العدد 1872 - الأحد 21 أكتوبر 2007م الموافق 09 شوال 1428هـ

نسعى إلى الاستفادة من تجربة المصارف الاسلامية

السفير الياباني إلى «مال واعمال»:

ترجع العلاقات اليابانية البحرينية إلى العام 1934 إذ شهد إرسال أول شحنة نفط بحرينية إلى اليابان عقب اكتشافه العام 1932، وتم اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين في مايو/ أيار 1972, اذ تم افتتاح أول مكتب ارتباط لسفارة اليابان في المنامة في العام 1983, وفي العام 1988 تم افتتاح مقر السفارة اليابانية بالعاصمة البحرينية (المنامة) بينما لم تفتتح البحرين سفارة لها في طوكيو الا في أواخر العام 2003. علما أن مجلس التنمية الاقتصادية افتتح مكتبا له في العاصمة اليابانية (طوكيو) في أكتوبر/ تشرين الأول العام 2000 من أجل توسيع دائرة التعاون الاقتصادي في المجالين التجاري والفني.

وتعتبر ومنذ العام 1987 من الدول المانحة للمساعدات لمملكة البحرين في المجالات الاقتصادية والتجارية والفنية إذ تركز في الأساس على مجال التعاون الفني والتقني. في حين لعبت علاقات البلدين دورا في انجاز الشركات اليابانية ما يزيد على العشرين مشروعا في البحرين وذلك منذ العام 1979 وحتى اليوم إذ شملت صناعات البتروكيماويات والألمنيوم والغاز والاتصالات، منها بناء مركز تويوتا للتدريب الذي يعد المركز الاقليمي في منطقة الخليج ومن بين المشاريع المميزة تصيميم مبنى جامعة الخليج العربي ( سابقا) جامعة البحرين ( حاليا) في الصخير.

جاء ذلك في حديث خاص لـ «مال وأعمال» مع السفير الياباني الجديد تاكاشي كوندو الذي أوضح أن بلاده مازالت تطمح إلى مزيد من المشاريع والتعاون في شتى المجالات وعلى رأسها الاستفادة من تجربة البحرين في مجال المصارف الاسلامية التي تحظى اليوم باهتمام ياباني كبير، إلى جانب الاستمرار في تقديم أوجه التدريب كافة للكوادر البحرينية. وهذا نص الحوار:

علاقات اليابان بالبحرين

لماذا تولي حكومة طوكيو اهتماما خاصا للبحرين على مستوى دول المنطقة الخليجية؟ وهل هناك اتفاقات ومشاريع على الطريق؟

- البحرين دولة مهمة لليابان , فهناك تاريخ طويل مع اليابان في الجانب التجاري الذي بدأ منذ ثلاثينات القرن الماضي, فالبحرين أول دول نفطية اكتشف فيها النفط في العام 1932.

وتطورت العلاقات فيما بعد مع العام 1934, فاليابان تعتمد وتستهلك بصورة كبيرة من النفط القادم من منطقة الخليج. لذا فاستقرارها مهم لدينا وانعدام ذلك قد يؤثر علينا عموما. والبحرين في نظرنا مهمة لأسباب كثيرة, فنحن نرى مستقبل المنطقة من خلال البحرين بمواردها الطبيعية والبشرية لأنها سباقة في مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية المتعلقة بالاصلاحات الأخيرة التي قامت بها في السنوات الخمس الأخيرة. وقبل الحديث عن الزيارات والاتفاقات, نحن لدينا قاعدة متشابهة وغنية من الناحية الثقافية ونحاول من هذا المنطلق أيضا تطويرها في الجانب الاقتصادي من خلال إقامة جمعية صداقة بحرينية يابانية على غرار الايطالية والفرنسية من أجل توسيع دائرة النشاط الاقتصادي والتجاري والثقافي إلى جانب مساعي طوكيو في الوقت الحالي للتوقيع على اتفاق التجارة الحرة مع دول الخليج تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي الذي مازال حتى هذه اللحظة محل نقاش...لكننا على أمل ان نوقع الاتفاق مع نهاية العام 2008.وعلى صعيد الزيارة ستكون هناك زيارة محتملة خلال العام المقبل لوزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة إلى طوكيو.

اتفاق التجارة الحرة

على ذكر اتفاق التجارة الحرة. هل ستكون بشكل جماعي- أي تحت منظومة مجلس التعاون الخليجي على غرار الصين- ام كل دولة على حدة على غرار الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية؟

- كما ذكرت نحن مازلنا في محل نقاش باسم منظومة الخليج التي نفضل التوقيع معها جماعيا, وفي الوقت نفسه ليس لدينا مانع إن أرادت أي دولة التوقيع بشكل منفرد.

