العدد 1863 - الجمعة 12 أكتوبر 2007م الموافق 30 رمضان 1428هـ

الجودر: لابد للمسلمين من مراجعة نقاط ضعفهم في العيد

العصفور يؤكد أن أيام العيد ليست لارتكاب المعاصي والعودة للمحرمات

الوسط - مالك عبدالله، صادق الحلواجي 

12 أكتوبر 2007

طالب خطيب الجمعة في جامع طارق بن زياد الشيخ صلاح الجودر بمراجعة المسلمين في العيد لمواطن ضعفهم وقوتهم، داعيا إلى «تقييم علاقاتنا مع أعدائنا، فأعداء الأمة يصرون على تمزيقها وتشتيتها بكل الوسائل والطرق، حتى رسموا المخططات لتفريقها، وتداعوا من كل حدب لتشتيتها ونهب خيراتها (...) فقسموا الأرض بأهوائهم طائفيا وعرقيا، وصيروا الأهل والأحباب أحزابا وشيعا، وفرضوا عليها مناهج الفرز والاصطفاف، حتى سادت ثقافة الشك والريبة بين أبنائها».

وأضاف الجودر «إذا كان الغرب انتهى من مشروعات الوحدة المشتركة، وإذا كان الشرق تجاوز مرحلة الفقر والتخلف، فنحن لانزال بحاجة إلى التخطيط السليم لكسر حال الجمود والتوجس بيننا»، مستطردا «ونحتاج إلى تفعيل مفهوم الأمة الواحدة، والعائلة الواحدة، والخروج من حال العزلة التي فرضها علينا المستعمر وأعوانه في المنطقة من الطائفيين والتكفيريين، فلا تعصب لرأي ولا إقصاء لآخر ولا تخوين ولا تشكيك في انتماء أحد، بل تحاور وتناظر للقضايا ودعوة إلى العمل المشترك».

ونوه إلى أن «الإصلاح الذي ننشده هو ذاك الذي يذيب حالات التشنج والتعصب والانزواء والتصعيد والاحتقان بيننا، الإصلاح الذي ننشده هو الذي يتصف بالهدوء والرزانة، والقائم على الأسس والقواعد الإسلامية والوطنية».

وأردف الجودر أن «الفكر التكفيري والطائفي بدأ ينتشر بين شباب الأمة من خلال أجهزة الكمبيوتر والفتاوى التحريضية على كراهية الحكام وولاة الأمر والعلماء»، مضيفا «أن الأمة اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة تقييم أوضاعها، ومراجعة مواقفها، ودراسة واقعها ومستقبلها، فهي الأمة المستخلفة في الأرض، أمة التسامح والوسطية والاعتدال، أمة المبادئ والقيم والمثل العليا».

وأشار إلى أن «من خطوط الإصلاح الكبرى حب الديار والأوطان والانتماء إليها والدفاع عنها، وإن من أعظم نعم الله بعد نعمة الإسلام نعمة الأمن والاستقرار، فالأمن مسئولية كل فرد»، مسترسلا «يجب أن نكون يدا واحدة (سنة وشيعة) لتحقيق نعمة الأمن والاستقرار، ولنحذر مكائد الأعداء وأعوانه ووسائله التي تسعى إلى تشتيت الكلمة وتفريق الصف وبث (الفوضى الخلاقة) في المجتمع».

وأشاد الجودر في خطبته بالأمر الملكي ببناء جامع بين المنامة والمحرق يتسع لـ12 ألف مصلٍ.

إلى ذلك حذر خطيب صلاة الجمعة بجامع عالي الشيخ أحمد بن خلف العصفور في خطبته أمس (الجمعة) من العودة للمعاصي والمحرمات تزامنا مع انتهاء الشهر الكريم وبدء أول أيام الفطر المبارك، وقال إن «فرحة أيام العيد ليست لارتكاب المعاصي والعودة للمحرمات، وإنما للمداومة على العبادة واستثمار ما تحصل عليه المؤمن من أجر وإحسان إثر ليالي الشهر الكريم، وبدء صفحة نظيفة بين المؤمن وربه».

وقال العصفور إن «على المؤمنين أن يتفكروا فيما وصلوا إليه من بُعد عن الإسلام والإيمان، في الوقت الذي شرق بهم المشرقون وغرب بهم المغربون وأصبحوا ألعوبة تتقاذفهم الأمواج على ساحل الضياع والإفلاس، وذلك بعد أن كانوا يوصفون بخير الناس الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. إن السبب في ذلك هو البعد عن الله سبحانه وعدم الاستمرارية في العبادة وترك المعصية والابتعاد عن الأذكار والإصرار على المعصية والمنكر من أجل الحياة».

