تنتظر جثّة المواطن البحريني حمد محمد الممدة في ثلاجة مشرحة مجمع السلمانية الطبي منذ شهر سبتمبر/ أيلول من العام 2006، مراسم الدفن التي طال انتظارها.

وكشف مصدر موثوق به في مجمع السلمانية الطبي لـ«الوسط» أن حمد أُدخل إلى أحد أجنحة المجمع الطبي بعد أن تلقى قسم الإسعاف بلاغا عن وجود جثة ممدة في إحدى مناطق البحرين، مشيرا إلى أن حمد بقي في الجناح يومين قبل أن يوافيه الأجل ويودع جثمانه إلى ثلاجة المشرحة.

وأضاف المصدر أن حمد استفاق وأطلع الموظفين على اسمه وسأل إن كان أحد أهله سأل عنه، إلا أنه غاب عن الوعي ولم يفق حتى فارق الحياة، قائلا: «لم تكن بحوزة حمد أية مستندات أو بطاقة شخصية تدل على عنوانه أو عائلته على الأقل، وبالتالي لم نستطع الحصول على معلومات عنه، ومما زاد من المشكلة أن أهل المتوفى لم يسألوا عنه حينما أدخل المستشفى ولم يسألوا عنه عندما أودع جثمانه الثلاجة».

وأكد المصدر أن مجمع السلمانية الطبي خاطب الشرطة لأخذ البصمات عن المتوفى لمعرفة أي معلومات عنه، «ولكن حتى الآن لم يصل إلينا أيّ رد ولم تقم الشرطة بأخذ البصمات عن الجثة وهو ما يثير الشكوك حول الموضوع، ونحن لا نعلم ما الذي يمنع الشرطة من القيام بعملها». ونوّه المصدر إلى أن ملامح وجه حمد اختفت، قائلا: «أولا فقد قضى حمد مدة طويلة في ثلاجة المستشفى، ولا ننسى أن ثلاجة المستشفى قديمة ونظرا إلى رداءتها تتغير ملامح الموتى في مدة أقل من أسبوع، ولذا فمن المستحيل أن نعرف ملامح وجه حمد وهو ما يصعب من مهمة معرفة عائلته التي لم تسأل عنه مطلقا»، موضحا أن سوائل جسم حمد نزلت في صينية الثلاجة ونزل اللحم إلى الهيكل مشكلا صورة مروعة. وبيّن المصدر أن مشرحة مجمع السلمانية الطبي لم تسجل مسبقا حادثا مماثلا لبحرينيين، وقال: «من المفترض أن تقوم الشرطة بعرض صورة المتوفى في الصحف ليتعرف عليه أهله، وإن سلمنا بأنه مقطوع من شجرة فعلى الأقل يسمح بدفان جثمانه بدل بقائه في المشرحة فكرامة الميت دفنه، ونحن من منبر «الوسط» ندعو المسئولين إلى النظر في مأساة هذا المواطن الذي ينتظر مراسم دفنه منذ فترة طويلة جدا ونأمل أن يغلق ملف القضية في أسرع وقت ممكن وإن لم يغلق الملف من جانب التحريات فعلى الأقل يودع الجثمان إلى التراب».