تسبب أحد المشروعات التي يتم تنفيذها مقابل منطقة البرهامة في إعطاب خزان ماء طبيعي تحت الارض يوجد على عمق يقرب من ستة امتار في الارض، ومازال نزيف هذا الخزان مستمرا منذ خمسة اشهر حتى الآن من دون أن تقدم الجهات الرقابية، كالبلدية ووزارة الاشغال والإسكان، وغيرها، على اتخاذ أي إجراء لوقف العمل في هذا المشروع أو اصلاح العطب، على رغم صعوبة الاصلاح.
وقال مهندسون، إن الموقع خصص لإنشاء مبنى متعدد الادوار، وإن قواعد المبنى أجريت على هذا الخزان الذي اصيب بهذا الفتق، ومازال ينزف، وهذا قد يؤثر على مستوى العيون الطبيعية التي تغذي المزارع الواقعة جنوب هذا الخزان الطبيعي. وقال مراقبون إنه «لوحظ في الفترة الاخيرة انخفاض معدل تدفق المياه العذبة من العيون الطبيعية»
من جانبه، قال الناشط البيئي محمد المرباطي: «رأيت الموقع ويبدو أن المجرى اصبح كالنبع القوي الذي يضخ المياه العذبة، وتذوقنا الماء وهناك انبوب قطره 10 بوصات يسحب المياه العذبة بشفاطات ويضخها في المجاري، وهناك خزانات مياه وهناك احواض تسحب منها، لأن الشفاطات لا تستطيع أن تتدارك تدفق المياه، ونحن نعاني من شح في المياه، وهذه ازمة في اسلوب التعامل مع المياه عموما، واعتقد أن سبب المشكلة عدم وجود اية رقابة واي تخطيط وعدم معرفة ما يوجد تحت الارض، إذ إن أي شركة تفعل ما تشاء، فيؤدي ذلك الى كارثة بيئية».
وطالب بضرورة احالة هذه المشروعات الى مسوحات جيولوجية ومسوحات هيدروليجية، وخصوصا مع شروع عدد من المؤسسات في الاستثمار في القطاع العقار العمودي.
يذكر أن هناك اكثر من 30 مزرعة في منطقة البرهامة تعتمد معظمها على السقي والري على المياه العذبة، إذ مازالت هناك مياه عذبة في مناطق متفرقة من البحرين.
ويشار الى أن الاجراءات والقوانين لا تفرض على الاشخاص الحصول على خريطة تتوافر فيها معلومات كافية عن البنى التحتية وخطوط التسليك قبل البدء بأي مشروع انشائي، كما أن الآبار والعيون العذبة مترابطة مع بعضها بعضا، وفي حال حصول اي عطب في إحدى العيون فإن ذلك يؤدي الى نزف باقي العيون والآبار المترابطة. وتتنوع أنواع المياه في البحرين بين: مياه محلاة والثانية عذبة في باطن الارض، ومعالجة تنتج معظمها محطة توبلي.
العدد 1885 - السبت 03 نوفمبر 2007م الموافق 22 شوال 1428هـ