العدد 1892 - السبت 10 نوفمبر 2007م الموافق 29 شوال 1428هـ

الفارس أطلق صرخة الصعود... والمدينة بدأ رحلة بلا حدود... وسترة هل يعود؟

جولة «ممطرة» ومثيرة في دوري الظل والظلام تبشر بموسم ناري

أفصحت الجولة الأولى من دوري الدرجة الثانية عن ملامح وتصورات مبدئية تبشر فعلا بموسم جديد مرشح أن يكون حافلا بالكثير من المتعة والإثارة والقوة نظرا إلى ما رافق مباريات الجولة الثلاث والتي جاءت بالكثير والكثير.

نعم إنها «جولة ممطرة» و»حمى البداية» هو العنوان الرئيسي للجولة الأولى لمسابقة دوري الدرجة الثانية لكرة القدم والذي انطلق الثلثاء الماضي، وعلى عكس التوقعات جاءت البداية مثيرة وقوية إلى حد بعيد في المباريات الثلاث التي لعبت حتى الآن، فجميع الفرق أكدت جديتها واستعداداتها وطموحها من أجل الدخول في لعبة المنافسة مع الفارق في نسب الترشيح والترشح.

ومن المؤكد والمتوقع ومع توالي المباريات والجولات سيكون شكل المسابقة أفضل وأكثر تطورا من خلال تحسن مستويات الفرق واللاعبين ومع الدخول في مرحلة المنافسة على اللقب والصعود إلى دوري الأضواء وبعد الوصول إلى مستوى عال من فورمة المباريات.

وجميع الفرق سواء التي حققت الفوز أو التي انهزمت أو حتى رضت وارتضت بالتعادل كانت تخطط للخروج من الجولة الأولى بأكبر المكاسب وأقل الخسائر في حسابات النقاط وهو أمر معروف وخصوصا أنها البداية فقط لجس نبض الفرق جميعها.

ومن المناسب ونحن نتحدث عن الجولة الأولى أن نأخذ بعين الاعتبار حال التجدد الواسعة التي طغت على صفوف غالبية فرق المسابقة سواء على صعيد الأجهزة الفنية أو على صعيد لاعبيها وتشكيلاتها، وهو الأمر الذي يدعونا إلى التريث قليلا وعدم التسرع في إصدار أي حكم على مستويات الفرق لأنها المباراة الأولى لكل فريق والتي دائما ما تأتي صعبة، ومن المتوقع أن نرى ونشاهد تفاعلا كبيرا بين مدربي الفرق ولاعبيهم في المباريات المقبلة.

عموما يمكننا أن نقول إن الجولة الأولى من المسابقة عكست حقيقة ذكرناها قبل أن يبدأ دوري «الظلام» وهي تقارب المستويات بين غالبية فرق المسابقة الأمر الذي انعكس مباريات الجولة والنتائج التي سجلت والتي تعتبر مقبولة ومتوازنة من دون أن نشهد تباينا واسعا وكبيرا من النوع الذي يمكن أن يشق المسابقة إلى أكثر من مستوى.

وجاءت نتائج الجولة الأولى على النحو الآتي: فوز المالكية على قلالي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وهو فوز متوقع ومنطقي لفارق الإمكانات بين الفريقين، في حين جاء فوز مدينة عيسى على سترة بهدفين مقابل هدف واحد ليؤكد أن المستوى العام لفريق سترة بعد نكسة السقوط وخروج غالبية لاعبيه ربما يكون مؤشرا لصعوبة مهمته في العودة إلى دوري الأضواء، أما عن مدينة عيسى فيعتبر جرس إنذار ودق ناقوس الخطر لجميع الفرق أن هذا الفريق سيكون بشكل مغاير هذا الموسم، أما مباراة التضامن والاتفاق والتي انتهت بالتعادل بخمسة أهداف لكل فريق فتعتبر هذه النتيجة بمثابة تأكيد على أن جميع مستويات الفرق ستشهد تقاربا ومن الصعوبة التوقع بما ستؤول به المباريات.

معدل تهديفي كبير

حفلت مباريات الجولة الافتتاحية بتسجيل 17 هدفا، وهو عدد كبير جدا في ثلاث مباريات فقط وبمعدل بلغ 5.3 أهداف لكل مباراة ما ينبئ بإثارة مقبلة في الجولات المقبلة، وحفل شوط المباراة الأول في المباريات الثلاث بتسجيل 10 أهداف، في حين تم تسجيل 7 أهداف في الشوط الثاني، وبنظرة سريعة يمكننا أن نقول إن المهاجمين تفوقوا على المدافعين في هذه الجولة، كما يمكننا أن نطلق تحذيرا إلى حراس المرمى في جميع الفرق، إذ سيواجهون على ما يبدو موسما أسود في ظل الشهية المفتوحة للاعبين والمهاجمين في هز الشباك وهو ما كشفت عنه المباريات الثلاث الأولى.

12 صفراء ولا حمراء

كما حضرت الأهداف في مباريات الجولة الأولى حضرت البطاقات الصفراء والتي بلغ عددها 12 بطاقة صفراء، في حين غابت البطاقات الحمراء عن مباريات هذه الجولة، وزعت البطاقات الصفراء على فرق المالكية وقلالي والتضامن بطاقتين لكل منهما، وثلاث بطاقات صفراء إلى فريقي الاتفاق ومدينة عيسى، في حين خرج فريق سترة من دون حصول أي من لاعبيه على بطاقات صفراء.

8 محترفين

شارك 8 لاعبين محترفين في صفوف جميع الفرق الستة التي لعبت في هذه الجولة، إذ شارك فريق التضامن 3 لاعبين هم الكاميروني زيزي والعاجيان موسى ديكوري ومحمد سيلا، وفي صفوف الاتفاق شارك المغربي جمال فقير، وفي صفوف مدينة عيسى شارك البريطانيان روبرت وديفيد، وأخيرا في صفوف قلالي شارك النيجيريان إيمانويل وجونسون، في حين لم يشارك في صفوف المالكية وسترة أي لاعب أجنبي واكتفوا باللاعبين المواطنين.

المباراة 90 دقيقة يا فرسان... والتفكير بإطلاق سراح علاوي

شوط واحد لا يكفي لفريق يبحث عن بطاقة الصعود

ظهر أبرز المرشحين لخطف لقب دوري الدرجة الثانية والبطاقة الأولى المؤهلة لدوري الدرجة الأولى فريق المالكية بصورة متفاوتة في شوطي مباراته الأولى أمام قلالي، فالمالكية والذي أنهى المباراة لصالحه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد أكد من جديد أنه قادم وبقوة من أجل العودة إلى مكانه الطبيعي وأنه ماض لتحقيق هدفه والذي أعلن عنه من خلال البطولة التنشيطية والمستوى الجيد الذي ظهر عليه في مبارياتها وأكمله في شوط المباراة الأول خلال مباراة قلالي.

وكان واضحا خلال شوط المباراة الأول مثلما كان واضحا خلال البطولة التنشيطية أن هذا الفريق الملقب بـ «فارس الغربية» يتمتع بسمات الفريق الأفضل والأبرز بقيادة ابن القرية وصانع نجومه المدرب سيدعيسى حسن وهو الذي عرف كيف يوظف إمكانات اللاعبين خدمة للفريق، بالإضافة إلى تغيير صورته وجلده بدرجة كبيرة.

فمن مباراة إلى أخرى يثبت المالكية أنه يملك من الإمكانات والقدرات التي تمكنه من اللعب في دوري الكبار من خلال إجادة لاعبيه، وخصوصا خط وسطه والذي أجاد فيه كل من عمار حسن وحسين خلف وأحمد يوسف بدرجة كبيرة، فعمار كان نقطة الارتكاز التي استند عليها الفريق وخصوصا أنه المكلف بالقيام بالواجبات الدفاعية وأيضا حفظ توازن الفريق في منطقة العمق أسهم بكل تأكيد في تقوية دفاعات للمالكية، في حين تفرغ أحمد يوسف ليقوم بدور الإسناد الهجومي ويجيد تنفيذ مهماته على أكمل وجه.

