رأى رئيس مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للهندسة الميكانيكية المنعقد حاليّا في البحرين حسن صبري أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الشركات ليس في المنطقة فحسب وإنما في جميع دول العالم تقريبا هو نقص المهندسين الميكانيكيين المتخصصين والمهرة لتشغيل محطات النفط والغاز والبتروكيماويات والطاقة وأن الطريقة المثلى لتغطية ذلك تكمن في تطوير التعليم.
وبين أن المؤتمر الذي افتتحه وزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر «جاء بحسب التوقعات وأن جميع الملاحظات التي وصلتنا كانت إيجابية جدّا وأن الحضور في المؤتمر فاق التوقعات بينما انشغلت جميع مساحة المعرض المصاحب للمؤتمر إذ بلغ عدد الشركات المشاركة فيه نحو 75 شركة من 17 بلدا.
وأبلغ صبري «الوسط» في لقاء خاص على هامش المؤتمر الذي يستمر 4 أيام «هناك نقص في المهندسين المدنيين في المنطقة – المهندسين المتخصصين في المعدات الدوارة مثل المضخات ومهندسي الصمامات ومهندسي تكييف ومهندسي اهتزازات. النقص ليس في المنطقة فقط وإنما في جميع دول العالم.
وأوضح صبري «الآن التخصصات في الهندسة تختفي وأصبح هناك عزوف عن الالتحاق بقطاع الهندسة. المشكلة التي تواجهها الشركات في المنطقة ودول العالم الأخرى هي أنه عند خروج المتقاعدين لا يوجد متخصصون يحلون مكانهم. إحلال المهنيين المتخصصين، أو ما يسمى بالقيادة المتتابعة، هو التحدي الكبير».
وذكر أن «منطقة الخليج العربي عموما لا تختلف عن بقية الدول في التحدي الذي تواجهه في تشغيل محطات النفط والغاز والبتروكيماويات والكهرباء. ولأول مرة يأتي مؤتمر متخصص يهدف إلى تبادل الخبرات والمعرفة».
وأضاف «التحدي هو تشغيل المحطات التي لدينا باعتمادية عالية من دون مشكلات وفي الوقت نفسه تحسين المنتجات. الفائدة الكبرى من المؤتمر هي التعرف على المتحدثين الذين قدموا من نحو 17 دولة للمشاركة في المؤتمر وعرض خبراتهم».
وتطرق إلى المؤتمر والمعرض المصاحب له، فقال صبري: «كان المعرض واضحا جدّا من حيث عرض المنتجات والخدمات، وكذلك القبول كان جيدا والعرض ممتازا». والحدث هو الأول من نوعه يقام في الشرق الأوسط. وسيقام المؤتمر الثاني في البحرين كذلك في العام 2009.
وبين صبري أن المنطقة مملوءة بشركات النفط والغاز التي تجوب المنطقة وأن الهدف الرئيسي من المؤتمر « تطوير الامتياز في العمليات إذ شعرنا أن هذا الموضوع لم يأخذ حقه تماما في المؤتمرات الأخرى السابقة. هذا المؤتمر يعالج الامتياز في التشغيل في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات وبقية المصانع الأخرى مثل الكهرباء والماء».
وقال صبري وهو أيضا نائب رئيس جمعية المهندسين الأميركية في المملكة العربية السعودية التي تساند المؤتمر بقوة «كان الحضور كثيفا من شركة أرامكو السعودية، وأن معظم البحوث والدراسات في المؤتمر جاءت من الشركة السعودية النفطية العملاقة، على رغم أن 17 دولة شاركت فيه من ضمنها بريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة الأميركية وكندا وإيران ومصر وجميع دول الخليج».
وردّا على سؤال بشأن نقل التقنية، قال صبري: «إن جميع المؤتمرات ومن ضمنها المؤتمر الحالي تخدم موضوع جلب التقنية إلى المنطقة وأن «جلب التقنية هو هدف معلن وغير معلن للمؤتمر».
وأضاف أنه لتعظيم الفائدة فإن اللجنة التنظيمية للمؤتمر ستقوم بوضع جميع الأوراق والبحوث التي تقدم في المؤتمر الذي يستمر 4 أيام في CD، وسيتم تسليم جميع الحاضرين نسخة من المحاضرات والأوراق، وستكون كذلك متوافرة لمن يرغب في الشراء».
من ناحية أخرى، دعا رئيس اللجنة الميكانيكية الأميركية سام زامرك دول الخليج العربية إلى تطوير التعليم لكي يتلاءم مع متطلبات الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، وطالب بأن يسمح للطلاب حضور مثل هذه المؤتمرات لتعظيم الاستفادة، كما تفعل بلاده في الوقت الراهن.
ووصف المؤتمر بأنه «جيد جدّا» بسبب الحضور الكثيف إذ بلغ العدد نحو 700 شخص وكذلك الأوراق الغنية التي قدمها المتحدثون.
وتطرق إلى التحدي الذي تواجهه الدول وخصوصا منطقة الشرق الأوسط، فبين أن هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها للمنطقة «ونحتاج إلى تطوير قطاع التعليم بهدف تنمية المهارات البشرية لكي يتعرفوا على السوق العالمية لأننا الآن في سوق عالمية ويجب أن نضع ذلك في النظام التعليمي وأن مثل هذا المعرض في البحرين مهم لزيادة معرفة الطلاب».
وأضاف «من الأفضل دائما جلب الطلاب إلى مثل هذه المؤتمر لأنه مؤتمر معرفة وأن المنظمين قاموا بعمل طيب».
وكان الوزير البحريني أبلغ المجتمعين أنه يعتقد أن قطاع الإنشاءات الإقليمي والتوسع في إنتاج النفط والغاز لم يصل إلى القمة بعد على رغم نمو أسعار النفط إلى نحو 100 دولار للبرميل الواحد ووجود مشروعات إنشائية في دول الخليج العربية تقدر بنحو 1،3 تريليون دولار بالإضافة إلى مشروعات تحت الدراسة قيمتها نحو 150 مليار دولار.
وأدى نمو أسعار النفط في الأسواق الدولية إلى طفرة اقتصادية غير مسبوقة في دول الخليج العربية وجميعها منتجة للنفط وتصدر نحو 15 مليون برميل يوميّا أي نحو ربع الاستهلاك العالمي من النفط.
العدد 1887 - الإثنين 05 نوفمبر 2007م الموافق 24 شوال 1428هـ