بشأن مطالبة حكومة بلاده بصرف تعويضات لضحايا شركة بلاكووتر الأميركية للخدمات الأمنية غير صحيح.
وكان مصدر حكومي بارز قال أمس إن الحكومة العراقية طالبت شركة بلاكووتر بتعويض قدره 8 ملايين دولار لأسرة كل من ضحايا حادث إطلاق نار وعددهم 17.
على صعيد آخر، انتقدت جبهة التوافق تصريحات الأمين العام لهيئة علماء المسلمين حارث الضاري المؤيد لتنظيم «القاعدة» ودعته إلى إعادة النظر في «موقفه المتذبذب منها». وقال النائب عبدالكريم السامرائي في تصريح نشر على موقع جبهة التوافق على الانترنت إن «موقف هيئة علماء المسلمين المتذبذب من (القاعدة) هو الذي دفعها إلى مزيد من الإجرام».
وكان الأمين العام لهيئة علماء المسلمين - إحدى أهم الهيئات السنية في العراق - دعا إلى عدم الالتحاق بـ «مجالس الصحوة» التي تقاتل «القاعدة»، قائلا إن «(القاعدة) منا ونحن منها».
العدد 1860 - الثلثاء 09 أكتوبر 2007م الموافق 27 رمضان 1428هـ