أعلن ضابط أميركي رفيع المستوى أمس أن القوات الأميركية في العراق أطلقت سراح 500 معتقل خلال احتفالية أقيمت في معسكر كامب فكتوري بالقرب من مطار بغداد الدولي، في وقت أعلن فيه الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده الأربعاء. وجرت اشتباكات بين عناصر في تنظيم «القاعدة» واللجان الشعبية في بعقوبة، فيما اتهمت قيادة شرطة كربلاء أمس ميليشيا «جيش المهدي» التابعة للزعيم الديني مقتدى الصدر بمئات عمليات الاغتيال تحت «ذريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» خلال السنوات الأربع الماضية.
وكان مكتب نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أعلن في بيان الاثنين الإفراج عن ما لا يقل عن 683 معتقلا في سجون تديرها الولايات المتحدة في العراق منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وتندرج عمليات الإفراج في إطار برنامج بدأ بتنفيذه مكتب الهاشمي بالتعاون مع الجيش الأميركي من أجل إطلاق سراح سجناء معتقلين منذ فترة طويلة من دون توجيه تهم إليهم.
من جانبه رحب رئيس وزراء العراق نوري المالكي بالإفراج عن المعتقلين ودعاهم للمساهمة في تحسين أمن العراق. وألقى المالكي كلمة أمام السجناء الذين اصطفوا في القاعدة الأميركية (كامب فكتوري) إذ لبس عدد كبير منهم قمصانا يبدو أن الجيش وزعها عليهم. وقال المالكي للصحافيين إن الحكومة العراقية تريدهم أن يغيّروا الاتجاه وأن يساهموا في عملية بناء البلاد وتطويرها. وأضاف أن الأمن هو «المفتاح الذهبي» وأن حكومته ستتحرك بقوة لجعل العام 2008 عام البناء والخدمات.
من جهة أخرى اتهمت قيادة شرطة كربلاء أمس ميليشيا «جيش المهدي» التابعة للزعيم الديني مقتدى الصدر بمئات عمليات الاغتيال تحت «ذريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» خلال السنوات الأربع الماضية.
وأفاد البيان الذي يعتبر الاتهام الصريح الأول ضد ميليشيا «جيش المهدي» من قبل قادة عراقيين «نحمل ميليشيا جيش المهدي مسئولية مئات الأرواح التي أزهقت ظلما وعدوانا ونحملهم مسئولية الانتهاكات التي طالت حقوق الإنسان في كربلاء والفوضى والإرباك الأمني الذي ساد المدينة قبل حوادث كربلاء».
من جانه أعلن الجيش الأميركي في العراق عن مقتل أحد جنوده متأثرا بجروح أصيب بها بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريته جنوبي بغداد الأربعاء. وقال بيان للجيش الأميركي أمس إنه «لقي أحد جنود الفرقة المتعددة الجنسية في وسط العراق مصرعه متأثرا بجروح أصيب بها في انفجار عبوة ناسفة على دورية راجلة للجيش الأميركي جنوبي بغداد أمس الأول».
في غضون ذلك لقي مسلحان ينتميان لتنظيم «القاعدة» مصرعهما، بينما أصيب أحد عناصر اللجان الشعبية المساندة للقوات الأميركية والعراقية الحكومية في اشتباكات اندلعت في مدينة بعقوبة (مركز محافظة ديالى) صباح أمس. وقال مسئول اللجان الشعبية في ناحية كنعان، حيدر الكرخي ان «معركة شرسة دارت صباح اليوم (أمس) بين العشرات من مسلحي تنظيم (القاعدة) وعناصر اللجان الشعبية بالناحية، ما أسفر عن مقتل مسلحين اثنين وإصابة أحد مقاتلي اللجان الشعبية بجروح».
على صعيد متصل استهدف تفجير انتحاري بسيارة مفخخة صباح أمس مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في ناحية تلسقف، شمالي العراق. وبحسب مصادر الشرطة، فقد تسبب الهجوم بمصرع امرأة وإصابة خمسة أشخاص آخرين بجروح. وفي مدينة الكوت كبرى مدن محافظة واسط أعلنت الشرطة مقتل اثنين من عناصرها وإصابة أربعة آخرين بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم، فيما أعلن مسئول أمني في البصرة أن مدير مديرية تربية المدينة قحطان الموسوي نجا من محاولة اغتيال فاشلة إثر تفجير عبوة ناسفة على موكبه.
إلى ذلك أعلن مصدر في مجلس صحوة الأنبار عن مصرع ضابطين عراقيين رفيعي المستوى مع أربعة عسكريين وجرح عدد مماثل في هجوم بعبوة ناسفة استهدفت موكبهما شمالي مدينة الفلوجة أمس.
وفيما يتعلق بالأزمة التركية أفادت وكالة أنباء «فرات» القريبة من حزب العمال الكردستاني أمس أن الحزب يخشى هجوما جويا تركيا وشيكا على قواعده في شمال العراق، وذلك بعدما التزمت واشنطن مساعدة تركيا في التصدي للمتمردين الأكراد. وذكرت الوكالة نقلا عن مصادر قريبة من حزب العمال الكردستاني أن طائرات استطلاع أميركية حلقت فوق معسكرات الحزب في جبال قنديل القريبة من الحدود الإيرانية خلال الأيام الأربعة الأخيرة، مركزة على مواقع قادة المنظمة.
من جهته قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا تهدف إلى القضاء على المتمردين الأكراد الذين ينشطون في شمال العراق، لكنه لم يكشف عن «كيف ومتى وأين» قد تحدث عملية عسكرية في المستقبل.
العدد 1890 - الخميس 08 نوفمبر 2007م الموافق 27 شوال 1428هـ