وأضاف العصفور أن «البعض أصبح يعرف ما يجري في العالم من حوادث وأخبار ونكت وما يدور في الجمعيات والنوادي والحفلات، في الوقت الذي أصبحوا خاليين وخاويين من أبسط المسائل التي يجب أن يفقهوها في دينهم مثل ما يصلح وضوءه وغسله، باعتبار أن ذلك أحوج ما يكون إليه المؤمن عند العبادة»، منوها إلى أنه «على المؤمنين التفكر طويلا في أمور دينهم لا دنياهم، وترك جانب الأنانية التي دفعت بالبعض ممن بلغوا العقد السابع من عمرهم وهم لا يفقهون أحكام الوضوء، وكل ذلك بسبب بعدهم عن الله وانشغالهم بالأمور الدنيوية الزائلة».

وأردف العصفور أن «للصلاة فوائد عدة من ضمنها ترك الأثر الكبير في نفس الإنسان والعطاء الكبير عليها، وأنها تجعل من الإنسان فردا عاقلا غير متخبط، كما هي أكسير الصحة وينبوع الحياة النفسية وعلاج للأمراض النفسية، فلماذا يتهاون بها البعض ويتركها الآخر في وقت تنهى فيه الصلاة عن الفحشاء والمنكر؟». موضحا أن «القرآن ذكر أحكام الصلاة مئة وعشرين مرة ولم يذكر أي أحكام بهذا الكم في موضعٍ آخر، وهو ما يدل على أهمية الصلاة التي يجب على المؤمنين المحافظة عليها لا أن تكون عادة أو تقليدا متبعا يداوم عليه خلال شهر رمضان من كل عام فقط».

توفيق: كونوا من أهل العبادة طوال العام

تحدث خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق عن عبادة الرسول الأعظم (ص)، داعيا إلى أن «يكون الناس من اهل العبادة طوال العام وألا يكتفوا بشهر رمضان».

وأشار إلى أن «الكثير من المسلمين يشعر بقيمة ولذة العبادة في شهر رمضان... شعروا بأهمية الحسنات وشعروا بالهدف من خلقهم، وشعروا بحاجتهم إلى خالقهم ليغفر الذنوب، فسهروا في سبيله، وسكبوا العبرات لمرضاته»، منوها إلى أن «كل ذلك كان أثناء عبادتهم، وبعد رمضان، رجعت الأعداد الحقيقية للمصلين في المساجد، الجنود البواسل أصحاب المنهج الصادق، وتراجع الناس في عبادتهم وتغيرت أحوالهم».

واعتبر توفيق أن «هناك أمرأ غفل الناس عنه وليتهم تأملوه ودرسوه وسمعوا عنه وتدبروه، ألا وهو عبادة رسول الله (ص)، كيف كانت... هل كانت في رمضان؟ هل زاحم المصلين في رمضان وبعد رمضان جلس في بيته كحال الكثير من الرجال يصلون الفرائض كالنساء في البيوت؟»، مؤكدا أن «الجواب بلاشك: لا، كان (ص) من أعبد الناس وأتقى الناس وأخشى الناس، وسيد العبّاد، ولاشك أن ما نقل إلينا من أحاديث وسيرة عن عبادته أقل بكثير مما كانت عليه».

الستري: فرض الضريبة يستدعي توزيع الثروة على المواطنين

اعتبر خطيب الجمعة بمسجد فاطمة الزهراء بسترة السيدحيدر الستري ان «فرض أية ضريبة يستدعي توزيع الثروة على المواطنين، ووجود الثقة في قدرتهم على إدارة ثروتهم، (...) ورفضنا لاستقطاع 1 في المئة يأتي من باب، أن الحكومة مازالت تسلك مسلكا ريعيا في إدارة أموال الشعب، ولا يتسق استقطاعها للـ1 في المئة مع منهجيتها لإدارة أموال المواطنين»، مضيفا «ما أطرحه هو رؤية خاصة تتعرض لها الكثير من الدراسات في مجال تقييم الأنظمة الريعية بالخصوص النفطية منها التي على رأسها دول الخليج، وهذه الرؤية لم تطرح لحد الآن ضمن البرامج التي تتدارسها كتلة الوفاق».