وعلى رغم تفوق المالكية في الشوط الأول فإنه واجه الكثير من الإحراج في الشوط الثاني والذي ظهر خلاله بصورة «قبيحة» كاد فيه أن يدفع الثمن جراء تراخي وهدوء لاعبيه ما كلفهم البقاء أسيرين الدفاع لفترات طويلة في هذا الشوط. وما نؤكد عليه هنا هو وجوب توقف لاعبي المالكية وجهازهم الفني عند مباراتهم أمام قلالي لأننا نرى فيها دروسا مهمة وعبرا يجب الاستفادة منها ولعل أبرزها هو عدم التهاون مع خصومهم مهما كبر أو قل حجمهم ومهما اختلفت المستويات وكذلك التباين والتفاوت في العطاء خلال مجريات الشوطين.

ومع إيماننا أن للمدرب رأيا ربما يكون هو الأصوب إلا أننا نبقى نؤكد أن وجود اللاعب علي السيدعيسى «علاوي» كلاعب حر يمكنه التحرك في أي مكان في الملعب أفضل بكثير من تحييد حركته وبقائه في مركز واحد نظرا الى ما يتمتع به من إمكانات مهارية وفنية تفيد الفريق وخصوصا أن هذا اللاعب يجيد التحرك في المساحات الخالية والواسعة على العكس مما يمكن أن يفعله في عمق الملعب في حال بقى أسيرا لمركزه الحالي كلاعب مهاجم.

خرج بنقطة صعبة أمام الاتفاق

التضامن يحتاج إلى ترميم سريع في خط دفاعه

خرج التضامن بنقطة صعبة في مباراته الأولى ضمن دوري الدرجة الثانية أمام الاتفاق بعد أن كان الأخير قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز.

التضامن قدم أداء غير مقنع وغير مطمئن لجماهيره التي تنتظر أن يحقق فريقها إنجاز الصعود إلى الدرجة الأولى في الموسم المقبل، وعلى رغم تسجيله 5 أهداف فإن خطوط الفريق مازالت تحتاج إلى بعض الترميمات من أجل الصمود حتى النهاية وتحقيق طموحات مجلس إدارة النادي وجماهيره.

ويأتي خط الدفاع في مقدمة الخطوط التي يجب على المدرب التونسي حميد رمضانة ترميمها قبل الدخول في المواجهات الأصعب، إذ إن هجوم الاتفاق تفنن في اختراق حصون التضامن وهز شباكه من جميع الجهات ومن مختلف الطرق، ولم نشاهد أي رقابة على مفاتيح لعب الاتفاق، كما أنه لم تكن هناك تغطية جيدة من قبل المدافعين لبعضهم بعضا، أضف إلى ذلك فإن ارتداد لاعبي خط الوسط للتغطية الدفاعية كان بطيئا جدا، ما سمح للاعبي الاتفاق بشن الهجمات المرتدة السريعة التي كانت تربك خط دفاع التضامن.

أما خط الوسط فكانت حركته بطيئة داخل الملعب، وترك السيطرة لصالح الاتفاق، كما أن لاعبي خط الوسط بالغوا كثيرا في الاحتفاظ بالكرة ما صعب من مهمتهم في تشديد الضغط على مرمى الاتفاق.

ومن جهة ثانية غابت الحيوية عن هذا الخط فلم نشاهد الأداء القتالي والحماسي داخل الملعب، أضف إلى ذلك ضعف التغطية الدفاعية من قبل لاعبي خط الوسط، وخصوصا من الأطراف التي كانت مفتوحة أمام لاعبي الاتفاق.

وربما يكون خط الهجوم هو الأقل أخطاء بين الخطوط الثلاثة إذ إنه ترجم جميع الفرص التي سنحت له إلى أهداف باستثناء فرصتين ضائعتين، ومع ذلك نجد أن المدرب حميد رمضانة تأخر في تغييراته في الشوط الثاني، كما أنه تأخر في التعديل من خطته 4/5/1 إلى 4/4/2 بعد خروج حسن الهدار الذي كان يلعب في خط الوسط ودخول مهاجم ثان صريح إلى جانب موسى ديكوري.

