أرجع عدد من الزملاء في الصحافة الرياضية المحلية ظاهرة ومشكلة العزوف الجماهيري عن حضور مباريات منتخبنا الوطني لكرة القدم في الفترة الأخيرة إلى التجنيس الذي دخل صفوف المنتخب في السنتين الأخيرتين، وكانت له تأثيرات سلبية كثيرة على ارتباط وتفاعل الجماهير مع المنتخب.
وأكد الصحافيون في استطلاع «الوسط الرياضي» على أهمية وعي المسئولين الرياضيين واتحاد الكرة بهذه المشكلة التي بدأت تأثيراتها واضحة على غياب الجماهير بصورة لافتة في المباراة الأخيرة للمنتخب الأول أمام ماليزيا في تصفيات مونديال 2010، وكذلك مباريات المنتخب الأولمبي وذلك مؤشر خطير سيعيدنا إلى حال الفجوة التي كانت بين الجماهير والمنتخب في فترة التسعينات.
واستبعد الصحافيون تأثير تراجع مستوى ونتائج المنتخب في الفترة الأخيرة على الحضور الجماهيري؛ لأن جمهورنا اثبت في عدة مناسبات حضوره ومساندته للمنتخب وخصوصا في تصفيات مونديال 2006 وعدم تأثره ببعض الهزائم التي تعرض لها المنتخب.
الدرازي: التجنيس أفقد المنتخب هويته
وأكد الصحافي بصحيفة «الأيام» الزميل حسين الدرازي أن التجنيس يعتبر السبب الرئيسي وراء عزوف الجماهير البحرينية عن مباريات المنتخب الوطني.
وقال الدرازي: «عادت ثقة الجماهير البحرينية في منتخبها ووقفت معه بقوة في السنوات الأخيرة بعدما وجدت منتخبا يستطيع مقارعة أقوى المنتخبات الآسيوية مثل إيران واليابان والسعودية وكوريا، واقترب من الصعود إلى كأس العالم، لكن دخول بعض المجنسين إلى صفوف المنتخب في الفترة الأخيرة جعل الكثير من الجماهير البحرينية وعلى اختلاف ميولها تبتعد عن المنتخب حتى وصلنا إلى الصورة التي نشاهدها اليوم من مدرجات خالية في مباريات المنتخب، بل وصل الأمر إلى عدم تمني فوز المنتخب بصورته الحالية التي يضم فيها 4 لاعبين مجنسين وأفقد المنتخب هويته الوطنية الأصيلة».
واستبعد الدرازي أن تكون نتائج المنتخب المتراجعة في الفترة الأخيرة وراء عزوف الجماهير، بدليل أن الجمهور كان حريصا على حضور مباريات المنتخب حتى عندما كان يخسر، بل وان حضوره كان مضرب مثل لدرجة امتلاء الاستاد الوطني بالجماهير الوطنية قبل ساعات من المباراة!
وطالب الدرازي المسئولين بمعالجة هذه المشكلة بسرعة وقبل أن تستفحل ويزداد تأثيرها في اتساع الفجوة بين المنتخب وجماهيره وخصوصا إذا ما استمرت عملية تغلغل المجنسين في صفوف المنتخب، وبالتالي حتى انتصاراته أو انجازاته المستقبلية ستكون بلا نكهة وتفاعل شعبي مثلما يحدث مع انتصارات لاعبي ألعاب القوى المجنسين حتى عندما فازوا بميداليات عالمية، كما أن المصيبة أن اللاعبين الذين تم تجنيسهم لا يتمتعون بمستويات خارقة ولا يتفوقون على اللاعبين البحرينيين بل هم أقل مستوى!
الملا: إحباط ومحاباة للمجنسين!
وشاطر الصحافي بصحيفة «الوطن» الزميل جعفر الملا الدرازي الرأي في التأثير السلبي الكبير للتجنيس العشوائي على عزوف الجمهور عن مباريات المنتخب، بل وحتى ارتباطه وتفاعله مع المنتخب الوطني.
وقال الملا: «من خلال متابعتنا مباريات المنتخب وتواصلنا مع الجماهير نشعر أن روح وهوية المنتخب الوطنية بدأت تتلاشى وازدادت بعد كثرة اللاعبين المجنسين والمستقبل ينبئ بازدياد العدد في ظل القرارات الفردية والتخبطات التي يقوم بها المسئولون عن الرياضة واتحاد الكرة ويذهب ضحيتها المنتخب وجماهير الوطن المحترقة على منتخبها وتنتظر أول انجازاتها».
وقال الملا: «لا توجد علاقة بين تراجع نتائج ومستوى المنتخب والحضور الجماهيري؛ لأن جمهور المنتخب يختلف عن جمهور النادي، بدليل ما حدث في الكثير من مباريات المنتخب سواء في كأس خليجي 16 و17، ولكن كان الجمهور مرتبطا بمنتخبه الذي كان لاعبوه من أبناء البلد ويلعبون بروح وإخلاص والجميع كان يحترق على منتخب الوطن. كما تابعنا كيف كان التفاعل الجماهيري مع المنتخب في مباراته الحاسمة أمام الكويت في تصفيات كأس آسيا 2007 على رغم إخفاق المنتخب بعد مباراته أمام ترينيداد وتوباغو».
وأضاف «مشكلة التجنيس تأثيراتها ليس على حضور الجمهور بل على المنتخب، وهو ما لمسناه من محاباة ومعاملة خاصة للاعبين المجنسين من قبل المدرب ماتشالا وبعض المسئولين، فيما هناك معاملة مختلفة للاعبين البحرينيين وهو ما شعرت به خلال وجودي مع المنتخب في كأس آسيا الأخيرة في إندونيسيا وبالتالي تختلف المشكلات بين لاعبي المنتخب».
وتساءل الملا: كيف نطالب الجمهور بحضور مباريات المنتخب في الوقت الذي يغيب فيه رئيس اتحاد الكرة عن الوجود مع المنتخب في الكثير من مشاركاته المهمة سواء في البحرين أو خارجها؟ وطالب بأن يعمل المسئولون على حلحلة مشكلة التجنيس والاهتمام وتقدير اللاعب البحريني الذي اثبت قدرته على التطور وفرض حضوره متى ما توافرت أمامه الظروف والإمكانات المناسبة.
مازن: التجنيس وعقوبات المحرق
من جانبه، رأى الصحافي بصحيفة «الوقت» الزميل مازن أنور أن عزوف الجماهير عن المنتخب يرجع إلى 3 أسباب على رأسها التجنيس الذي يعتبر أكثر الأسباب تأثيرا، وهو ما يلمسه من انطباعات الكثير من الجماهير خصوصا فئة الشباب، وخصوصا أن هذه القضية ليست مرغوبة لدى الكثيرين في الشارع الرياضي.
وأضاف أنور «السبب الثاني يرجع إلى العلاقة المتوترة بين اتحاد الكرة ونادي المحرق على اثر القرارات والعقوبات التي اتخذها الاتحاد بحق المحرق ولاعبيه وحتى جماهيره، فكان لذلك ردة فعل سلبية من غالبية جماهير المحرق التي تمثل قاعدة كبيرة من الجماهير الرياضية في البحرين، فيما السبب الثالث يكمن في تواضع مستويات الأندية والمسابقات المحلية وكذلك تراجع المنتخب في الفترة الأخيرة خصوصا بعد خسارة المنتخب أمام ترينيداد توباغو وضياع حلم الوصول إلى مونديال 2006».
ورأى أنور أن وضعنا الكروي أصبح يسير نحو الأسوأ ولا توجد مؤشرات تبعث على التفاؤل وهو ما يتطلب وقفة عاجلة لتصحيح الكثير من المشكلات والسلبيات التي تواجهها الكرة البحرينية سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية.
خلف: صدمة الأربعاء الأسود
أما الصحافي في صحيفة «أخبار الخليج» الزميل حسين خلف فأكد أن ذكرى وصدمة الأربعاء الأسود التي شهدت ضياع الحلم المونديالي بخسارة منتخبنا أمام ترينيداد تركت تأثيرا كبيرا وأصابت الجماهير البحرينية بالإحباط حتى اليوم، وان هذا الإحباط ازداد بعد إخفاق المنتخب في كأس خليجي 18، وكذلك في كأس أمم آسيا الأخيرة.
وأشار خلف إلى موضوع التجنيس، مؤكدا أنه يعتبر من الأسباب الأساسية للعزوف الجماهيري وخصوصا أن هناك فئة كبيرة ضد عملية التجنيس، لكن في الوقت نفسه هناك فئة لا ترى في التجنيس مشكلة.
وقال خلف إن روح وهيكلة المنتخب الوطني اهتزت في الفترة الأخيرة لدرجة اضطرت عددا من نجوم المنتخب إلى الاعتزال الدولي بعد ما فقدوا روح الانسجام التي عاشوا فيها طيلة 6 سنوات كمجموعة واحدة.
ورأى خلف أن الحل في عودة الجماهير إلى مباريات المنتخب يكمن في استعادة مستويات وانتصارات المنتخب خصوصا في تصفيات كأس العالم 2010 وتحقيق أحد الانجازات الكروية، أما بالنسبة للمنتخب الأولمبي فالجماهير عادة لا تتفاعل كثيرا مع مستويات المنتخبات الأولمبية إلا عند خوضها مباراة حاسمة.
العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