وفي إشارة إلى تصريحات النائب السلفي جاسم السعيدي، أوضح الستري أنه «ولحسن الحظ أن الطرح استفز بعض النواب المدافعين عن مصالح الحكومة وعن أخطائها في الكثير من الأوقات»، منوها بأن «ذلك وفّر عليّ جهدا كبيرا، ولذلك لن أحتاج الى كثير من الوقت لتوضيح بعض جوانب ما طُرح بخصوص المقارنة بين النظام الريعي والنظام الضريبي»، متمنيا من «الحكومة تحريك العقلاء للدفاع عنها، لأنّ إثارة الغبار بتحريك أيٍّ كان، إنما يستخدم - في فهم الجميع - للتغطية على هشاشة الردّ واهتزاز الموقف»، واردف «وكنت أعي تماما بأنّ طرحا من هذا القبيل سيتسبب بهزّة قوية للجانب الحكومي، ولكن المصلحة الوطنية العليا لا تُقاس بمصالح الحكومات وموظفي السلطة السياسية». وأضاف الستري «وكمدخل للموضوع، هناك شرطان أساسيان لانطباق مفهوم الاقتصاد الريعي على الدولة. أولهما: عندما تتلقى الدولة عوائد الثروات الطبيعية من قبل جهات أجنبية (الدول الصناعية التي تشتري ذلك)، ثانيا: دخول هذه الريوع مباشرة في خزينة الدولة، وهذان الشرطان يتوافران بالنسبة الى دول الخليج(...) وفي حال هذه الدول تُدفع عائدات النفط غالبا لاستيراد البضائع والأغذية بدلا من إنتاجها، ما يشجّع على الاستهلاك التبعي على حساب الإنتاجية ويبتعد بالنظام الريعي عن استثمار الموارد البشرية والمعرفية»، مستطردا «ولذلك فإن كل ما نسمعه عن معدلات النمو الاقتصادي لا تعود على المواطن بشيء بل إن عائداتها تذهب للأسف إلى جيوب شركة ذات أرباح طائلة بلا حدود، هذه الشركة تُسمّى عندنا الحكومة!»، معتبرا أنه «من الأحرى ذهاب هذه العوائد - النفطية وغير النفطية - لأصحابها مباشرة ألا وهم المواطنون وليس الحكومة، على أساس أن ثروة البلد مُلك لكل المواطنين، وهذا من شأنه أن يحقّق مداخيل عالية وحال رفاه جيّدة لكل أفراد الشعب».

الديري: رمضان صوم صغير يهيّئ لتجربة الحياة

الدير - محمد المخلوق

وصف الشيخ حمزة الديري في خطبتي صلاة العيد صباح أمس (الجمعة) صوم شهر رمضان بـ «الصوم الصغير»، موضحا أنه يشكّل تهيئة لـ «الصوم الكبير» في تجربة الحياة، بالصوم عن «المحرّمات وعن مواقع الذلّ وعن الحقد وكل شرٍّ في مشاعرنا وأحاسيسنا».

وأشار الديري الذي أقام صلاة العيد في المسجد الغربي بقرية الدير صباح أمس وفقا لرأي المرجع الديني السيد محمدحسين فضل الله إلى أن أفضل كلمة يمكن أن تُقال في معنى العيد هي كلمة الإمام علي بن أبي طالب (ع): «إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وقيامه». وبيّن أن العيد جاء نهاية مرحلة مسئولة في موسم معيّن يحمل مختلف معاني الروح، فشهر رمضان شهر الروح وأبواب الرحمة والمغفرة واللطف الإلهي فيه مفتّحة.

وأضاف الديري أن الإسلام يريد أن «يرتفع معنى العيد في وجداننا وحياتنا، ليكون العيد مناسبة طاعة، وتكون كلّ أيامنا أعيادا وفاقا لقول الإمام علي (ع): كلّ يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد».

وتطرّق الديري إلى حديث الإمام زين العابدين (ع) بشأن فرحة العيد الذي قال فيه «إنّ الله جعل رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه، فسبق قوم ففازوا وقصّر قوم فخابوا، فالعجب كلّ العجب من الضاحك اللاهي في يوم يُثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المسيئون»، وعلّق الديري: «ليكنْ فرحنا بثواب الله، وحزننا لسخط الله، وعلينا أن نجعل من العيد طاعة لله، ومحبة لعباد الله، ونفعا لعيال الله، وإن عيدنا بإعطاء الفرح من قلوبنا لكلّ المحرومين والمحزونين والبائسين والمتألمين»، ثمّ ختم باستعراض شرائط أداء زكاة الفطرة وعلى من تجب وتفصيلات الموضوع.

وكان الديري أمّ الساعة السابعة من صباح أمس صلاة العيد لنحو 230 من مقلّدي السيد فضل الله الذي أفتى بوجوب الإفطار أمس الجمعة 12 أكتوبر/ تشرين الأول اعتمادا على مبنى فقهي يقول بوحدة الأفق وجواز الاعتماد على الحسابات الفلكية، إذ إن هلال شوال - وبحسب أقوال الفلكيين - يمكن رؤيته بقارة أميركا الجنوبية باستخدام التلسكوبات والمناظير، ويمكث بالبرازيل 26 دقيقة وبالأرجنتين 38 دقيقة وتشيلي 40 دقيقة والسواحل الغربية لتشيلي 42 دقيقة، وتكون رؤيته ممكنة بالعين المجردة في جنوب تشيلي والسواحل الغربية عند صفاء الجو.

العدد 1863 - الجمعة 12 أكتوبر 2007م الموافق 30 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً