العدد 1873 - الإثنين 22 أكتوبر 2007م الموافق 10 شوال 1428هـ

خيرا فعلتم يا نجوم حين قررتم الاعتزال

بينما كنت عائدا من المنطقة الدبلوماسية إلى منزلي، رجعت بي الذاكرة إلى العام 2001، اللافتات التي كانت تعلن عن الدعم اللامحدود للمنتخب الوطني من قبل الجميع في البحرين بل وجميعنا يتذكر (بوستر المنتخب الوطني وعبارة «نبيكم ويانا» وعبارة «ما تغلبونه»)... فكنا وقبل 3 ساعات من المباراة نملأ كجماهير بحرينية مدرجات الاستاد الوطني والذي كنا ومن خلاله نذوق الحلو في الفوز ونذوق المر في الخسارة. نتذكر تلك الأيام الحلوة في تاريخ كرتنا البحرينية وربما تعود... وربما بعودة تلك الأيام نعود.

أيام كتبت لنا نجوم افتقدناهم الآن، بل ونحن في أوج الظروف الصعبة نتذكرهم ونقول: «يا ليتهم كانوا موجودين» ولعلّ النجوم الذين كتبوا لنا بأحرف من ذهب تاريخ الكرة البحرينية المعاصرة هم من كانوا بالأمس معنا، أما اليوم فهم بعيدون عن المنتخب الوطني بسبب اختيارهم للابتعاد وهم في قمة العطاء الفني والبدني والخبرة الكافية لقيادة دفة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة، طلال يوسف صاحب الصولات والجولات وصاحب الصواريخ الأرضية والجوية من جميع الاتجاهات... رحل وهو في قمة عطائه ومستواه عن المنتخب الوطني، قد يكون سبب رحيله شخصي وخاص به... ولكنني شخصيا أحب أن أنوه إلى استنتاج شخصي قد أكون مخطئا فيه ولكنني في الوقت نفسه متأكد منه وهو تفضيل العجوز ماتشالا للمجنس على طلال يوسف ونحن نعلم أن طلال متفاهم أكثر مع الفريق، ويملك فنيات تفوق فنيات مجنسي المنتخب بل ويملك الولاء الوطني للبلد. وهذا شيء مفروغ منه في أن طلال يوسف الأحق في وجوده في المنتخب الوطني بدل المجنسين.

وجه آخر رحل عن المنتخب الوطني حسين علي أحمد «بيليه» ومن لا يعرف أبوعلي فهو بالتأكيد بعيد كل البعد عن كرة القدم البحرينية، حسين بيليه أحد قناصي منطقة الجزاء وأحد أبرز المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة البحرينية إن لم يكن أفضلها لما يتمتع به من قوة بدنية وحس كروي من الطراز الأول بل ويميزه عن باقي المهاجمين أنه في لحظة ومن أرباع الفرص يحرز هدفا يكون دائما غاليا للمنتخب، فعلى سبيل المثال لا الحصر هدفه في مرمى الصين في 2004 الذي أحرزه مع نهاية المباراة التي خاضها المنتخب في افتتاح بطولة آسيا 2004، فما هو سبب اعتزال أبوعلي وهو في أوج عطائه مع ناديه الذي جدد ثقته فيه، ومازال يصول ويجول في الملاعب القطرية، بل إنه مازال هو الثنائي المرعب مع الفتى الذهبي علاء حبيل، لكن على ما أظن ان العجوز يرى ما يراه فقط ولا يصغي إلى أي رأي سواء كان الرأي جماهيريا أو غير ذلك.

وجوه ترحل ووجوه تبقى، وجوه نتذكرها دائما عندما ترى المنتخب في ظروفه الصعبة التي يعيشها منذ فترة وحتى هذه اللحظة. ولعلّ آخرها أمام منتخب ماليزيا يوم الأحد الماضي الذي أحرجنا... نعم أحرجنا ونحن على أرضنا وخصوصا أنهم لا يمتلكون ما نملك من لاعبين مجنسين أو محترفين، ومنتخب يصنف من المنتخبات الهابطة المستوى على المستوى الدولي وليس فقط على المستوى الآسيوي، فيأتي وفي عقر دارك ويسجل عليك هدفا! ألم يكن هذا المنتخب من منظمي كأس آسيا الأخيرة؟ ألم يكن هذا المنتخب ممن يعطى على أرضه من الأهداف ما لا يقل عن (5) أهداف في المباراة الواحدة؟ وهل يعقل أنك تفوز على منتخب متواضع من لاعبين محليين وصغار السن بفارق (3) أهداف؟ أسئلة كثيرة نسألها كجماهير إلى مدرب المنتخب أو جزار النجوم ماتشالا واتحاد الكرة!

نأتي إلى نقطة أخرى بدأناها في بداية الموضوع وهي الجماهير... نعم الجماهير غائبة... وغائبة جدا، بل تصورت أنني أشاهد المنتخب الوطني وكأنه يلعب في إحدى الدول المجاورة، فمدرجات الدرجة الثانية باتت وكأنها مهجورة (إلا من حراس الأمن). وهنا سؤال آخر يراودنا، لماذا لم تحضر إلا فئة قليلة من الجماهير لمساندة المنتخب؟ (يقول أحد الاصدقاء) قد يكون السبب أن نتائج المنتخب الأخيرة هي السبب، ويقول صديق آخر: قد يكون بسبب ممارسة ماتشالا (سياسة التفضيل والتجزير) تجاه لاعبي المنتخب! ونحن نقول إن نتائج المنتخب الأخيرة وسياسة ماتشالا تجاه اللاعبين والتجنيس العشوائي لكل من هب ودب ولبس شعار الأحمر هي كلها من أسباب عزوف الجماهير البحرينية عن لقاءات المنتخب الأخيرة، ولعله سيأتي اليوم إذا ما ظل الحال على ما هو عليه، فسنلعب مباراة بعد 5 سنوات مقبلة مع جزر المالديف وحينها نفوز بصعوبة (1/صفر) إذا لم نتعادل على ملعب الاستاد الوطني الذي سيكون حينها خاليا من الجميع إلا من المنتخبين وحكام المباراة ورجال الأمن!

ركلة جزاء

يظن البعض ومن بينهم العجوز ماتشالا أن هذا الزمن هو زمن جيسي جون وفتاي وباقي المجنسين، ولكننا نعتقد بل ونجزم أن زمن الكره البحرينية كان ومازال هو زمن (طلال وحسين وسالمين والأخوين حبيل والدوسري وغيرهم من النجوم) وجميع من يملك الولاء لهذا الوطن، حتى لو حقق المنتخب الحالي بمجنسيه ما لم يحققه نجوم البحرين الحقيقيون، وإن كنت أجزم أيضا أنه لن يحقق شيئا بمجنسيه.

ميثم المنصور

العدد 1873 - الإثنين 22 أكتوبر 2007م الموافق 10 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً