اعترف جهاز المخابرات الحالي في كوريا الجنوبية أمس (الأربعاء) بأن سلفه كان وراء أشهر واقعة خطف في تاريخ البلاد وانه قام العام 1973 بخطف زعيم المعارضة كيم داي جونغ الذي حصل فيما بعد على جائزة نوبل من العاصمة اليابانية (طوكيو).

وبعد مرور نحو عامين على خسارته بفارق ضئيل انتخابات الرئاسة العام 1971 أمام الرئيس المتشدد بارك تشونغ هي خطف عملاء كوريون جنوبيون كيم من فندق في طوكيو ونقلوه إلى زورق طبقا لأحدث الروايات عن هذه الواقعة وأنهم كانوا ينوون قتله وإلقاء جثته في البحر.

وجاء في تقرير وكالة المخابرات القومية «تؤكد هذه اللجنة أن وكالة المخابرات المركزية التي سبقتها قامت بعملية خطف في اليابان وتعرب عن أسفها الشديد لحدوث هذا».

واقتيد كيم وهو معصوب العينين إلى اوساكا ووضعته مجموعة من رجال المخابرات في زورق وصلبوه على قطعة من الخشب وأخذوا يتناقشون بشأن سبل إغراقه في البحر.

وقالت وكالة المخابرات القومية في تقريرها «هناك أدلة ملموسة تعزز الافتراض بأن الخطة نفذت وحتى نقطة معينة على أنها عملية اغتيال». وذكر التقرير أن رجال المخابرات الكوريين الجنوبيين تراخوا في العمل ونما إلى علم السلطات حادث الخطف.

وصرح مسئولو مخابرات وكيم نفسه بأن وكالة المخابرات المركزية الأميركية ومسئولين يابانيين علموا بالخطة وأرسلت الولايات المتحدة طائرة للبحث عن الزورق وترويع الخاطفين.

وبعد إلقاء القبض على الخاطفين أنقذت حياة كيم. ونقل فيما بعد الى كوريا الجنوبية ووضعته حكومة بارك الموالية للولايات المتحدة تحت الإقامة الجبرية.

وقالت لجنة وكالة المخابرات القومية في تقريرها «قناعتنا هي أن الرئيس بارك... أعطى على الأقل موافقة سلبية»، مضيفة أنها لم تتمكن من إثبات أن بارك أعطى بشكل مباشر أمر خطف أكبر غريم سياسي له في ذلك الوقت.

ونفت حكومة بارك تورطها ثم أرسلت بعد ذلك رئيس وزرائها يحمل رسالة اعتذار إلى رئيس وزراء اليابان حينذاك كاكوي تاناكا، ما أدى إلى إغلاق القضية. وقال متحدث باسم كيم في بيان انه شعر بخيبة أمل لعدم اتهام بارك صراحة في المؤامرة على رغم الأدلة المتوافرة.

وانتخب كيم رئيسا لكوريا الجنوبية العام 1997 وفاز بجائزة نوبل للسلام لترتيبه قمة غير مسبوقة مع كوريا الشمالية. وقضى كيم ست سنوات في السجن وثلاث سنوات في المنفى وعشر سنوات تحت الإقامة الجبرية لرفضه التعاون مع حكام كوريا الجنوبية العسكريين.