انطلاقة غير مشجعة للبحارة

أخطاء دفاعية بالجملة وسلبية هجومية أدت للخسارة

دفع فريق سترة ثمن الإعداد المتأخر وقلة المباريات الاستعدادية والتجريبية التي خاضها قبل انطلاق مباريات دوري الدرجة الثانية وأثبت قرار عدم مشاركته في البطولة التنشيطية التي نظمها الاتحاد البحريني لكرة القدم عدم صحة هذا القرار بعد المستوى الضعيف والمتواضع الذي خرج به الفريق في أولى المباريات أمام مدينة عيسى والتي خسرها بهدفين مقابل هدف واحد على رغم التفاؤل الذي ساد الفريق وأعضائه قبل المباراة.

وعندما نقول إن بداية الفريق متواضعة فذلك لأننا كنا ولا نزال نعتقد أن هذا الفريق وعلى رغم التغير الكبير في صفوفه جراء غياب أعمدته الأساسية مازال يملك من الإمكانات والقدرات التي يمكنه عن طريقها الظهور بمستوى أفضل مما ظهر به في المباراة.

غير أن ما حدث له في المباراة أثبت أنه فريق تنقصه الكثير من المقومات التي تجعله فريقا قادرا على المنافسة وخصوصا أن العشوائية وعدم التنظيم سادت صفوفه وألعابه، وكثرت فيه الأخطاء جراء غياب الانسجام والتفاهم بين لاعبيه.

وعلى رغم وصوله المتكرر إلى مرمى خصمه مدينة عيسى في الشوط الثاني فإنه لم يتمكن من هز الشباك إلا في الوقت المحتسب بدل الضائع، في حين عانى الفريق في خطوطه الخلفية كثيرا في الشوط الأول ووقع لاعبوه في أخطاء كثيرة وخصوصا في التمركز الصحيح والذي كلف الفريق الهدفين.

وفي الحقيقة فإن التواضع هذا لم يفاجئنا نحن فقط وإنما يبدو وكأنه فاجأ مدرب الفريق خضير عبدالنبي والذي على رغم تدخلاته المستمرة لم يتمكن من إصلاح كامل الأخطاء مع أنه نجح في رأب الصدع في خط الدفاع في الشوط الثاني إلا أنه لم يتمكن من فك شفرة هجومه، إذ نجح خضير بتغييراته في تحويل التفوق إلى فريقه ولكن بقت السلبية الهجومية طاغية على أداء اللاعبين ولم يكن ينقص إلا دخوله «خضير» أرضية الملعب وهز الشباك بنفسه.

ورب ضارة نافعة كما يقال وأن تأتي الهزيمة في بداية المشوار من أجل العمل على حل وتصحيح الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها الفريق والبحث في الأسباب التي جعلت الخط الدفاعي يظهر بمثل هذه الصورة.

وعلى لاعبي الفريق أن ينتبهوا إلى ضرورة ألا تكون هذه الخسارة تؤثر في مسيرتهم ومشوارهم المتبقي وأن تكون دافعا وحافزا لهم للعودة من جديد وبقوة بداية من مباراة الفريق في الجولة الثانية.

إلى قناتنا الرياضية مع التحية

قناة «البحرين الرياضية» الفضائية حققت هذا الموسم بداية جدا طيبة من خلال رصدها دوري كأس خليفة بن سلمان لفرق دوري الدرجة الأولى ورصدها كل ما يدور في خبايا مباريات المسابقة، إلا أنها في دوري الدرجة الثانية اختفت ولم نر لها وجودا خلال مباريات الجولة الافتتاحية، ونحن إذ نقول ذلك لا نطلب منها نقل المباريات على الهواء مباشرة، بل نطلب منها متابعة المباريات على أقل تقدير وتسجيل أبرز الملاحظات وعرضها في صورة تقرير عن المسابقة في برنامج الدوري، ونتمنى من قناتنا الرياضية مواكبة تطورها وتقدمها من خلال متابعاتها لدوري الظل والظلام لبث فيه نور الإثارة والتي كانت حاضرة فيه منذ جولته الأولى.

