أطفال يرتدون أزياء مختلفة تمثل شخصيات ومناظر مخيفة، يطرقون أبواب الجيران ويهددون بقولهم «إما نأخذ الحلوى وإما تتلقّون منا خدعة». هكذا احتفل أطفال الجاليات الأجنبية - المسيحية خصوصا - في البحرين بعيد «الهالوين» في اليوم الأخير من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، ولأن بعض أطفالنا لا يكتفون في احتفالاتهم بالقريعان بيوم واحد، فلايزال بعض الأطفال الأجاني مصرين على أن يمتد الهالوين حتى اليوم.
الكبار كانت الفنادق البحرنيية محط احتفالاتهم، إذ شهدت بعض الفنادق البحرينية احتفالات عدة، البعض منها كان مغلقا، والآخر كان مفتوحا للجميع.
لا يبدي البحرينيون اهتماما بهذه المناسبة، وفيما يعتبرها البعض منهم مناسبة رديفة لـ «القرقيعان» إذ يتشابه الأطفال في القيام بفعالياتهم، يعتقد البعض الآخر بحرمتها ويرفضون المشاركة فيها. وأيا يكن، فإن الكثير من البحرنييين وخصوصا من فئة الشباب باتوا يضعون عيد «الهالوين» ضمن الأجندة السنوية للأعياد والمناسبات الخاصة.
وتعتبر مناسبة «الهالوين» احدى المناسبات السعيدة على رغم ما فيها من خوف وترويع و»مقالب»، وخصوصا وسط المراهقين الذين يقومون عادة بأعمال قد تكون «مخيفة» نسبيا، وهو ما يتسبب في بعض الحالات في حصول الحوادث والإصابات وحتى بعض الصدمات العصبية.
ولوحظ ازدياد شعبية إحياء هذا العيد بعد أن وصلت الاحتفالات به إلى البيت الابيض والكثير من المشاهير وخصوصا نجوم هوليوود، ويقوم المشاهير بإحياء حفلات وسهرات تدوم حتى ساعات الصباح ويتبارون فيما بينهم بارتداء الأزياء التنكرية، بعضهم يفضل الأزياء المرعبة وآخرون يرتدون الأزياء المضحكة.
و»الهالوين» حسبما تقول الأسطورة، هو عيد للرعب يحتفل فيه العالم الغربي في آخر يوم من أيام أكتوبر. البعض يعتبره ذا أصول وثنية وآخرون يعطونه صبغة العيد الديني لارتباطه بعيد القديسين. واعتبر الكثير من المؤرخين عيد «السمهين» الذي كان يحتفل به أقوام «الكيلتك» القدامى من ايرلنديين وإسكوتلنديين وويلزيين هو الأصل الذي تحوّل فيما بعد إلى عيد «الهالوين». فقد كان يوم «السمهين» أول يوم من أيام السنة لدى الكيلتك الوثنيين، كما أنه كان يوم الموتى لديهم، حين كان الناس يعتقدون أن أرواح الموتى الذين ماتوا في تلك السنة يسمح لها بالعودة الى أرض الأحياء. وقد أدمج هذا العيد في «عيد القدّيسين» الذي يحتفل به المسيحيون وكان يعرف بـ «هلوز إيف» أو «هلوز إيفن» ومعناه «ليلة القدّيسين»، وهي الليلة التي تسبق يوم القديسين الذي كان يعرف باسم «هلوز داي». واشتق اسم هالوين من عبارة «هلوز إيفن».
وكان الناس في اوروبا على تحديدا، يعتقدون أن الموتى فى تلك الليلة يمشون بينهم، وأن السحرة يحلّقون فوقهم. ولهذا السبب توقد النيران في الهواء الطلق وذلك لإبعاد تلك الأرواح الشريرة.
وتعول بعض العادات التاريخية على أن تاريخ الهالوين جاء مع بدء المجتمعات الأوروبية، إذ كان الاوروبيون القدامى يرتدون الاقنعة المخيفة في نهاية كل حصاد زراعي ليبعدوا الارواح الشريرة في اعتقادهم، اذا كانوا يظنون ان كل من مات في العام السابق تزور روحه «الشريرة» الارض في هذا اليوم.