انتشرت خلال الأعوام الـ 15 عاما الأخيرة ظاهرة إقامة الأفراح وحفلات الزواج في صالات خاصة تتسم بكبر مساحتها التي تتسع لمئات المدعوين، وإن حضروا الحفلات من دون بطاقات، بعد أن كانت الحفلات تقام في «الحوش» وداخل المنازل وعلى أسطحها.
إلا أن تلك الصالات التي كانت تؤجر بمبالغ لا تتجاوز الـ 100 دينار لأفضلها وأرقاها في ذلك الوقت، ومع تغير الأذواق وظروف الحياة تطورت إلى صالات مجهزة بأحدث الأثاث والأجهزة السمعية المتطورة، بالإضافة إلى ذلك تقديمها بوفيه العشاء وأحيانا خدمة التصوير، وغير ذلك مما يطلبه العريسان.
تلك الصالات كانت في يوم ما مقتصرة على الأفراد من الفئة متوسطة الدخل، بينما كان المقتدرون ماديا وأبناء الأثرياء يتجهون إلى إقامة حفلاتهم في فنادق 5 نجوم، إلا أن الصورة الأخيرة اتسعت لتشمل كل من يرغب في ذلك من الناس، فالقروض والديون لم تعد إلا وسيلة يتجه إليها الشباب ليقضوا بها أمور حياتهم.
أما خلال الأعوام القليلة الماضية ظهرت صالات للأفراح تحاول من خلال الخدمات التي توفرها أن تنافس الفنادق في كل شيء بدءا بتقديمهم كل ما يرغب فيه العريسان ووصولا إلى الأسعار الخيالية للإيجار التي هي في ارتفاع، والتي تتجاوز قيمة المهور أحيانا، مُشكلة بذلك احتكارا من جانب تقديمها كل الخدمات اللازمة لتلك الليلة.
خدمات لا تتناسب مع الأسعار
في هذا الجانب تحدث سيدعلوي الموسوي قائلا: «إن أسعار صالات الأفراح مبالغة جدا، في حين أنها تقدم خدمات عادية لا تتجاوز بطاقات الدعوة العادية جدا، والمكسرات، والبوفيه البسيط، لنجد في النهاية أن الخدمة ككل لا تتناسب مع إجمالي السعر»، مضيفا أن «بعض الصالات تبرم عقدا يحتوي من بين بنوده على ما يفيد بأن المبلغ يكون من حقهم في حال تغيير المستأجر للصالة رأيه حتى وإن كان لأمر طارئا».
ونوه الموسوي إلى أن «ابني أقام حفلة لخطوبته في إحدى الصالات الكبيرة، ولكن رضانا عن الصالة لم يتجاوز 50 في المئة»، معتبرا أن «السعر لا يجب أن يتجاوز 1000 دينار، بينما دفعنا لها أكثر من 2000 دينار»، لافتا إلى أنه «يجب على أصحاب صالات الأفراح أن ينتبهوا إلى أن وقت الحفلة لا يتجاوز الساعات».
وبحسب الموسوي «اخترنا الصالة التي أتحدث عنها نزولا لرغبة خطيبة ابني، ولو كان الأمر بيدي لاخترت المأتم لأنني أفضل ذلك المكان على أي مكان آخر»، مشيرا إلى أن ابنه اقترض قرضا بقيمة 7 آلاف دينار من أجل الخطوبة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الظروف الحالية هي التي تحكم الشباب فنجدهم يعملون كل شيء من أجل حفلة الخطوبة، فيضطرون إلى إلغاء أية حفلات الزواج».
الأسعار في ارتفاع
ومن جانبه قال الشاب جعفر يوسف الذي أقام حفلة خطوبته قبل شهر من الآن: «إن المدعوين الذين حضروا حفلته التي أقيمت في إحدى الصالات المعروفة في البحرين لقوا ترحيبا جيدا، لكنهم انتقدوا البوفيه»، عازيا ذلك إلى أن «الأكل كان يضم بعض الأطباق الرئيسية والمقبلات التي لا تخرج عن ما هو مألوف، لذلك لم يكن بالمستوى الذي أردناه».