هل هناك أية عراقيل قد تحول دون تحقيق ذلك؟

- لا , فنحن نتحدث عن جميع الجوانب وستتحق عبر إيجاد صيغة موحدة إذ إن هناك نقاط خلاف تتركز على جانبين, الاعفاءات والتعرفة الجمركية ولا نأمل ان تطول مفاوضتنا كما طالت حتى الآن مثل دول الاتحاد الأوروبي.

عودة إلى المشاريع المشتركة التي تأمل اليابان تحقيقها على مستوى منطقة الخليج ؟

- نحن نسعى إلى أن تكون لنا مساهمة في تكنولوجيا البناء في واحد من أهم مشاريع المنطقة ألا وهو مشروع الجسر الذي سيربط بين البحرين وقطر، بمعنى آخر، الاستفادة من تجربتنا حتى لو ذهبت المناقصة الى شركة اخرى لكننا نأمل أن نكون جزءا من ذلك, لأن هذا المشروع هو الأكبر في المنطقة, ونحن حريصون على المشاركة لأهمية المشروع على المنطقة والعالم.

التبادل التجاري

تجاريا، ما حجم التبادل التجاري بين طوكيو والمنامة؟

- لقد تخطى التبادل التجاري العام الماضي بالنسبة إلى البحرين حاجز المليار دولار محتلة بذلك المرتبة الثالثة بعد كل من الولايات المتحدة الأميركية والسعودية. لكننا أيضا نريد أن نعزز الامكانات المتبادلة وزيادة صادرات البحرين إلى اليابان فأنا أجد ذلك غير كاف خصوصا في مجال الاستثمار مع العلم أن البحرين تصدر إلى اليابان ما قيمته 538 مليون دولار في العام 2006 مقارنة مع 317 مليون دولار في العام 2005 ومعظمها مشتقات نفطية. في حين استوردت البحرين من اليابان ما مجموعه 430 مليون دولار في العام 2005 وتصاعد إلى 540 مليون دولار في العام 2006 معظمها بضائع ومنتجات نقل وأدوات كهربائية والكترونية وحديد.

ماذا عن مشاريع السفارة اليابانية في البحرين؟

- على المستوى البرلماني ستكون هناك زيارات متبادلة, فهناك زيارة مرتقبة لبرلمانين يابانيين خلال العام المقبل وستتم بعدها زيارة الجانب البحريني إلى مبنى البرلمان الياباني والاطلاع على التجربة البرلمانية هناك. أيضا نأمل توسيع قسم الدراسات اليابانية في جامعة البحرين وكذلك البرامج والزيارات المتبادلة بين الطلبة البحرينين مع اليابانيين.

المصارف الاسلامية

في تصريحات سابقة ذكرتم أن اليابان على أتم الاستعداد لتقديم خبراتها في مجال التدريب للكوادر البحرينية في مقابل الاستفادة من تجربة المنامة في المصارف الاسلامية. كيف سيتم ذلك؟

- نعم ومازلنا نقول ذلك بشأن التدريب الذي هو موجود منذ العام 1982 للمساعدة في مجال التدريب المهني، الإلكترونيات، السيارات، صيانة السفن، تربية الخراف والأغنام، حضانة وتكاثر الأسماك، تطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة الحجم، هندسة وتطوير وضبط وتشغيل الآلات الدقيقة، تخزين الأسماك، تطوير صناعات البتروكيماويات والبلاستيك، الوقاية من أمراض الأسماك، الإدارة الشاملة للنفايات وكيفية التعامل معها، تقديم الاستشارات المتعلقة بصناعات البتروكيماويات والبلاستيك، أدوات القياس والجودة الخاصة بالبيئة والصناعة وتوفير التدريب في مواقع العمل والإمداد بالخبرة اللازمة لتطوير أسواق التصدير. إضافة إلى الدور الذي يلعبه مركز تويوتا الاقليمي في البحرين.

أما في الجانب المصرفي فاليابان في حال تنام مع القاعدة المصرفية وبلا شك نحن نرى في البحرين مركزا لقاعدة المصارف الاسلامية التي هي محل استفادة واهتمام من اليابانين لدراستها ونسعى ان تترجم من خلال الزيارات المتبادلة على مستوى التجربة المصرفية التي ستكون محل تطبيق سريعا.

أنتم معروفون عند أهل الخليج والعالم بأجهزتكم الالكترونية وسياراتكم وحاليا في السنوات الأخيرة وصفات المطبخ الياباني. هل هناك مشاريع ثقافية قادمة في الطريق وخصوصا أن السفارة كانت لها مساهمة مميزة في إحياء حفلة فرقة قرع الطبول اليابانية من أوساكا ضمن موسم ربيع الثقافة الماضي في البحرين؟

- نحن على أتم الاستعداد للمشاركة ضمن برامج في موسم ربيع الثقافة المقبل.

العدد 1872 - الأحد 21 أكتوبر 2007م الموافق 09 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً