تنطلق مساء اليوم منافسات دورة الألعاب العربية في نسختها الحادية عشرة التي تستضيفها العاصمة القاهرة خلال الفترة من 11 حتى 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وسيعلن فخامة رئيس جمهورية مصر العربية حسني مبارك شارة انطلاقة الافتتاح في الساعة 7.00 مساء بتوقيت القاهرة (8.00 مساء بتوقيت البحرين).
وستقام مراسم افتتاح البطولة التي يشارك فيها نحو 3500 رياضي يمثلون 22 دولة عربية على استاد القاهرة الدولي بعد أن أنهت اللجنة المنظمة كل الإجراءات الرسمية والإدارية والفنية لاستضافة البطولة للمرة الثالثة بعد النسخة الأولى التي انطلقت في الإسكندرية العام 1953، والدورة الرابعة في القاهرة العام 1965. ويتوقع أن يشهد الاحتفال الذي سيحضره رؤساء الدول وكبار الشخصيات من الدول العربية برامج شيقة يتخللها عرض فني مدته 80 دقيقة إلى جانب كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وكلمة رئيس اللجنة المنظمة العليا للدورة المهندس ورئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر.
«الرياضية» في قلب الحدث
توجد القناة الرياضية بتلفزيون البحرين في قلب الحدث من أجل عمل تغطية واسعة للدورة عبر الرسالة اليومية التي يقدمها الزميل عمار البناي والمصور المخضرم جليل الكوهجي والمخرج الشاب حسين نايم. وحرصت القناة على الوجود في مطار القاهرة الدولي لاستقبال الوفود وعمل اللقاءات والحوارات مع الوفود المشاركة في الدورة. ويقوم أعضاء الوفد الإعلامي بجهود كبيرة وجبارة من أجل إيصال الرسالة اليومية إلى من القاهرة إلى البحرين.
فكرة الدورة
إن ظهور فكرة إقامة ألعاب رياضية عربية، يعود إلى مطلع سنة 1947، إذ إنه في السابع والعشرين من شهر مارس/ آذار للسنة نفسها، تقدم عبدالرحمن عزام، أول أمين عام لجامعة الدول العربية، بمذكرة للجامعة نفسها، وطلب منها إقامة ألعاب رياضية تشارك فيها كل الدول العربية، العضوة وغير العضوة في الجامعة. فقد كان عزام يعتبر الرياضة: «من أفضل الوسائل لربط شباب الدول العربية، وتمكينهم من بناء مستقبل الأمة العربية... وهي أحب ما يستهوي نفوس الشباب ويحليهم بالفضائل ويوثق روابطهم الاجتماعية ويزيل الفوارق بينهم». لم يحظ هذا المشروع بالموافقة في ذلك الوقت، إلا أن الفكرة بقيت مطروحة، والمجهودات من أجل بعث هذه الألعاب مستمرة، إلى غاية الجلسة التي عقدتها الجامعة في 19 أبريل/ نيسان 1953، ولعب أحمد الدمرداش توني عضو اللجنة الأولمبية الدولية دورا كبيرا في إقناع مسئولي الدول العربية، وعلى إثر العرض الذي قدم هذا الأخير لمجلس الجامعة في الجلسة نفسها، تمت الموافقة على إقامة هذه الألعاب، وأسندت إلى مصر مهمة تنظيم دورتها الأولى، التي احتضنتها مدينة الإسكندرية من 26 جويلية إلى 10 أوت من السنة نفسها، والتي شاركت فيها ثمان دول عربية. منذ بداية الألعاب الرياضية العربية في سنة 1953، تم تنظيم عشر دورات، علما بأن هذه الألعاب مرت بعدة فترات من التوقف، إذ إنها لم تنظم في السنوات الممتدة ما بين و1976 و1985 وأخيرا السنوات الممتدة ما بين 1986 و1992 لتستمر بعد ذلك من دون انقطاع.
ولي العهد يحضر حفل الافتتاح
نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى يتوجه صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمدآل خليفة ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة اليوم (الأحد) إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة للمشاركة في حفل افتتاح الدورة العربية الحادية عشرة للألعاب الرياضية والتي تستضيفها مصر بمشاركة كبيرة من الوفود والشخصيات العربية والرياضيين في مختلف الألعاب والمنافسات.
الحسن: الوفد الإداري يواصل مهماته
من جهته، أكد رئيس البعثة الإدارية نعمان الحسن انتهاء الوفد الرسمي من جميع الإجراءات الرسمية لتسجيل البعثات والوفود البحرينية ومقر السكن لكل الوفود، وأشار إلى الصعوبات التي واجهت الوفد من خلال عدم قيام اللجنة المنظمة للبطولة بتسهيل الإجراءات المعتادة، ما أدى بالتالي إلى تأخر صدور بطاقات اللاعبين بالإضافة إلى وجود نوع من الإرباك في عملية الانتهاء من مقرات إقامة الوفود المشاركة، وأرجع السبب إلى الضغط الكبير على اللجنة المنظمة بسبب الإعداد الضخمة للوفود المشاركة من كل دولة.
وأشار الحسن إلى أن مهمة الوفد الإداري ستتواصل حتى آخر يوم من الدورة، بعد أن تم تشكيل لجان خاصة لمتابعة أمور الوفود المشاركة والسهر على راحة اللاعبين والفرق ومتابعة جميع الأمور الإدارية بين اللجنة المنظمة وإدارة الفرق كون البعثة هي حلقة الوصل بين الطرفين.
وصول الوفود البحرينية
وكانت الوفود البحرينية بدأت في الوصول إلى العاصمة المصرية (القاهرة) اعتبارا من الأيام القليلة الماضية، إذ بدأ الوفد الإداري برئاسة نعمان الحسن في القدوم إلى القاهرة في الخامس من الشهر الجاري لمتابعة جميع الأمور الإدارية للبعثات والانتهاء من إجراءات تسجيل واعتماد اللاعبين، وكان الوفد الرسمي برئاسة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة برفقة أعضاء اللجنة الأولمبية رؤساء الاتحادات والوفد الإعلامي، ووصل بالأمس وفود ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين)، وتبعه وفد التنس والرماية والسباحة ووفد فريق الشراع الذي توجه فور وصوله إلى الإسكندرية التي تستضيف منافسات الشراع.
وستتواصل الوفود الأخرى في القدوم إلى القاهرة استعدادا لمشاركتها في فعاليات ومنافسات البطولة.
عيسى بن راشد: قادمون للمنافسة في كل الألعاب
أبدى نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة تفاؤله الكبير بتحقيق البحرين نتائج إيجابية في النسخة الحادية عشرة من الدورة العربية، مؤكدا أن البحرين ستسعى إلى المنافسة بكل قوة في كل الألعاب التي نشارك بها، موضحا حظوظ كل اللاعبين في تحقيق نتائج ايجابية في هذه اللعبات.
وأبدى عيسى بن راشد ارتياحه من حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، مشيدا بدور كل العاملين في اللجنة المنظمة وكل اللجان في البطولة، وسعيهم الدؤوب لإنجاح الدورة، مؤكدا أن تاريخ مصر في الرياضة يشفع له مواصلة النجاح والتألق في تنظيم مختلف الدورات والبطولات على جميع المستويات.
وتمنى عيسى بن راشد كل التوفيق لكل الوفود البحرينية من أجل مواصلة النجاح والتألق وتحقيق المزيد من الميداليات الملونة في جميع المنافسات.
المشاركة البحرينية
تشارك البحرين في هذه الدورة بوفد يضم نحو 200 شخص من اداريين ولاعبين يمثلون 12 لعبة هي ألعاب القوى والكرة الطائرة والبولنج والتايكواندو والكراتيه والرماية والريشة الطائرة والشراع والتحمل والقدرة (الفروسية) والسباحة والتنس بالاضافة إلى ألعاب الاحتياجات الخاصة (المعوقين).
تاريخ المشاركات البحرينية في الدورات العربية
تعتبر هذه المشاركة السادسة للبحرين في تاريخ الدورات العربية، وكانت المشاركة الأولى بدأت في الدورات مع الدورة السادسة في المغرب العام 1985، ومن ثم استمرت في مشاركتها مع الدورة السابعة في سورية العام 1992 وثم الدورة الثامنة في العام 1997 في العاصمة اللبنانية بيروت، وبعدها شاركت في الدورة التاسعة في الأردن العام 1999، وكانت مشاركتها الأخيرة في الجزائر بالدورة العاشرة العام 2004.
أبرز الإنجازات البحرينية في الدورات العربية
ويأتي سجل الشرف البحريني في المشاركات العربية ملونا بمختلف الميداليات، وكانت أولى الميداليات التي حصلت عليها البحرين في تاريخ مشاركتها بالدورات العربية في الدورة السادسة بالمغرب العام 1985، وذلك بتحقيق ذهبية سباق 400 متر حواجز عن طريق البطل أحمد حمادة بمنافسات ألعاب القوى، وأضاف حمادة في البطولة نفسها ذهبية ثانية للبحرين بتحقيقه المركز الأول في سباق 110 حواجز. وعلى صعيد السيدات، حققت البحرين انجازا مشرفا في الدورة نفسها عندما حقق الثنائي علوية خليل ونادية بوجيري الميدالية الذهبية في منافسات زوجي الكرة الطاولة، وأضافتا أيضا ميداليتين اضافيتين عندما فازت علوية خليل بالمركز الأول في منافسات الفردي متفوقة على نادية بوجيري صاحبة الفضية.
وفي مشاركتها الثانية في الدورة السابعة بسورية العام 1992 اكتفت البحرين بتحقيق ميداليتين فقط، وذلك عن طريق تحقيق المركز الأول والميدالية الذهبية في منافسات الكرة الطائرة، والميدالية الثانية كانت عن طريق العداء خالد جمعة في سباق الجري لمسافة 100 متر.
وفي بطولة الأردن العام 1999 حققت البحرين ميداليتين فقط، ذهبية كمال الأجسام (التربية البدنية) عن طريق محمد صباح ناصر، وبرونزية فريق الريشة الطائرة بعد أن جاءت البحرين بالمركز الثالث.
وارتفعت غلة البحرين في الدورة الأخيرة بالجزائر العام 2004 وذلك بتحقيق 6 ميداليات مختلفة، وكان لألعاب القوى نصيب الأسد فيها، فالعداء يوسف سعد كامل في سباق 800 متر حقق الميدالية الذهبية، فيما حققت نادية الجفيني المركز الثالث والبرونزية في سباق نصف الماراثون، وأضاف العداء رياض المصطفى برونزية سباق نصف الماراثون للرجال، فيما نجح سالم ناصر في تحقيق برونزية القفز العالي.
وكانت الذهبية الثانية للبحرين في منافسات الشراع عن طريق سامي الكوهجي، وأضاف زميله مهنا سلمان الميدالية الفضية.
وتألق لاعبو ذوي الاحتياجات الخاصة (المعوقين) في الدورة العربية العاشرة بالجزائر، وكان لهم نصيب الأسد في تحقيق الميداليات، إذ نال اللاعبون 18 ميدالية ملونة، منها 3 ميداليات ذهبية و6 فضيات و9 ميداليات برونزية.
العدد 1892 - السبت 10 نوفمبر 2007م الموافق 29 شوال 1428هـ