ارتفع سعر برميل سلة خامات أوبك (159 لترا) فوق مستوى 89 دولارا للبرميل للمرة الأولى في تاريخه. وقالت الأمانة العامة لمنظمة أوبك أمس (الأربعاء) إن سعر البرميل الواحد بلغ 89,13 دولارا أمس الأول (الثلثاء) مرتفعا بمقدار دولار واحد عن مستواه في اليوم السابق.
وانتعشت الأسعار بفعل ضعف الدولار وزيادة الطلب على النفط. وأشار أعضاء المنظمة إلى أن تأثير الارتفاع لم يكن بالدرجة الكبيرة إذ أنه في ظل ضعف الدولار واحتساب التضخم وفقا للعوامل المتغيرة فإن الأسعار لا تزال أقل من مستويات الذروة التي وصلت إليها العام 1980.
وكانت «أوبك» التي حددت سقف إنتاجها في العام الماضي قد وافقت خلال أحدث اجتماعاتها في سبتمبر/ أيلول الماضي على زيادة معدلات الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من الأول من الشهر الجاري.
ومن المتوقع أن يجرى مزيد من المفاوضات بشأن زيادة الإنتاج خلال الاجتماع المرتقب لرؤساء الدول الأعضاء في «أوبك» في الرياض بالسعودية خلال يومي 17 و18 نوفمبر/ تشرين الثاني وذلك على رغم أن العديد من الدول الأعضاء في المنظمة أعربت عن شكوكها بأن تساهم زيادة سقف الإنتاج في خفض الأسعار والسيطرة على الأسواق.
وواصلت أسعار النفط أمس الاقتراب من حاجز 100 دولار للبرميل وسجل خام غرب تكساس الأميركي المتوسط للعقود الآجلة تسليم ديسمبر/ كانون الأول المقبل 98,46 دولارا للبرميل وذلك قبل ساعات من صدور بيانات كميات المخزون الأميركي من النفط الخام.
وتراجع سعر الخام الأميركي بشكل طفيف أثناء التعامل وسجل البرميل 98,33 دولارا بزيادة قدرها 1,63 دولار عن سعر الإقفال أمس الأول (الثلثاء).
وفي الوقت نفسه سجل مزيج برنت بحر الشمال اليوم 95,09 دولارا محققا رقما قياسيا جديدا وبزيادة قدرها 1,69 دولار عن سعر الإقفال أمس الأول.
وأرجع الخبراء الارتفاع الملحوظ والسباق نحو حاجز 100 دولار للبرميل إلى تراجع قيمة الدولار الأميركي والتوقعات بانخفاض مخزون الاحتياطي الأميركي من النفط الخام الذي بلغ أدنى مستوى له منذ عامين.
يذكر أن أسعار النفط الأميركي ارتفعت منذ أغسطس/ آب الماضي بنسبة 40 في المئة أو 30 دولارا بسبب أزمة التمويل العقاري واتجاه شركات الاستثمار والمضاربة إلى قطاع النفط بعد خسائر أسواق العقارات.
ويرى الكثير من المحللين أن المبالغة في أسعار النفط لا تستند على أسس السوق المتعارف عليها وفي مقدمتها العرض والطلب وأرجعوا الارتفاع إلى عمليات المضاربة.
وسجل مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف مستويات قياسية جديدة أمس مدعومين بهبوط الدولار والمخاوف بشأن إمدادات الشتاء التي عززتها عاصفة في بحر الشمال وانخفاض متوقع في مخزونات النفط الأميركية.
وبلغ برنت أعلى مستوى على الإطلاق عند 95 دولارا للبرميل في حين قفز الخام الأميركي أيضا إلى مستوى قياسي عند 98,43 دولارا للبرميل.
وقالت ماري هوبنكز من مؤسسة إم.أف غلوبال «هناك إجماع على صعود النفط والاتجاه العام في السوق هو الوصول إلى مستوى 100 دولار (للبرميل)».
وقالت الوحدة النرويجية لشركة النفط البريطانية الكبرى (بي بي) أمس إنها ستغلق حقل فالهال الذي ينتج 80 ألف برميل يوميا اعتبارا من مساء اليوم (الخميس) بسبب عاصفة في بحر الشمال.
وبلغ مزيج برنت في بورصة انتركونتننتال بلندن 95,00 دولارا للبرميل بارتفاع 1,74 دولار عن إغلاق أمس الأول بينما ارتفع الخام الأميركي الخفيف 1,73 دولار إلى 98,43 دولارا للبرميل. وزاد سعر السولار 13,25 دولارا إلى 840,25 دولارا للطن.
وتأهبا لمزيد من الآثار السلبية الناجمة عن أزمة سوق الرهن العقاري عالي المخاطر بالولايات المتحدة وسعيا للعثور على ملاذ من هبوط الدولار الأميركي دفع المستثمرون أسعار النفط إلى الارتفاع نحو 30 دولارا للبرميل منذ منتصف أغسطس كما اقبلوا على شراء سلع أولية أخرى مثل الذهب الذي بلغ الآن أعلى مستوى في 28 عاما.
العدد 1889 - الأربعاء 07 نوفمبر 2007م الموافق 26 شوال 1428هـ