العباسي نسي بطاقاته وعبدالإمام «أوفر تايم»

نسي حكم درجة أولى صلاح العباسي البطاقات الملونة خلال مجريات الشوط الأول من مباراة المالكية وقلالي ما أوقعه في حرج كبير وخصوصا أن هناك حالا من عدم الرضا سادت الفريقين وجماهير اللقاء جراء عدم اتخاذه عقوبات كانت تستحق إشهار البطاقات الملونة فيها، واكتشف العباسي نسيانه البطاقات في الدقيقة 40 عندما ارتكب النيجيري إيمانويل لاعب قلالي خطأ جسيما يستحق عليه الحصول على البطاقة الصفراء إلا أنه تفاجأ كما تفاجأ الجميع أنه لا يملك بطاقاته، واستنجد العباسي بزميله الحكم الرابع جميل جمعة عله يجد ضالته عنده إلا أنه فشل في ذلك، وتدارك العباسي خطأه في الشوط الثاني وحمل البطاقات معه وكان صارما.

في المقابل ساهم الحكم المساعد درجة أولى عبدالإمام عبدالله في إدارة مباراتي المالكية وقلالي وأيضا المباراة الثانية بين مدينة عيسى وسترة، ليكون عمل بشكل «أوفر تايم» وذلك بسبب الاعتذار المفاجئ لأحد الحكام، وتمكن عبدالإمام من تحقيق نجاح كبير في إدارة المباراتين على رغم التعب والإجهاد الذي عاناه الا انه لم يؤثر عليه.

العباسي سقط ضحية النسيان... عدنان وزكريا وظهور مشجع

سجل التحكيم في الجولة الأولى حضورا جيدا على رغم التحفظ الشديد الذي لقيه الحكم صلاح العباسي في مباراة المالكية وقلالي من الفريقين، ويؤخذ على العباسي تردده الواضح في احتساب الأخطاء بالإضافة إلى ضياع شخصيته نتيجة تردده وتساهله في اتخاذ القرارات وخصوصا بعد الخطأ الذي وقع فيه جراء نسيانه البطاقات الملونة في شوط المباراة الأول ما أوقعه في حرج كبير لم يخرج منه طوال فترات المباراة. في المقابل لم يلاق حكم مباراة سترة ومدينة عيسى سيدعدنان محمد أية صعوبة في إدارة المباراة وتمكن من إيصالها إلى بر الأمان على رغم مطالبات لاعبي سترة في مناسبتين بركلة جزاء إلا أنه نجح فيها من دون أن تسجل عليه أية ملاحظة من النوع الذي يمكن أن يؤثر سلبا في نتيجتها أو في تفاصيلها. أما الحكم الصاعد زكريا إبراهيم فتمكن من تسجيل نجاح كبير في مباراة التضامن والاتفاق على رغم بعض التحفظات التي حملها الاتفاقيون عليه باحتسابه ركلة جزاء للتضامن في الوقت القاتل من الشوط الثاني والتي جاء منها هدف التعادل للرمادي، إلا أنه كان متابعا جيدا لجميع مجريات الأمور وأمسك بزمام المباراة منذ بدايتها حتى نهايتها.

نجاح الدخيل في تغييراته سر صحوة الشوط الثاني

قلالي نام في الأول وصحا في الثاني وأجبر الفرسان على التراجع

على رغم الهزيمة التي تلقاها الفريق «المكافح» قلالي في أولى مبارياته في المسابقة على يد المالكية وعلى رغم السبات الذي كان عليه الفريق في الشوط الأول من المباراة وهو الشوط الذي خرج منه خاسرا بهدفين نظيفين فإن قلالي استطاع أن يؤكد من خلال صحوته في الشوط الثاني أنه يمتلك الكثير ليقدمه في المباريات المقبلة من المسابقة.

ظهر فريق قلالي بصورتين متناقضتين على مدار شوطي المباراة، ونحن، إذ نسجل على الفريق هذا التباين السلبي والتفاوت الغريب في أدائه بين شوطي المباراة إلا أننا لابد أن نشير إلى نقطة إيجابية في أداء قلالي والذي قلب الأمور رأسا على عقب في الشوط الثاني والذي أجبر خلاله لاعبي فريق المالكية على التراجع والتقهقر للمواقع الخلفية، وهو نجاح يحسب لمدربه عبدالمنعم الدخيل والذي تمكن من قراءة أوراق فريقه جيدا بالإضافة إلى أنه يعكس قدرة الفريق على تحسين مستواه والعودة القوية والظهور بصورة أفضل.

