تواصلت تنديدات الجمعيات والتكتلات البيئية بإعطاب خزان ماء طبيعي تحت الأرض يوجد على عمق يقرب من ستة أمتار في الأرض في منطقة البرهامة منذ ما يقارب الأشهر الخمسة، إذ حمّل عضو التكتل البيئي غازي المرباطي الجهات المعنية والحكومة مسئولية هدر هذه الكميات الكبيرة من المياه الارتوازية.
وأشار إلى أن «البحرين تواجه مشكلة شح الموارد المائية، وتحديدا المياه الارتوازية ولذلك نستغرب مرور هذا الوقت من دون أن تتحرك الجهات المعنية»، متسائلا «لمصلحة من يتم هدر هذه الكمية الكبيرة من المياه الحلوة؟، والتي سنحتاجها في المستقبل، ونتساءل أيضا عن المنشأة على هذا الموضع هل هي لأحد المتنفذين؟، الذين استطاعوا من خلال نفوذهم السيطرة على الموضوع إلى درجة وصول الموضوع بالجهات المعنية إلى عدم اتخاذ أي إجراءات»، مضيفا «كما نحمل المسئولية أيضا مجلس بلدي العاصمة وأشدد على ضرورة المطالبة بوضع حل سريع لهذا الموضوع».
إلى ذلك استنكرت جماعة الخضر البحرينية تجاهل المسئولين في البلدية ووزارة الأشغال والإسكان ما تتعرض له المياه الجوفية من هدر وإهمال، جاء ذلك خلال تفقدها عمليات البناء في أحد المشروعات الخاصة بمنطقة البرهامة حيث تتدفق مياه جوفية منذ خمسة شهور متواصلة بلا محاولة للحفاظ عليها.
وقالت جماعة الخضر البحرينية في بيان صادر عنها أمس إن ذلك يأتي «في وقت تعاني فيه البلاد من شحّ المياه الجوفية وزيادة ملوحتها، بالإضافة إلى تلوث مياه البحر الذي أصبح من أكبر المشكلات التي تعاني منها البلاد، ناهيك عن الاستنزاف الجائر لما تبقى من هذه المياه الجوفية من خلال المزارع والبساتين الخاصة، وقله الوعي لدى المواطنين والمقيمين بهذه الثروة الوطنية»، وناشدت الجماعة الحكومة بفرض «مزيد من الرقابة على مثل هذه المشروعات وأصحابها من أجل الحفاظ على كل الثروات الكامنة في باطن الأرض، فهي ملك الأجيال المقبلة والجميع يتحمل المسئولية التاريخية في الحفاظ على هذه الثرة الوطنية».
وكان أحد المشروعات التي يتم تنفيذها مقابل منطقة البرهامة تسبب في إعطاب خزان ماء طبيعي تحت الأرض يوجد على عمق يقرب من ستة أمتار في الأرض، ومازال نزيف هذا الخزان مستمرا منذ خمسة أشهر حتى الآن من دون أن تقدم الجهات الرقابية، كالبلدية ووزارة الأشغال والإسكان، وغيرها، على اتخاذ أي إجراء لوقف العمل في هذا المشروع أو إصلاح العطب، على رغم صعوبة الإصلاح.
وقال مهندسون، إن الموقع خصص لإنشاء مبنى متعدد الأدوار، وإن قواعد المبنى أجريت على هذا الخزان الذي أصيب بهذا الفتق، ومازال ينزف، وهذا قد يؤثر على مستوى العيون الطبيعية التي تغذي المزارع الواقعة جنوب هذا الخزان الطبيعي. وقال مراقبون إنه «لوحظ في الفترة الأخيرة انخفاض معدل تدفق المياه العذبة من العيون الطبيعية»
من جانبه، قال الناشط البيئي محمد المرباطي: «رأيت الموقع ويبدو أن المجرى أصبح كالنبع القوي الذي يضخ المياه العذبة، وتذوقنا الماء وهناك أنبوب قطره 10 بوصات يسحب المياه العذبة بشفاطات ويضخها في المجاري، وهناك خزانات مياه وهناك أحواض تسحب منها، لأن الشفاطات لا تستطيع أن تتدارك تدفق المياه، ونحن نعاني من شح في المياه، وهذه أزمة في أسلوب التعامل مع المياه عموما، وأعتقد أن سبب المشكلة عدم وجود أية رقابة وأي تخطيط وعدم معرفة ما يوجد تحت الأرض، إذ إن أية شركة تفعل ما تشاء، فيؤدي ذلك إلى كارثة بيئية».
وطالب بضرورة إحالة هذه المشروعات إلى مسوحات جيولوجية ومسوحات هيدروليجية، وخصوصا مع شروع عدد من المؤسسات في الاستثمار في القطاع العقار العمودي.
يذكر أن هناك أكثر من 30 مزرعة في منطقة البرهامة تعتمد معظمها على السقي والري على المياه العذبة، إذ مازالت هناك مياه عذبة في مناطق متفرقة من البحرين.
ويشار إلى أن الإجراءات والقوانين لا تفرض على الأشخاص الحصول على خريطة تتوافر فيها معلومات كافية عن البنى التحتية وخطوط التسليك قبل البدء بأي مشروع إنشائي، كما أن الآبار والعيون العذبة مترابطة مع بعضها بعضا، وفي حال حصول أي عطب في إحدى العيون فإن ذلك يؤدي إلى نزف باقي العيون والآبار المترابطة. وتتنوع أنواع المياه في البحرين بين: مياه محلاة والثانية عذبة في باطن الأرض، ومعالجة تنتج معظمها محطة توبلي.
العدد 1888 - الثلثاء 06 نوفمبر 2007م الموافق 25 شوال 1428هـ