قالت شركة الاستشارات «بترولوجستيكس» أمس (الثلثاء) إن إمدادات النفط من «أوبك» زادت فعلا نتيجة الأسعار القياسية وذلك قبل تطبيق اتفاق زيادة الإنتاج بداية من أول نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال كونراد غيربر، من «بترولوجستيكس» التي ترصد حركة ناقلات النفط إن دول «أوبك» العشر المشاركة في نظام حصص الإنتاج وهي جميع الدول باستثناء العراق وانغولا من المقرر أن تضخ 27,5 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 27,2 مليون برميل يوميا معدلة في سبتمبر/ أيلول.

وتشير التقديرات إلى أن «أوبك» ربما تخفف الالتزام بقيود الإنتاج استجابة لزيادة أسعار النفط التي سجلت مستوى قياسيا عند 90,07 دولارا يوم (الجمعة) الماضي. واتفقت المنظمة رسميا في 11 سبتمبر/ أيلول على زيادة الإنتاج من أول نوفمبر/ تشرين الثاني بواقع 500 ألف برميل.

وصرح غيربر لـ»رويترز» «إنها زيادة كبيرة مفاجئة. من الواضح أن السعوديين يضخون مزيدا من النفط قبل الزيادة في نوفمبر».

وقال: «إن السعودية أكبر منتج للنفط في العالم في سبيلها لزيادة الإمدادات إلى 8,95 ملايين برميل يوميا من 8,88 ملايين برميل في سبتمبر».

وتابعت «بترولوجستيكس» أن الإنتاج الكلي للأعضاء الاثني عشر سيرتفع 500 ألف برميل إلى 31,14 مليون برميل يوميا نتيجة زيادة الشحنات من العراق وانغولا.

وتوقع غيربر أن يرتفع إنتاج العراق إلى 2,2 مليون برميل هذا الشهر بارتفاع نحو 40 ألف برميل عن سبتمبر.

وارتفعت الصادرات مع زيادة صادرات البلاد من خام كركوك من الحقول الشمالية، ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في العام 2003 يجرى تصدير النفط من الشمال بشكل متقطع.

ويتزايد إنتاج انغولا مع بدء الإنتاج من حقول جديدة ومن المتوقع أن يرتفع إلى 1,75 مليون برميل من 1,6 مليون برميل يوميا في سبتمبر.

وتراجعت أسعار النفط عقب صدور تقديرات «بترولوجستيكس» وانخفض الخام الأميركي 13 سنتا إلى 85,89 دولارا للبرميل.

وتفيد «بترولوجستيكس» أن مستوى الإنتاج الحالي مماثل لما كان عليه في العام 2006 حين بدأت «أوبك» سلسلة من تخفيضات الإنتاج بلغت إجمالا 1,7 مليون برميل يوميا. وكان حجم إنتاج «أوبك» قبل التخفيضات 27,5 مليون برميل يوميا.

وانخفضت أسعار النفط للعقود الآجلة في التعاملات الصباحية في آسيا أمس مواصلة التراجع عن مستوياتها القياسية المرتفعة بفعل مخاوف بشأن حال الاقتصاد الأميركي ووسط آمال بأن تركيا ستحجم عن القيام بعمل عسكري ضد المتمردين الأكراد.

وكان الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم ديسمبر/ كانون الأول منخفضا 25 سنتا عند 85,77 دولارا للبرميل بانخفاض 2,06 دولارا عن مستواه في مثل هذا الوقت أمس الأول (الإثنين) على رغم انتعاش طفيف للأسهم الأميركية.

وانخفض خام القياس الأوروبي مزيج برنت 31 سنتا إلى 82,96 دولارا. وخسرت أسعار النفط أكثر من 4 دولارات منذ أن سجلت مستوى قياسيّا مرتفعا جديدا عند 90,07 دولارا للبرميل يوم الجمعة، وهبطت أمس الأول مع غيرها من السلع الأساسية بما في ذلك الذهب مع انتعاش الدولار من مستوى قياسي منخفض أمام اليورو.

ولكن أسعار الخام ما زالت مرتفعة نحو 5 في المئة عن مستوياتها في مطلع الشهر الجاري و40 في المئة عن مستوياتها في مطلع العام مدعومة بمخاوف من دعم كفاية مخزونات الطاقة أثناء فصل الشتاء في النصف الشمالي من العالم إضافة إلي التوترات السياسية.

واستقر النفط الخام في التعاملات الآجلة أمس بعدما تراجع في الجلسة السابقة نتيجة مخاوف بشأن قوة الاقتصاد الأميركي إلى جانب انتعاش الدولار.

ونزل مزيج برنت الخام خمسة سنتات إلى 22,83 دولارا للبرميل بينما استقر الخام الأميركي عند 86,02 دولارا للبرميل.

وارتفع السولار دولارين إلى 724,25 دولارا للطن.

وارتفعت أسعار النفط إلى مستويات قياسية فسجل الخام الأميركي 90,07 دولارا يوم الجمعة وبلغ مزيج برنت الخام 84,88 دولارا. ويقول المتعاملون أن السوق ربما تتجه نحو حركة تصحيح.

ويتوقع أن تظهر بيانات مخزونات النفط الأميركية التي تصدر اليوم (الأربعاء) زيادة طفيفة في مخزونات الخام بمقدار 100 ألف برميل ويحتمل أن يظهر انخفاض مخزونات نواتج التقطير بواقع 300 ألف برميل نتيجة توقعات بارتفاع طفيف للطلب ومن المرجح ان تكون مخزونات البنزين ارتفعت بمقدار 1,1 مليون برميل نظرا إلى تراجع الطلب.

ولا يرى مسئولون في «أوبك» حاجة إلى زيادة إنتاج المنظمة بأكثر من الزيادة التي تم الاتفاق عليها بالفعل ويبدأ تطبيقها في أول نوفمبر، مؤكدين أن ارتفاع الأسعار ناجم عن أسباب ليس لها علاقة بالإمداد والطلب.

وأمس الأول قال وزير النفط الكويتي بالإنابة محمد العليم إن الاضطرابات السياسية ونقص الطاقة التكريرية وراء ارتفاع أسعار النفط العالمية وإن زيادة قدرها 500 ألف برميل يوميا اتفقت عليها «أوبك» ستؤثر ايجابيا على السوق.