وفي تقديرنا أن ما قدمه قلالي في الشوط الأول من مباراته مع المالكية يعتبر سيئا إلا أنه كان منطقيا، إذ ارتكب لاعبوه الكثير من الأخطاء التي كلفتهم الخسارة في نهاية المطاف وخصوصا خط دفاعه بالإضافة إلى أن خطوطه الثلاثة كانت متباعدة وتعاني من سوء التنظيم.

غير أن الحال تغير 180 درجة في الشوط الثاني بعد أن أعاد مدرب الفريق عبدالمنعم الدخيل صياغة الفريق وتركيبته من خلال تغيير طريقة اللعب ما أثار لدينا الكثير من الاستغراب مثلما أثار مستواه في الشوط الأول الكثير من الأسئلة.

صحيح أن الفريق ولاعبيه يفتقدون للخبرة المطلوبة إلا أن الصحيح أيضا هو أن اللاعبين هم أنفسهم من لعبوا الشوط الأول وهم أنفسهم من لعبوا الشوط الثاني مع تغير بسيط في التشكيلة نتيجة التغييرات التي أجراها الدخيل، والسؤال هنا والذي يطرح نفسه: لماذا أخفق الفريق في الشوط الأول ثم عاد للتألق في الشوط الثاني؟

نقول إن قلالي الذي أخفق في الخروج بنتيجة إيجابية من المباراة يمتلك الكثير ليقدمه وهو فريق قادر على تحقيق نتائج جيدة غير أن عليه أن يبحث عن الأسباب التي تجعله تارة يقدم أداء ومستوى سيئا وتارة أخرى يقدم أداء جيدا، كما على مدربه الدخيل أن يراجع ويصحح الأخطاء التي وقع فيها لاعبوه.

فوز أبناء الشملان لا يحجب الأخطاء

مربع الخطر فتك بأبناء الجزيرة الحالمة

فوز وثلاث نقاط ثمينة هي محصلة فريق مدينة عيسى من مباراته الأولى أمام سترة، ومن حق أبناء المدينة الفرح والسرور بفوزهم الأول ولكن من مصلحتهم أيضا التفكير مليا في أدائهم وإصلاح كل العيوب والسلبيات والأخطاء التي ارتكبوها في المباراة.

وعلى رغم أهمية هذا الفوز والذي جاء كبداية محفزة وطيبة للفريق واللاعبين في قادم المباريات فإن الفريق لم يكن على درجة كبيرة من الإجادة وخصوصا خلال مجريات الشوط الثاني والذي كثرت فيه الأخطاء الشخصية والفنية.

الفريق في الشوط الأول أجاد وتمكن من تسجيل أفضلية كبيرة وخصوصا في الجانب الهجومي والذي تمكن خلاله من الوصول إلى المرمى الستراوي، وعلى رغم قلة تلك المحاولات فإنها كانت على درجة كبيرة من الخطورة وكانت كافية لهز شباك عباس طوق الحارس الستراوي مرتين.

وكان مربع الخطر في فريق مدينة عيسى يتألف من يعقوب النصف والذي كان بمثابة قائد الفرقة ومحركها وساعده في ذلك لاعبا الأطراف عمر بلال وأيوب نصيب في حين ظهر «الخبرة» دعيج سامي في الهجوم وكانت تحركاته مصدر إزعاج مستمر لدفاعات سترة، في حين شكل البريطانيان روبرت وديفيد إضافة فنية للفريق وشكلا مع عادل خليفة وحسين جاسم وزايد عبدالعزيز خماسي دفاعي جيد يصعب اختراقه.