وأضاف يوسف أن «الصالة نفسها قبل أعوام من الآن كان سعرها لا يتجاوز 1500 دينار، ومع ذلك كان المبلغ كبيرا»، متسائلا «ماذا عن السعر الذي يعرضه أصحابها الآن، الذي تجاوز 2500 دينار ولايزال في ارتفاع؟»، مبينا أن «الصالات الآن تنافس الفنادق في كل شيء، ما يعني أن توجه الناس إلى الفنادق أفضل من الصالات».
ورأى يوسف أن «أصحاب الصالات يلجأون إلى رفع أسعارها بسبب الإقبال الكبير عليها، في حين أنهم يجب أن يراعوا الظروف المادية للناس وخصوصا الشباب».
وعن الخدمات التي قدمتها الصالة التي أقام فيها يوسف حفلته قال إنها تمثلت في تقديم: الشاي والقهوة والمكسرات والكعك والعصير والبوفيه وإيجار المكان والتصوير بالتعاقد مع أحد استوديوهات التصوير، و (DJ).
الفندق أفضل من الصالة
وفي الجانب نفسه قالت علياء التاجر: «إنني أنصح من يود أن يقيم له حفلة أن يتوجه إلى فندق بدلا من أية صالة، بسبب ارتفاع أسعار إيجار الصالات في الآونة الأخيرة».
وعن حفلة خطوبتها قالت التاجر: «إنني أقمت الحفلة في صالة كانت للتو خاضعة لعمليات تطوير، فكان سعرها يتجاوز 800 دينار، على رغم صغر حجمها، وإنها كانت من دون أية خدمات»، موضحة «إنني وخطيبي اخترناها في ذلك الوقت لأنها تميزت بميزة واحدة وهي أنها من دون بطاقات دعوة، وذلك يعني حضور أكبر عدد من المدعوين لنا».
وبحسب التاجر فإنها قررت بعد حفلة الخطوبة الكبيرة ألا تقيم حفلة للزواج، وخصوصا أن حفلة الخطوبة كلفتها الكثير، بالإضافة إلى مرورها بظرف منعت من إقامة حفلة في ذلك الوقت.
بوفيه غير نظيف
الشابة ريم الجزيري هي الأخرى أقامت حفلة خطوبتها في إحدى الصالات الكبرى، وبمبلغ تجاوز 1500 دينار، موضحة أن العرض الذي قدم لها شمل: الصالة والأكل والحلويات والتصوير وعشاء للعريسين، بالإضافة إلى غرفة خاصة للرجال.
وقالت الجزيري: «إن مميزات الصالة جعلتنا نختارها من دون تردد، وخصوصا أننا كنا منشغلين بأمور كثيرة في ذلك الوقت، كما ينشغل أي عروسين، لكننا وجدنا بعد ذلك أن البوفيه الذي تقدمه الصالة غير نظيف، على رغم أنه يلعب دورا في رفع سعر الصالة».
أما عن حفلة الزواج قالت الجزيري: «قررنا أن نقيم لنا حفلة أيضا في صالة مناسبات ولكن في صالة أخرى، عازية ذلك إلى أن سعرها أرخص بكثير من الصالة السابقة».
اخترنا المأتم لأنه أفضل
أما الشابة رقية محمد قالت إن حفلة خطوبتها أقيمت في مأتم بمنطقة عالي، موضحة أن «المأتم أفضل وأرخص من أي مكان آخر».
وأضافت محمد أن «أفراد أسرتي وأسرة خطيبي كان لهم دور في اختيار المكان الذي يريدونه ونحن نحترم ذلك، وخصوصا أنهم لا يرغبون في إقامة الحفلات خارج المنطقة»، مشيرة إلى أنه «في جميع الحالات فإن أسعار الإيجار في المآتم لا تتجاوز 80 دينار».
وعن رأيها في إقامة الحفلات في الصالات والفنادق قالت محمد: «أراه جيدا وخصوصا أنها توفر جميع احتياجات العريسين من الألف للياء، إلا أن ما يعيبها هو ارتفاع أسعارها التي لا تقل الليلة الواحدة لها عن 400 دينار».
وبحسب محمد فإن «الأسعار قد تكون مناسبة في بعض الأوقات، ولكن يكون كذلك لمن يستطيع أن يدفع، بينما نجد أن كل من لا يتجاوز راتبه 500 دينار سيجد أسعار تلك الصالات أو الفنادق مرتفعة جدا».
العدد 1891 - الجمعة 09 نوفمبر 2007م الموافق 28 شوال 1428هـ