وقد يكون من أهم ما نسجله على الفريق خلال مجريات الشوط الثاني ذلك التراجع المخيف في أدائه والذي استفاد منه سترة جيدا وحاصره في نصف ملعبه والسبب يعود بدرجة فنية من اللاعبين والذين لم يطبقوا استراتيجية مدرب الفريق محمد الشملان من خلال الانتشار الجيد على أرضية الملعب من أجل الاستحواذ الأكبر على الكرة، إلا أننا شاهدناه يفقد الكرة بمجرد الاستحواذ عليها.

كما أن التعقيد المستمر في نقل الكرة والانتقال البطيء من الحال الدفاعية إلى الحال الهجومية ساهم في بقاء اللاعبين في مواقعهم الدفاعية لتكثر الأخطاء ويتعرض مرمى مجدي النجار للكثير من الهجمات والتي ضاعت بسبب سوء تصرف لاعبي سترة.

عموما ندعو الجهاز الفني للفريق دراسة حال الفريق والعمل على القضاء على السلبيات التي ظهرت وبكثرة خلال المباراة، كما ندعو لاعبي الفريق عدم الإفراط بالفرحة جراء الفوز والتفكير في المشوار المقبل للفريق.

تحسن في أداء الفريق عن المواسم السابقة

الاتفاق يرفع شعار التحدي فهل يستمر حتى النهاية؟!

قدم فريق الاتفاق مباراة جيدة في مستهل مشواره ضمن دوري الدرجة الثانية وحصل على نقطة كانت بمثابة الخسارة بعد أن حرمه الحكم من فوز كان في متناوله بركلة جزاء لم تكن صحيحة أنهت مباراته مع التضامن بالتعادل 5/5.

فريق الاتفاق ظهر في هذه المباراة بمستوى مميز عن المواسم الماضية، وخصوصا من ناحية التنظيم داخل الملعب، إذ كان انتشار الفريق سليما إذ وجد لاعبو الاتفاق في جميع أرجاء الملعب، كما اعتمد الفريق على الأداء السلس البعيد عن التعقيد، لذلك كان وصول الفريق يصل الى مرمى التضامن بكل سهولة.

وعلى رغم ذلك أفرزت المباراة بعض الأخطاء التي يجب على المدرب الوطني شاكر عبدالجليل تداركها قبل المباراة المقبلة.

خط الدفاع كان نقطة الضعف لدى الاتفاق، فهذا الخط سمح للتضامن بتسجيل 5 أهداف في مرماه، وخصوصا في العمق الذي كان واضحا غياب التفاهم بين عناصره، وتمكن التضامن من تسجيل 3 أهدف مستفيدا من أخطاء لاعبي العمق الدفاعي.

ومن أبرز سلبيات هذا الخط أيضا الاتكالية في إبعاد الكرات، بالإضافة إلى غياب الرقابة اللصيقة على المهاجمين.

أما خط الوسط فكان من أبرز الخطوط، وأكثرها نشاطا وخصوصا في الناحية الهجومية بينما تأخر في بعض الفترات في القيام بواجباته الدفاعية.

كما اعتمد شاكر عبدالجليل على اللعب السريع من خلال نقل الكرات إلى المهاجمين بأقل عدد من اللمسات في محاولة للاستفادة من المساحات الواسعة في دفاع التضامن، وهو ما نجح به في الهدفين الثالث والخامس بالإضافة إلى بعض الفرص الضائعة.

أما خط الهجوم فكان فعالا جدا، ويبدو أن الاتفاقيين وجدوا ضالتهم في المحترف المغربي جمال فقير الذي سجل هدفين وأزعج دفاع التضامن كثيرا، كما أن خط الهجوم وجد مساندة جيدة من خط الوسط، إذ وصلت الكثير من الكرات إلى المهاجمين تمكنوا من ترجمة بعضها إلى أهداف.

عموما، كان الاتفاق كان مميزا مقارنة بما كان يقدمه في المواسم الماضية، ويبدو أنه رفع شعار التحدي لكن السؤال الذي سيبقى يردده محبو الفريق، هل سيستمر الفريق على هذا المنوال أم أنها طفرة البداية فقط ؟ الأسابيع المقبلة ستكون كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات.

العدد 1892 - السبت 10 نوفمبر 2007م الموافق 29 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً